المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : لبنان.. والصواريخ العبثية



المراسل الإخباري
08-08-2021, 03:15
http://www.alriyadh.com/theme2/imgs/404.png لبنان وصل إلى الفصل الأخير المميت في مسرحية عبثية، والتي وضعته المحارب الدائم على الجبهة الأمامية لمحور الممانعة بقيادة إيران، في ظل انحياز رئيسه إلى محور إقليمي في صراع المحاور، والمماطلة في تقديم ما يفك عزلته عبر المبادرة الفرنسية المدعومة عربياً ودولياً.
ويبدو لنا اليوم أن لبنان سيكون الخط الأمامي لإيران والمنصة لتوجيه صواريخ انتقامية لإسرائيل، مع دون أدنى حساب للثمن الذي يمكن أن يدفعه لبنان من أجل مغامرات الملالي وأذنابهم على الأرض اللبنانية، لا سيما أن الصورة الراهنة تعيد إلى الأذهان أحداث العام 2006م، حين أعلن نصرالله أن صواريخه ستصل إلى ما بعد حيفا! وكانت النتيجة الخراب والدمار للبنان وأهله، ولم تتأثر إيران وقتها بأي شيء، ولم تفقد قطرة دم؛ لأن الوكلاء والعملاء يتولون الحرب عنها بالوكالة.
فالمطلوب اليوم من لبنان إيرانياً أكبر من طاقته، فهو يُساق بالقوة إلى محور يتناقض مع طبيعته وتركيبته، ويُراد منه أن يكون مقاتلاً في الصفوف الأولى عن مشروع ولاية الفقيه، ولاعباً إقليمياً في حروب ليست له، وطرفاً تابعاً يواجه حلفاً إقليمياً ودولياً لاستدعاء العقوبات واستكمال العزلة على شعبه.
وفي حقيقة الأمر لا يوجد عاقل يجهل صعوبة استمرار هذا المشروع العبثي بحق لبنان وشعبه، لا سيما أن الموانع أمامه قوية جداً، ولا مجال لتحقيقه بحرب ضد قوى قادرة على تدمير إيران نفسها، ولا هو ممكن تمريره ضمن أي صفقة لاحقة، حتى وإن كانت للضغط على الإدارة الأميركية من أجل العودة إلى الاتفاق النووي الموقّع في العام 2015م، ورفع العقوبات عن النظام الإيراني.
فالنظام الإيراني ووكلاؤه لا يمكنهم البقاء في عالم متحضر ومستقر، فهم يؤمنون بسياسة المساومة لكسب الامتیازات والتنازلات، حتى لو أتى ذلك عن طريق الإرهاب والقرصنة والابتزاز والاغتيال واحتجاز الرهائن وما إلى ذلك.
لذلك ينبغي ألا يقدّم العالم للنظام الإيراني أي امتيازات تُعيد إليه الحياة، ولا مجال لتقديم تنازلات أخرى لديكتاتوريته الهمجية، لأن سياسة الاسترضاء قد هُزمت في نهاية المطاف، واللغة الوحيدة التي يفهمها هذا النظام هي القوة، ودون ذلك يعني استمراره في ابتزاز المجتمع الدولي.




http://www.alriyadh.com/1900176]إضغط (>[url) هنا لقراءة المزيد...[/url]