المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : مفردات المدرسة



المراسل الإخباري
08-06-2021, 08:13
http://www.alriyadh.com/theme2/imgs/404.png كنا وربما ما زلنا نعرف الطاولة التي يجلس أمامها التلميذ بمسمى "رحلة" ولم أجد هذا المسمى يطلق لنفس الهدف إلا في المدارس العراقية! فمن أخذ من الآخر وإلى ماذا يدل هذا المسمى حمال الأوجه، وما الفرق بينه وبين الطاولة التي نعرفها؟! ومن الأشياء التي عشتها في المرحلة الابتدائية "الفلكة" (أخذت الشهادة الابتدائية عام 1964م)، وقد وضعت رجلي فيها أكثر من مرة، رغم مظهري الهادئ المسالم، وعزوفي عن التجمعات والشغب، وكان أولياء أمور التلاميذ يشجعون المدرسة على استخدامها، لتربية أو تقويم أبنائهم إذا صدر منهم ما يستجوب العقاب؛ وقد كان استخدام "الفلكة" شائعا، وكانت له نتائج جيدة في كثير من الأحيان، أو هكذا كنا نرى ونلمس، أبرزها خلق الهيبة من التلميذ تجاه هيئة التدريس والمدير والمراقب؛ وكنت وأنا في المرحلة الابتدائية أنظر برعب إلى المراقب، وليس إلى المدير، فهو الذي يقف علينا مراقبا ونحن ندخل المدرسة، وهو الذي يطلق الصافرة لانتهاء الفسحة، وللخروج من المدرسة بعد نهاية الدراسة، وكذلك عندما أراه يتجول في ممر المدرسة، منتعلا في رجليه قبقابا من خشب وفي يده عصاة، وكأنه يتهيأ لأي خارج عن الخط من التلاميذ! وقد وجدنا بعد ذلك دعوات تربوية ومجتمعية تحذر من استخدام الضرب، و"الفلكة" منها في العملية التربية لما ينطوي عليه كل ضرب أو توبيخ أو تعد لفظي من أحد أعضاء هيئة التدريس على الطالب من إهانة، قد تؤثر على مستقبله العلمي والاجتماعي؛ وعقب إلغاء الوسائل العقابية، أصبحت أرى عندما درست في المرحلتين المتوسطة والثانوية، معارك طاحنة بين الطلاب، وأحيانا بين الطلاب والمدرسين، وهي وقائع لم تكن تحدث في ظل سيادة "الفلكة"، فأين الصواب حقا؟
ونخرج من "الفلكة" إلى ما قد نلاحظه من الفرق، بين خريج المرحلة الابتدائية حتى أواخر الستينات الميلادية، وخريجها بعد ذلك (مدرسة العلوم الشرعية الابتدائية التي تخرجت منها كانت مدة الدراسة فيها سبع سنوات)؛ لنجد مع بالغ الأسف أن خريج الثانوية وليس الابتدائية فقط، لا يستطيع كتابة سطرين دون أخطاء، ولا يحسن النقاش أو المحاورة، حول ما تحصل عليه من العلم أو المعرفة في المدرسة، لأن المدرسة أصبحت لا تعطي كبير اهتمام للتعبير واللغة وصحف الحائط والفن التشكيلي وحفلات الخطابة والمسرح، حتى المكتبة التي كانت في كل مدرسة اختفت! ولخلق ألفة بين هيئة التدريس وطلاب المدرسة، كانت كل مدرسة في تلك الأيام، تهيئ رحلتين في العام الدراسي لطلابها، تقضى في الحدائق العامة، بعيدا عن صخب المدينة وجو المدرسة، ولم يكن الطالب يتكلف شيئا في هذه الرحلة، لأن المدرسة كانت تتكفل بها من مخصصاتها، والآن حتى لو أرادت المدرسة ترتيب مثل هذه الرحلات، ستجد أن أغلب الطلاب يغيبون عن المدرسة في اليوم الذي تنطلق فيه الرحلة!




http://www.alriyadh.com/1900066]إضغط (>[url) هنا لقراءة المزيد...[/url]