المراسل الإخباري
08-05-2021, 11:54
http://www.alriyadh.com/theme2/imgs/404.png بعد جُزء أَوَّل عن مديح النثر (لا الشعر وحسْب) في الحب، هنا الجزء الثاني من هذه الرُباعية.
الحبّ الحقيقيُّ ليس العلاقة (رجل/امرأَة) ولا الرومانسية المراهِقة، بل هو حدثٌ استثنائيٌّ لا يأْتي في العمر سوى مرة واحدة. هو الحبُّ بالمعنى الأَسمى كمالًا في الذات واكتمالًا في الآخر. هو الحبّ الذي يتَّخذ حجْم قدَر ليس في استطاعة الإِنسان ردٌّ له. حين تحلُّ علينا نعمة "هذا الحبّ" بالذات نكون انتصرنا على الموت. من نعمته نأْتي إِلى نعمة الحبيبة التي لا يكون الحبّ إِلَّا لها وبها ومنها ومعها وإِليها تكرُّسًا نهائيًا.
الحبّ الحقيقيّ ليسَ أَنتَ ولا يُمكن أَن تكونَ أَنت، بل هو "هي"، لا يكون بدونها ولا يَعرف إِلَّاها. المرأَة التي تكتب لها شِعر الغَزَل العاديّ ليست "هي" المنتَظَرة بل هاتيك امرأَة من خيالٍ، أَو بعض واقع، أَو بعض حُجة، أَو بعض خوفٍ من فراغ، أَو خشيةَ أَن يقال إِنَّ العمر مـرَّ ولا حبيبة. امرأَة الغزل هي أَيَّة امرأَة، وليست الحبيبة التي "هي" امرأَةُ الحبّ الحقيقية.
"هي": هي التي تتعـرَّف إِليها امرأَةً تبدأُ عاديةً كأَية امرأَة ثم تتحوَّل حضورًا هيولانِيًّا عظيمًا فتروح هكذا تراها، هكذا تعيها، هكذا تُحبُّها، وتتكرَّس لها بقية حياتك في انخطافٍ غير عاديّ.
"هي": هي التي تُوَعّي فيكَ الحنين إِلى الينبوع الأُول الذي لا "تذهبُ" إِليه بل "تعودُ" إِليه. الينبوع الأُول هو العودةُ إِلى العناصر الأُولى، إِلى البداية منذ تلك العناصر، فتعرف معها الحبَّ الحقيقي، تبلغ معها الينبوع الأَول، وتبدأُ حياتك من جديد ولو كنتَ في المتقادِم أَو في الخريف من العمر، فيتحوَّل عمرُك معها ربيعًا يوميًا مستدامًا لا إِلى انتهاء.
"هي": هي التي تعرف معها التَّوق إِلى الكمال لأَنها تجسِّد لك صورةَ هذا الكمال. الإِنسان يبحث دومًا عن الكمال؟ صحيح. أَنت تجدُه فيها فتصبح "هي" الكائنَ المنتَظَر. تصبح "هي" حياتَك. تكتمل أَنتَ بها. تتَّحد بها. تتَّحد بذاتك. تتَّحد بكما. إِنه الاتحاد بالحبّ الواحد الوحيد الذي لا يأْتي سوى مرة واحدة في العمر.
هذا هو المصير الذي تتوق إِليه طيلة حياتك حتى إِذا بلَغْتَ هذا الحبّ يتَّخذ حجم القدَر الأَجمل ولا تستطيع قوّةٌ أَن تُنهيه مهما ظَهَرت أَنها أَقوى منكما، ومهما وَضعَت لكُما قُيودًا آخرينية أَو اجتماعية. يصبح حبُّكُما قدرَكُما الواحد. القدَر الذي يُغيّر مصيركُما معًا، مثلما تكون "هي" غيَّرَت مصيرك. وعندها ينبع بكل صفائه نصٌّ جماليٌّ في أَدبِ الحب.
