المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : نجمة في الظلام



المراسل الإخباري
08-08-2021, 03:15
http://www.alriyadh.com/theme2/imgs/404.png في حوار أجرته جريدة "الغارديان" مع الكاتب الأميركي دين كونتز عاد بذاكرته إلى طفولته الباكرة، واصفا بيتهم بالفوضوي، ووالدته بالكائن الضعيف، ووالده بالمدمن العنيف، كل شيء في عالم طفولته كان مُحفِّزًا ليصبح نسخة عن والده، أو شابا ضائعا لا مستقبل له، لولا تلك الحادثة التي فتحت له بوّابة سرية انبعث منها النور، حين أجرت والدته عملية جراحية خطيرة فاضطرّت لتركه عند صديقة لها.
الصبي ذو الأربع سنوات اكتشف بيتا مرتبا جميلا، كما اكتشف طعم الآيس كريم وسيدة تقرأ له القصص قبل النوم، يقول: "في بيتنا لم يكن هناك كتب ولا قصص تُروَى".
كانت تلك الأيام على قلّتها كافية لتضع الصبي أمام خيارين في حياته، فإمّا أن يتقبل عالم والديه المحطّم، أو عالم صديقة والدته. يقول: "أظهرت لي الكتب أن هناك طرقا أخرى للعيش".
إن لم تقرؤوا بعد لدين كونتز يمكنكم اقتناء روايته الشهيرة "عيون الظلام" التي كتبها في مطلع الثمانينات، وتحدّث فيها عن اجتياح فيروس غريب العالم انطلق من مدينة ووهان الصينية واكتسح العالم، وهي ليست روايته الوحيدة النّاجحة، بل الرواية التي حققت مبيعات خرافية منذ ظهور جائحة كورونا، وأعادت اسمه إلى الواجهة من جديد.
نشر كونتز أول أعماله العام 1968 في الخيال العلمي، كتابه الثاني اختار له الناشر اسما مستعارا لغاية تسويقه، كانت تلك أولى "لعنات الناشرين" التي لاحقته لفترة، كتب عشرات الكتب بأسماء مستعارة منها: ديانا دواير، آيرون وولف، براين كوفي، جون هيل، آنطوني نورث، ريشار بيج.. وأسماء أخرى.
أولى رواياته النّاجحة نشرها العام 1980 بعنوان "همسات" ظهرت في قائمة أفضل الكتب مبيعا في "نيويورك تايمز" تلتها عناوين أخرى.
لم يستطع كونتز أن يشتري حقوق كتبه السابقة إلا في مطلع التسعينات، أغلبها على الأقل، وأعاد نشرها باسمه، تطلّب ذلك رحلة شاقة من الاجتهاد طيلة ربع قرن من عمره.
سبعة عشر كتابا له حوّلت لأفلام ومسلسلات تلفزيونية، وهذا ما منحه فرصة لتحقيق حياة فخمة كانت من المستحيلات في ذاكرة طفولته وأصبحت حقيقة.
يقول: "حين نكون أطفالا نعتقد أن حياتنا هي حياة جميع الأطفال، إلى أن نكبر ونكتشف غير ذلك، لكن إقامتي عند صديقة أمي كشفت لي تلك الحقيقة باكرا".
لا أدري إن تُرجمت بعض أعمال كونتز إلى العربية، إذ تبقى كتب الخيال العلمي وروايات التشويق والحبكات البوليسية لا تستهوي الناشرين العرب، تماما كما لا تستهوي كتّابنا، لكن حتما غياب كتبه عن المكتبة العربية خسارة للقارئ.
كونتز اليوم في الخامسة والسبعين من عمره، وقد أصدر كتابه الثامن والسبعين، رافضا تماما فكرة التقاعد من الكتابة، وحين سئل ألا يعاني من جفاف في الأفكار؟ أجاب بثقة عالية "الخيال يشبه العضلة، كلما استخدمته كلما تولّدت لديك أفكار جديدة".




http://www.alriyadh.com/1900221]إضغط (>[url) هنا لقراءة المزيد...[/url]