المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : فومو، فوجي، جومو، أيهم أنت؟



المراسل الإخباري
08-08-2021, 22:06
http://www.alriyadh.com/theme2/imgs/404.png تأثير منصات التواصل الاجتماعي علينا أعمق مما نعتقد، فقد أمست عيننا الثالثة التي نبصر بها، ومشكلاً أساسياً لتصوراتنا عن العالم الخارجي، والأهم لمشاعرنا وعواطفنا، المشكلة هنا أن ارتباطنا المتواصل بها أدى إلى نمو خوفنا من الانقطاع الخاطف عنها، أو الـ"فومو"!
قبل سبعة عشر عام وفي أوج صعود "الفيسبوك" وحينما كان طالباً في كلية هارفرد للأعمال، طرح المستثمر الجريء "باترك ماكجينيس" مفهومه الاجتماعي لـ"الخوف من فوات الشيء"، وأطلق عليه: "فومو FOMO"، قبل سنوات بُعث المفهوم من جديد ليعبر عن حالة الذعر التي تكتنف مستخدم وسائل التواصل الاجتماعي من إغفال أي حدث أو خبر، بما يجعله مرتبطاً بشدة بتلك المنصات، كما لو كان مدمناً!
نرغب أن نكون على اتصال دائم خوفاً من فوات الأحداث، حتى تلك التي لا نشارك فيها أو لا تؤثر علينا! مشكّلاً ضغطاً نفسياً وقلقاً اجتماعياً متواصلاً، خاصة وأن الشعور بالسعادة اللحظية صار مقترناً بالتواصل الدائم مع ما يطرح وما يتفاعل معه عبر المنصات الاجتماعية، سواء بمشاهدة الجديد للتو أو تلقي الإشعار بالإعجاب على منشور أو إعادة الإرسال أو التعليق عليه، ليبقى المستخدم متيقظاً وشرهاً لتلقي المزيد.
أيضاً زيادة الاعتماد على التواصل عبر الإنترنت لإنجاز الأعمال أدى إلى ارتفاع معدل الخوف من فقدان استخدام الإنترنت، فنقع في دائرة لا تنتهي من الرغبة بمعرفة المزيد، وهو ما نلاحظه في التصاعد المستمر لعدد ساعات اتصالنا، ومرورها ونحن نقفز من تحديث منصة اجتماعية إلى تحديث أخرى -وبالذات قبل النوم- الذي هو بالتأكيد بلا قيمة ولا فائدة.
ليس من الممكن الابتعاد تماماً عن متابعة منصات التواصل الاجتماعي، لكن من الممكن التحكم بجودة المتابعة، وهذا يشمل المدة الزمنية ونوعية من تتابع، فبدلاً من أن تركز على ما لدى الآخرين -أو ما يبدو أنهم يمتلكونه- أو متابعة كل شيء، أن يكون التركيز على ما يضيف لك أو على الأقل يجعلك سعيداً، تشجع والغِ متابعة أي حسابات أو مواقع قد تثير لديك السلبية أو الغيرة! أو تلكم التي تضخم الأحداث وتجعلك في سباق مع الزمن، عش حاضرك بواقعية وإيجابية، واستمتع بوقتك بعيداً على العالم الافتراضي.
المهم أن لا تكون ردة فعلنا الهروب من هذا الذعر، بالوقوع أولاً في حالة "الفوجي FOJI" أي الخوف من الانضمام، بالتوقف عن نشر المشاركات في المنصات، ثم الأسوأ الوقوع في الحالة المضادة، أي "الجومو JOMO"، أو "المتعة في تفويت الأحداث"، عبر الانشغال التام بالذات عن المحيط، والاستمتاع بما يهم الشخص من دون الاكتراث بما يهم الآخرين!
من المهم دوماً أن نُذكر أنفسنا أن ما نشاهده على منصات التواصل لا يعدو مجرد لقطات سريعة لا تمثل الحقيقة الكاملة، وأنها غالباً ما تكون محسنة وغير واقعية، والأخطر أنها قد تكون ذات أجندة خفيّة، وأن ما لدينا غالباً ما يكون أجمل وأفضل متى حاولنا أن نَصدق في سعادتنا.




http://www.alriyadh.com/1900320]إضغط (>[url) هنا لقراءة المزيد...[/url]