المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : المؤسسات السائلة



المراسل الإخباري
08-08-2021, 22:06
http://www.alriyadh.com/theme2/imgs/404.png مع نشوء مؤسسات النمو السريع التي تعتمد على الاستجابة للمتغيرات البيئية بكفاءة، ظهر في هذه المؤسسات ما يسمى بالمنهج السيال، من صفات هذه المؤسسات التي تعينها على تطبيق هذا المنهج أنها رشيقة وصغيرة الحجم، ولعل من أهم خصائص المؤسسات الحديثة أنها تسعى بقدر الإمكان إلى المحافظة على رشاقتها مهما كان حجمها، ويعين في المحافظة على الرشاقة اليوم، تبني التقنيات الحديثة كالذكاء الاصطناعي لتقليص مساحة العمل اليدوي وما يتعلق به من بيروقراطية.
يستند منهج المؤسسات السائلة على ثلاث مقدمات وأربع آليات رئيسة، المقدمات المعتمدة التي تتبناها هي الانفتاح والشفافية، البناء التشاركي، والتجريب، تجتمع كل المقدمات والمبادئ على مفهوم أساسي واحد وهو إزالة الحواجز. فالحواجز تمنع التعبير عن الرأي صراحة، وتمنع من تداخل فرق العمل للبناء التشاركي، ولا تشجع على التجريب خوفا من الفشل، في المؤسسات التي لا تشجع على الإبداع، تستخدم الحواجز بأنواعها، وسيلة للسيطرة سعيا لتنفيذ اتجاه محدد مسبقا، المشكلة التي أدركها المنظرون للمؤسسات السائلة أن المتغيرات التي تحوم حول المؤسسة قد تعصف بها في أي وقت مهددة المؤسسة نفسها وليس رؤيتها فقط.
ولأن المتغيرات كثيرة، فعلى المؤسسة أن تتبنى منهجية مرنة تسمح لها بمراجعة مسلماتها باستمرار، ولتحقيق السيولة المؤسسية اللازمة، لذلك عليها أن تتبنى الركائز التالية: العمل التشاركي، نظام محاسبي قيمي، منظومة اتخاذ قرار مفتوح، واعتماد السمعة كقيمة مستقلة.
العمل التشاركي يقتضي فتح المجال للجميع في تحديد الأعمال التي على المؤسسة أن تنفذها والمشاركة اختياريا في تنفيذها، يدعم اختيار الأعمال نظام محاسبي لقيمة الأعمال، حيث يضاف لكل عمل قيمة تقديرية بناء على أهميته، وعند مساهمة عضو الفريق في تنفيذ عمل ما، يكافأ بناء على دوره في المشروع وقيمة العمل الذي ينفذه، وتخضع الأعمال كلها لنظام اتخاذ القرار يعتمد على التصويت المفتوح، حيث يصوت على طرح الأعمال أو سحبها أو تحديد قيمتها، ويفتح المجال للتصويت لمدة قصيرة وليس مطلوبا من الجميع التصويت على الأعمال كلها.
بناء على حجم المساهمات وتنفيذ الأعمال، تتابع المؤسسة نشاط منتسبيها لتكوين رصيد من السمعة التي تبنى تبعا لسيرة الأعضاء في المساهمة الفاعلة في المؤسسة.
في مؤسسة تتبع هذه المنهجيات، تتولد لديها سرعة في اتخاذ القرار وقوة في تنفيذه بمشاركة واسعة ومفتوحة من أعضائها، الحواجز التي تمنع الآخرين من اتخاذ القرار والتحرك بحرية في كيانات أخرى، تجدها قد أزيلت في منظومة من هذا النوع.
لا شك أن تنفيذ هذه المنهجيات متّبع في المؤسسات الصغيرة ويصعب الحكم على إمكانية تطبيقها على مؤسسات كبيرة بالكامل، إنما على المؤسسات الكبيرة أن تبتكر ما يناسبها من آليات للحد من الجمود الذي يضعف قدرتها على الاستجابة للمتغيرات الكبرى.




http://www.alriyadh.com/1900317]إضغط (>[url) هنا لقراءة المزيد...[/url]