المراسل الإخباري
08-12-2021, 14:00
http://www.alriyadh.com/theme2/imgs/404.png بعد جُزءَين عن مديح النثر في الحب (لا الشعر وحسْب)، هنا الجزءُ الثالث من هذه الرُباعية.
عند بلوغكَ نعمةَ الحب الحقيقيّ (كما بانت في المقالَين السابقين) تكون بين الناس مغلَّفًا بِـهدوئِك، لكنَّ في داخلك بُركانًا من الحبّ منها وإِليها. تكون مُقَنَّعًا بالعاديّ من السلوك لكنَّ في كيانِك جنونًا بها غيرَ عاديّ. تكون طبيعيًّا لكنك بينكَ وبينكَ في أَقصى حالات الولع. من حظِّك أَنَّ الناس لا يقرأُون تفكيرَكَ بها، ولا يسمعون كم أَنتَ في أَشدِّ حالات الولَه والشغَف الأَقصى. هذه هي "الحالة الأُخرى"، تعيشها أَنتَ في نهاركَ وليلِكَ، تصبح "هي" حالتَكَ التي تعرفها أَنتَ بكَ وتعرفها "هي" بكَ، ولا يراها الناس.
أَجملُ الأَجمل أَنكَ، ببلوغكَ ولِعًا هذا القدْرَ تبلُغُ القدَر الأَبْهى الذي هو حبُّكُما. وواهمٌ بعدها مَن يظنُّ أَنه قادر على الفصل بينكُما مهما باعدَتكُما ظروف الحياة "الآخرينية" أَو "الاجتماعية"، إِذ تكونان، في حبِّكما الكبير، تعيشان معًا في شرنقةٍ شفّافةٍ سِرّيَّةٍ كأَنْ وُلدْتُما معًا في هذه الشرنقة، وَتَتَوْأَمْتُما معًا فلا تفصل بينكُما ظروفٌ ولا صعوبات.
إِلى هذا الحدّ تَــتَّحدان من الداخل إِلى الداخل، من داخلِكَ إِلى داخلِها، تَتَـتَوْأَمَان في الشرنقة فلا قوةَ في الدنيا تَعُود تفرِّق بينكُما ولو باعد بـيـنكما الخارج إِلى حين. إِلى هذا الحدِّ تؤْمِن أَنتَ بك، تؤْمِن بها، تؤْمِنان بـحُبِّكما. إِلى هذا الحدّ تكون "هي" صارت حياتَك.
كيف تعرفُها أَنها "هي"؟ كيف يكتمل يقينُك أَنها فعلًا "هي" المنتَظَرَة؟
تعرف بشعورِكَ العميق أَنْ بات حبُّكُما مصيرَكَ وقدَرَكَ وكلَّ حياتكَ، وأَنْ مَسَّكَ حُبُّها الذي جاء يَلِدُك من جديدٍ وأَنت في متقادِم العمر. يكون غَيَّرَكَ وكنتَ تُغَيِّر السوى، وعَلَّمَكَ وكنتَ تُعَلِّم السوى، وحَرَّرَك من قيودكَ وكنتَ سجينَ القيودِ بين أَوهامكَ وطوباويَّاتك. يكون أَبْكاكَ وكنتَ تُبْكي السوى، وعَذَّبَكَ (من خوفكَ أَن تَخْسَرَها) وكنتَ تُعَذِّبُ السّوى (ولم تكن قبلًا تَخاف أَن تَخسَر ذاك السوى). حُبُّها يكون أَنْضَجَكَ وكنتَ تَحسبُ أَنكَ ناضج، وأَلْغى منكَ كلَّ سوى وكنتَ قبلها مَـلْـغِـيًّا بالسوى. حُبُّها الذي يُعَوِّدُكَ أَنَّ وقتًا ضئيلًا معها يعوِّضُكَ عن كثيرِ عُمْرٍ قبلها ولم يكن عمرُكَ كلُّه يكفيكَ لتُعَوِّض عن صحرائك، لذا ترضى منها بالقليل يأْتيكَ كثيرًا وتغتبط به ولو ضئيلًا، فالقليلُ منها ومعها أَغنى من الكثير بدونها، هي التي يُفَرْدِسُكَ رضاها عليكَ ويُحيـيـكَ، ويَهُدُّكَ زَعَلُها منك ويُميتُك.
تعرف أَنها "هي" لأَن حُبَّها يكون جاء فَـزَلزَلَكَ. خَضَّكَ. غَيَّرَكَ. انتفَضَكَ. نفضَ عنك أَمسَكَ الذي غاب إِلى غروبٍ نهائي، ومنحَكَ غدَكَ الذي أَشرقَ منها ولن يغيبَ أَبدًا إِلى غروب، فما سوى الموت الجسدي وحده يفصلُكَ عنها جسديًّا.
