المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الضباع والأسود وسرقة الجهود



المراسل الإخباري
08-06-2021, 08:13
http://www.alriyadh.com/theme2/imgs/404.png "ما ترونه اليوم من إنجازات ونجاحات لم تكن لتحصل لولا الجهود الكبيرة التي بذلها الرئيس السابق السيد جونج لي طوال السنوات الماضية التي قاد فيها الجمعية بكل اقتدار، فله مني وباسمكم جميعاً خالص الشكر والتقدير والعرفان".. بهذه الكلمات تحدث السيد وانغ ييونغ أمام المشاركين في جمعية الحدائق العلمية الآسيوية في اجتماعها السنوي قبل عدة سنوات، لم أخف احترامي لذلك الرجل في وفائه وشجاعته في نسب الإنجازات لأصحابها حتى بعد مغادرتهم مناصبهم.
مقالة اليوم بعنوان: "الضباع والأسود وسرقة الجهود"
أتذكر وقت عملي في اليابان قبل سنوات طويلة، كان هنالك مدير فرع في طوكيو لمؤسسة ثقافية شرق أوسطية، جاء ذلك المدير ليجد من سبقوه قد اجتهدوا وعملوا على مشاريع ومبادرات مختلفة ومن ضمنها تطوير مواقع للتعليم الإلكتروني عن بعد، وصادف في تلك الفترة أن مر ثلاثة مسؤولين مختلفين للمقر الرئيس لتلك المؤسسة الشرق أوسطية، وفي كل مرة يزور مسؤول كبير مدينة طوكيو، يقوم مدير الفرع بعمل حفل استقبال كبير يتضمن حفل تدشين الموقع الإلكتروني نفسه والذي لم يتغير طوال أربع سنوات. الأدهى والأمرّ أن الموقع تم تطويره خلال فترة عمل مديري الفرع السابقين والذين كان يتجاهلهم مدير الفرع تماماً ويحرص على حذف أسمائهم وصورهم من جميع التقارير..
مثل هذه التصرفات المتمثلة بالسطو على إنجازات الآخرين وسرقة جهودهم تعبر عن عقلية مريضة تعتقد أن الجلوس على الكرسي يتيح للمسؤول إلغاء تاريخ جميع من سبقوه والحديث عن إنجازات المنظمة كملك شخصي وإنجاز فردي، وفي كثير من الحالات يتزامن ذلك مع قدرات محدودة وعجز عن تحقيق نتائج ملموسة على الأرض مما يضطر ذلك المسؤول إلى التظاهر بتحقيق إنجازات عبر تغييرات شكلية وسطحية كالمسميات والتصاميم الخارجية فقط.
في الواقع، لا ينحصر الأمر - للأسف - في إدارات سابقة وإدارات جديدة، بل يحصل أحياناً أن يقوم المدير العاجز بالسطو على أعمال موظفيه ونسبة أفكارهم وإنجازاتهم إلى نفسه، مثل هذه السلوكيات تقتل الولاء والشغف لدى الموظف وتدمر الثقة مع المدير، وبالمقابل فالموظف الذي يعرف أن مديره حريص على دعمه وإبراز جهوده وتقديره أمام الآخرين سيقدم كل ما لديه ويبدع أكثر وينجز أكثر؛ لأنه يعرف أنه يعمل لدى منظمة تقدر المجتهد وتحفظ حقوقه، وهذا الموظف سيتعامل بنفس الطريقة والثقافة مع زملائه ومن سيعملون تحت قيادته مستقبلا.
في الواقع، ينطبق الأمر كذلك على نظرة الموظفين للمسؤول الجديد وطريقة تعامله مع إنجازات المسؤولين السابقين، فمن لا يتورع عن تهميش جهود السابقين والسطو على إنجازاتهم سيسقط من عيون فريقه، العكس صحيح بطبيعة الحال، الأمر مثل الضباع التي لا مشكلة لديها في الأكل من الجيف التي تأبى الأسود أن تقترب منها مهما بلغ منها الجوع والتعب.
وختاماً، القائد الفذ يحفظ للناس حقوقهم وإنجازاتهم ولا يقبل على نفسه أن يلطخ اسمه بسرقة جهود الآخرين، وهذا ما يجعل منه مصدر ثقة واطمئنان ودعم لإنجازات أكبر على صعيد المنظمة، لتسجيل باسمه واسم فريقه الذي يبادله الثقة والاحترام.




http://www.alriyadh.com/1900063]إضغط (>[url) هنا لقراءة المزيد...[/url]