المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الأرق نبيذ الليل..!



المراسل الإخباري
08-18-2021, 05:20
http://www.alriyadh.com/theme2/imgs/404.png وضع مرقده على حافة التأمل وردد: "أود أن تستريح سفن قلقي في ميناء الوضوح، فالإبحار في التخمين يرهقني، فعلاً يبدأ أحدنا رحلة حياته بزخم هائل من الأحلام حتى أن ذاكرته لا تُسعفه في تذكرها كاملة، شيئًا فشيئًا يصبح حلمه الوحيد أن يكون مُطمئنًا لا أكثر".
يعيد تأمله، ساعة معطلة والزمن يتحرك.. ينطلق واقفاً وأفكاره عالقة.. فعلاً تجاوز جوعه وخواطره مشبعة..
الليل ذاته يتمدد على هيئة نص مقروء يحتاج أن ينطوي معناه في مفردات الصبح.. أنفاس منهكة تكتب جُمل الانتظار.
كل شيء يعود في لحظة اليقظة وأنت في مسافة التفكير، وحتى مخدتك تخاتلك لبعض المسامرة..
وكل الجدران تحادثك بأسرار اللوحات المعلقة على صدرها، وقسوة المسامير والمطرقة، وحتى الأوراق تغازلك أن تكتب نص الليل بمفردات وثيرة مثيرة تمنحك طاقة الكتابة، فيكون السكون حراكاً، والسكوت أحاديث سمر، والأسئلة رغبات تنتابنا فيها الإجابة..
تتفكر عندما يأتي وقتٌ ما تكون فيه منتهى أمانيك أن تظل شامخاً فلا تسقط في قارعة الشتات، قد تلتحق بركب الحياة ولا تتخلفَ عنها..
تحاول أن تمشي مستقيماً في دروب متعرجة، كم هو لافت أن تحيا وأنتَ منبسط بروحك للآخر ليصل إلى وِجهتِه.. بقرب السكينة..
ثم تشق طريقك متعجلاً محملاً بأحلامك لا تلتفت خلفك، استمر يتنفس بمزاج الهدوء لكي لا يشعر بالانطفاء، ولا يكتوي بالزمن الرديء، يجتهد ليتبع صوته بعدما سقط فمه وارتطم بالخرس، ينزوي في جيوب الغيابات، فجاذبية الخيال تتسكع على أرض حلمه، وذهنه يتمرد على قدرة جسده..
يعود لهذر الاستفهامات: "ما بال أولئك أوهموا المارة بأن الدرب مظلم، ونصّبوا أنفسهم أعمدة إنارة تنشر الضوء في الأرجاء؟!"، المشهد صار يثير سخرية العابرين.
كيف يكون هذا الرأس ممتلئاً بهواجس مشتبكة، وذاكرة مرتبكة، تجلب كل عطر قديم، ويغفو على يقظة التذكر بلا هوادة، لماذا يمرون على مقاعد الضجيج ليجدوا راحتهم.. ويتجاوزون الأسطر ليستوطنوا الهامش؟ ما بين يقظة نائمة، ومنام مستيقظ، انطواء يلسع جبين الغرفة حوله ليرسم العزلة بين لحاف المنام.. وصوت يرن، ليس عليك إلا التظاهر بأنك صامد..
يدرك أن الأرق نبيذ الليل، لذلك هو يحتسي من كأس التأمل لينتشي بالإجابات، وتتضاءل هواجسه، وتخبو همومه..
تماماً عليه أن يتشبث بصموده مع واقعه الليلي.. يعرف بوعيه أن الوضوء هو بداية تصالحه مع هذا الأرق، وأن ركعتين ينخفض فيهما مبتهلاً سترفعان أمنياته على عجل..
عزم أمره، ورفع رأسه، وتخلى عن وسادته، وقفز فوق ظنونه لتبدأ حالة التصالح..
انتهى جبينه إلى بداية السمو، وانطلق بجسده نحو جهات الراحة..
تأكد حيناً وقال: بالفعل "الكتابة ردّة فعلٍ متأخّرة، لتلك الأشياء التي تكون مجبراً على البقاء ساكناً أمامها".




http://www.alriyadh.com/1902174]إضغط (>[url) هنا لقراءة المزيد...[/url]