الخميس المقبل: كيف تعرف، حين تصل، أَنها هي المنتَظَرَة؟
http://www.alriyadh.com/1899894]إضغط (>[url) هنا لقراءة المزيد...[/url]
الحبّ الحقيقيُّ ليس العلاقة (رجل/امرأَة) ولا الرومانسية المراهِقة، بل هو حدثٌ استثنائيٌّ لا يأْتي في العمر سوى مرة واحدة. هو الحبُّ بالمعنى الأَسمى كمالًا في الذات واكتمالًا في الآخر. هو الحبّ الذي يتَّخذ حجْم قدَر ليس في استطاعة الإِنسان ردٌّ له. حين تحلُّ علينا نعمة "هذا الحبّ" بالذات نكون انتصرنا على الموت. من نعمته نأْتي إِلى نعمة الحبيبة التي لا يكون الحبّ إِلَّا لها وبها ومنها ومعها وإِليها تكرُّسًا نهائيًا.
الحبّ الحقيقيّ ليسَ أَنتَ ولا يُمكن أَن تكونَ أَنت، بل هو "هي"، لا يكون بدونها ولا يَعرف إِلَّاها. المرأَة التي تكتب لها شِعر الغَزَل العاديّ ليست "هي" المنتَظَرة بل هاتيك امرأَة من خيالٍ، أَو بعض واقع، أَو بعض حُجة، أَو بعض خوفٍ من فراغ، أَو خشيةَ أَن يقال إِنَّ العمر مـرَّ ولا حبيبة. امرأَة الغزل هي أَيَّة امرأَة، وليست الحبيبة التي "هي" امرأَةُ الحبّ الحقيقية.
"هي": هي التي تتعـرَّف إِليها امرأَةً تبدأُ عاديةً كأَية امرأَة ثم تتحوَّل حضورًا هيولانِيًّا عظيمًا فتروح هكذا تراها، هكذا تعيها، هكذا تُحبُّها، وتتكرَّس لها بقية حياتك في انخطافٍ غير عاديّ.
"هي": هي التي تُوَعّي فيكَ الحنين إِلى الينبوع الأُول الذي لا "تذهبُ" إِليه بل "تعودُ" إِليه. الينبوع الأُول هو العودةُ إِلى العناصر الأُولى، إِلى البداية منذ تلك العناصر، فتعرف معها الحبَّ الحقيقي، تبلغ معها الينبوع الأَول، وتبدأُ حياتك من جديد ولو كنتَ في المتقادِم أَو في الخريف من العمر، فيتحوَّل عمرُك معها ربيعًا يوميًا مستدامًا لا إِلى انتهاء.
"هي": هي التي تعرف معها التَّوق إِلى الكمال لأَنها تجسِّد لك صورةَ هذا الكمال. الإِنسان يبحث دومًا عن الكمال؟ صحيح. أَنت تجدُه فيها فتصبح "هي" الكائنَ المنتَظَر. تصبح "هي" حياتَك. تكتمل أَنتَ بها. تتَّحد بها. تتَّحد بذاتك. تتَّحد بكما. إِنه الاتحاد بالحبّ الواحد الوحيد الذي لا يأْتي سوى مرة واحدة في العمر.
هذا هو المصير الذي تتوق إِليه طيلة حياتك حتى إِذا بلَغْتَ هذا الحبّ يتَّخذ حجم القدَر الأَجمل ولا تستطيع قوّةٌ أَن تُنهيه مهما ظَهَرت أَنها أَقوى منكما، ومهما وَضعَت لكُما قُيودًا آخرينية أَو اجتماعية. يصبح حبُّكُما قدرَكُما الواحد. القدَر الذي يُغيّر مصيركُما معًا، مثلما تكون "هي" غيَّرَت مصيرك. وعندها ينبع بكل صفائه نصٌّ جماليٌّ في أَدبِ الحب.
الخميس المقبل: كيف تعرف، حين تصل، أَنها هي المنتَظَرَة؟
http://www.alriyadh.com/1899894]إضغط (>[url) هنا لقراءة المزيد...[/url]