المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الرَّأْيُ الْفَاتِحُ حَوْلَ الخَلْطِ اللُّغَوِيِّ الوَاضِح



المراسل الإخباري
08-17-2021, 05:17
http://www.alriyadh.com/theme2/imgs/404.png سابقًا، كان لدي فهم مغلوط حول فكرة الحفاظ على اللغة العربية وحمايتها، إذ كنت أعتقد أن أي دخيل عليها من اللغات الأخرى، أو العامية، أو "الإيموجي"، أو أي وسيلة للتعبير والرد؛ قد تحطم قلاع اللغة الحصينة، لكن كل هذا تغير الآن.
وأُومِن، في الوقت نفسه، أن المدافعين عن اللغة وكلماتها يأتون من نيات صادقة، وأحييهم على هذه المنافحة، بغض النظر عن فكرة الاتفاق أو ضدها، وأعرف جيدًا أن المرونة في تقبل الزوائد تحكمه أيضًا الرؤى الشخصية، والثقافة الخاصة، والمجتمع المحيط، وظروف وأسباب هذه المستجدات.
السؤال: لماذا غيرت قناعتي حول حشو اللغة بالطوارئ من الأشياء؟ هذه بعض الأسباب التي أظن أنها قد تساهم في شرح فكرتي، وهي للسرد لا الإقناع:
أولاً: الأساس المتين للغة هو التواصل، والقدرة على إيصال الفكرة دون عناء على المرسل أو المتلقي، ومتى ما حققت الأدوات المستخدمة المراد فهذا المطلوب والمبتغى.
ثانيًا: الخوف على اندثار اللغة العربية أو تآكلها؛ يقدمها كما لو كانت لغة طارئة أو هشة، ويمكن أن تسقط أو تتضعضع بفعل كلمة أو إيماءة.. بل أميل للضد تمامًا، للقول إن المطالبة بتقوقعها ورفضها للجديد يجعلها معزولة، تخبو أكثر مع كل تمنع، مع التأكيد بأنها لغة جميع العلوم على مر العصور، ولم تجاريها أي لغة في العالم على قلة عدد حروفها الهجائية مقارنة باللغات الأخرى، كالصينية مثلاً..
ثالثًا: وجود بعض الكلمات المستوردة التي تشتهر بأساس الكلمة الأصلية، بغض النظر عن لغتها، وغالبًا لا يكون عليها اتفاق في الترجمة، أو ربَّما لا تتضح للمستقبل كما لو كانت في اللغة الأصلية. مثل: Feedback وغيرها. رابعًا: العديد من كلماتنا العربية أساسها من لغات مختلفة، إنجليزية وإيطالية وفرنسية ويونانية وغيرها، والعكس كذلك صحيح، وهذا الاستيراد أو التصدير المحمودان سهلا من عملية توسع اللغات، ونقل المعرفة، وتواصل الشعوب.. ولو رُفِضَ أي كلمة، منذ خلق اللغة، لأصبح لدينا الكثير من المحتوى الذي لا نستطيع التعبير عنه الآن. خامسًا: مع الانفتاح التقني الكبير، وازدهار عالم الأعمال حول العالم، تولدت كلمات كثيرة بفعل طرائق الاتصال والتواصل الحديثة، وصارت هناك كلمات (أغلبها مصطلحات) تخلق كل يوم، فيجري التعامل بها وإشهارها وإشاعتها قبل أي تعريب أو تمحيص لما يلزم استخدامها واعتمادها تمامًا، خاصة أن البعض قد لا يستخدم المعرب منها بشكل مرن.. فمثلا: الكل يعرف "الميكرفون" ويستخدمونه بلفظه الأعجمي، علمًا أن ما يقابله بالعربية: المصوات.
سادسًا: الرشاقة الكبيرة لدى بعض اللغات الأخرى، وخاصة الإنجليزية، في زيادة الكلمات والمصطلحات والاختصارات جعلتها أكثر تقبلاً وانتشارًا واستخدامًا، سواء في الإضافة المباشرة مثل Selfie قبل سنوات، وWFH التي تعبر عن working from home أي "العمل من البيت"، والتي أضيفت مع غيرها سريعًا أثناء جائحة كورونا.. أو الإضافة بعد الرصد والمتابعة، كـOMG التي أضيفت عام 2009 بعد 15 عامًا من الرصد الكبير لاستخدامها، مع أهمية الإشارة إلى إضافة أكثر من ألف كلمة سنويًا في القواميس الإنجليزية.
سابعًا: أهمية الاستعداد النفسي والتقني للتحولات الكثيرة التي قد تطرأ على كيفية التواصل والتعبير، مع توسع وتطور المنصات الرقمية، وعدم الحاجة للكتابة المجردة أحيانًا، والاستعاضة عنها بـ"إيموجي" أو صورة GIF أو من خلال الملصقات "الاستيكرات" التي تأتي من خلفية رمزية، وبعرف متفق على معانيها غالبًا.
ولأن أقرب صورة لتواصلنا عبر "الإيموجي" هي رسومات الكهوف، وسيلة التواصل الأولى؛ فأنا أدعو نفسي أولاً، والآخرين، إلى التعاطي مع متغيرات اللغة دون توجس أو تشنج أو تعطيل.. لأن الفصاحة (باختصار) هي القدرة على توصيل الفكرة في أسرع وقت ممكن وبوضوح. والسلام..




http://www.alriyadh.com/1902051]إضغط (>[url) هنا لقراءة المزيد...[/url]