الخميس المقبل: ختام هذه الرباعية.
http://www.alriyadh.com/1901146]إضغط (>[url) هنا لقراءة المزيد...[/url]
عند بلوغكَ نعمةَ الحب الحقيقيّ (كما بانت في المقالَين السابقين) تكون بين الناس مغلَّفًا بِـهدوئِك، لكنَّ في داخلك بُركانًا من الحبّ منها وإِليها. تكون مُقَنَّعًا بالعاديّ من السلوك لكنَّ في كيانِك جنونًا بها غيرَ عاديّ. تكون طبيعيًّا لكنك بينكَ وبينكَ في أَقصى حالات الولع. من حظِّك أَنَّ الناس لا يقرأُون تفكيرَكَ بها، ولا يسمعون كم أَنتَ في أَشدِّ حالات الولَه والشغَف الأَقصى. هذه هي "الحالة الأُخرى"، تعيشها أَنتَ في نهاركَ وليلِكَ، تصبح "هي" حالتَكَ التي تعرفها أَنتَ بكَ وتعرفها "هي" بكَ، ولا يراها الناس.
أَجملُ الأَجمل أَنكَ، ببلوغكَ ولِعًا هذا القدْرَ تبلُغُ القدَر الأَبْهى الذي هو حبُّكُما. وواهمٌ بعدها مَن يظنُّ أَنه قادر على الفصل بينكُما مهما باعدَتكُما ظروف الحياة "الآخرينية" أَو "الاجتماعية"، إِذ تكونان، في حبِّكما الكبير، تعيشان معًا في شرنقةٍ شفّافةٍ سِرّيَّةٍ كأَنْ وُلدْتُما معًا في هذه الشرنقة، وَتَتَوْأَمْتُما معًا فلا تفصل بينكُما ظروفٌ ولا صعوبات.
إِلى هذا الحدّ تَــتَّحدان من الداخل إِلى الداخل، من داخلِكَ إِلى داخلِها، تَتَـتَوْأَمَان في الشرنقة فلا قوةَ في الدنيا تَعُود تفرِّق بينكُما ولو باعد بـيـنكما الخارج إِلى حين. إِلى هذا الحدِّ تؤْمِن أَنتَ بك، تؤْمِن بها، تؤْمِنان بـحُبِّكما. إِلى هذا الحدّ تكون "هي" صارت حياتَك.
كيف تعرفُها أَنها "هي"؟ كيف يكتمل يقينُك أَنها فعلًا "هي" المنتَظَرَة؟
تعرف بشعورِكَ العميق أَنْ بات حبُّكُما مصيرَكَ وقدَرَكَ وكلَّ حياتكَ، وأَنْ مَسَّكَ حُبُّها الذي جاء يَلِدُك من جديدٍ وأَنت في متقادِم العمر. يكون غَيَّرَكَ وكنتَ تُغَيِّر السوى، وعَلَّمَكَ وكنتَ تُعَلِّم السوى، وحَرَّرَك من قيودكَ وكنتَ سجينَ القيودِ بين أَوهامكَ وطوباويَّاتك. يكون أَبْكاكَ وكنتَ تُبْكي السوى، وعَذَّبَكَ (من خوفكَ أَن تَخْسَرَها) وكنتَ تُعَذِّبُ السّوى (ولم تكن قبلًا تَخاف أَن تَخسَر ذاك السوى). حُبُّها يكون أَنْضَجَكَ وكنتَ تَحسبُ أَنكَ ناضج، وأَلْغى منكَ كلَّ سوى وكنتَ قبلها مَـلْـغِـيًّا بالسوى. حُبُّها الذي يُعَوِّدُكَ أَنَّ وقتًا ضئيلًا معها يعوِّضُكَ عن كثيرِ عُمْرٍ قبلها ولم يكن عمرُكَ كلُّه يكفيكَ لتُعَوِّض عن صحرائك، لذا ترضى منها بالقليل يأْتيكَ كثيرًا وتغتبط به ولو ضئيلًا، فالقليلُ منها ومعها أَغنى من الكثير بدونها، هي التي يُفَرْدِسُكَ رضاها عليكَ ويُحيـيـكَ، ويَهُدُّكَ زَعَلُها منك ويُميتُك.
تعرف أَنها "هي" لأَن حُبَّها يكون جاء فَـزَلزَلَكَ. خَضَّكَ. غَيَّرَكَ. انتفَضَكَ. نفضَ عنك أَمسَكَ الذي غاب إِلى غروبٍ نهائي، ومنحَكَ غدَكَ الذي أَشرقَ منها ولن يغيبَ أَبدًا إِلى غروب، فما سوى الموت الجسدي وحده يفصلُكَ عنها جسديًّا.
الخميس المقبل: ختام هذه الرباعية.
http://www.alriyadh.com/1901146]إضغط (>[url) هنا لقراءة المزيد...[/url]