المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : المسرحي بعد الستين



المراسل الإخباري
08-03-2021, 03:38
http://www.alriyadh.com/theme2/imgs/404.png أيها المهتم بالمسرح سواء كنت مؤلفاً أم ممثلاً أو مخرجاً أو أي عنصر من عناصر المسرحية، عندما تصل إلى الستين من عمرك، تكون قد مريت بأشكال وأنواع من المهتمين بالمسرح مثلك، تكون قد استخدمت كل الوسائل المتاحة لك للتعامل معهم، وبذلك تصبح نظرتك للحياة المسرحية بشكل مختلف عنهم، نظرات أعمق مما كنت عليه في السابق، فتصبح تسخر كثيراً من المواقف اليومية التي تراهم فيها يبذلون جهدهم ويتفانون فيها، واكتسبت علاقاتك بعداً آخر معهم ومع غيرهم من الناس المحيطين بك والذين لا علاقة لهم بالمسرح، حيث حديثك بشكل كبير، بل تشتاق إلى السماع أكثر من التحدث، ينبت داخلك شعور جديد ومختلف لفهم الأحداث الدرامية بين الناس، تصبح أكثر سلاسة في تفسيرها بحيث تتجاوز تعقيداتها وتنظر لها ببساطة، تسامح وتعفو، وتعطف على غيرك، وكثير النصح، تنظر للفرص بحرقة لعدم استفادة الآخرين لها، وهذا ما يجعل الكثير ينفر منك أثناء الحديث لهم، لأنك تنظر بمنظار مختلف للأحداث والفرص، ويستغربون حديثك المستمر عنها، فيبرز هنا دائماً السؤال الملح، أين أنت عن هذه الأمور في صباك الدرامي؟ قد تشعر بغربة داخل أسرتك، فأنت مختلف عنهم، وأنت ترى ما لا يرونه، فخيالك أوسع وأكبر من تصوراتهم، وهذا قد يسبب لك الكثير من المعاناة، فتعرف الكثير عن أسرتك وعن أقاربك وعن مجتمعك، وتعرف كثيراً عن دوافع ومسببات أكثر الأفعال والتصرفات وعن السلوكيات اليومية، تتعلم كذلك أن جرحك لا يؤلم أحداً سواك، وأنك لو تألمت فسوف يكون ذلك مفيداً لغيرك، بل إن من يبكي حولك لا يفيدك بشي، وأن أجمل الابتسامات على شفاهك هي التي تكون في عز الألم، وأن أثمن الدموع وأصدقها هي التي تنزل بصمت ودون أن يراها أحد، وسوف تكتشف أن أصعب المعادلات التي عليك حلها هي معادلة التوفيق بين رغباتك ورغبات من حولك، وسوف تعلم أن من قضى حياته يراقب الناس فسوف يموت هماً، وسوف تعلم أن من حاسب الناس على عواطفهم نحوه فسوف يصنع بينه وبينهم حبلاً مقطوعاً لا يرتبط أبداً، وهناك مفاتيح لأمور يجب أن تتعلمها وسوف تدركها مؤخراً أيها المسرحي، وهي أن من أراد الراحة في الحياة يجب أن يعتني بصحته، وأن من يريد السعادة فيجب عليه الاعتناء بأخلاقه وشكله، وأن من يريد الخلود يجب أن يعتني بعقله، وأن من يريد كل ما سبق فعليه الاعتناء بدينه أولاً.
إضاءة: قال شكسبير على لسان عطيل: وما الحياة إلا مسرح كبير، والناس ليسوا سوى ممثلين على مسرح الحياة، كل منهم يلعب دوره وأنا دوري الحزين!




http://www.alriyadh.com/1899409]إضغط (>[url) هنا لقراءة المزيد...[/url]