المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : أفغانستان.. الجمهورية أم الإمارة؟!



المراسل الإخباري
08-19-2021, 03:21
http://www.alriyadh.com/theme2/imgs/404.png انسحاب الجيش الأميركي من أفغانستان كان مجدولا قبل أكثر من سنة، أو أيام إدارة ترمب، وتم تحديد الأول من مايو الماضي كموعد لتنفيذه، ويبدو أن هذا من الأشياء القليلة جداً التي يتفق عليها بايدن مع ترمب، ولكن لم يكن أحد يتصور انهيار القوات الأفغانية بهذه السرعة، بالإضافة إلى سيطرة طالبان على ولايات أفغانستان بالتسليم أو الاستسلام وبلا دماء، ودخول الحركة إلى كابل وكأنها في نزهة، حتى وصلت إلى القصر الرئاسي الذي هرب منه رئيس الدولة ومعاونوه.
القوات الأفغانية كانت متفوقة على الورق، وأعدادها تجاوزت ثلاث مئة ألف في مقابل 75 ألفا لطالبان، والحقيقة أن الرقم الفعلي لم يتجاوز الخمسين ألفاً، فقد احتوت السجلات على أسماء وهمية لجنود أشباح، جاء بهم الفساد الحكومي في أفغانستان طوال عشرين سنة، ومرتبات هؤلاء تذهب للمنفذين في المؤسسة العسكرية، بحسب ما يقوله الأميركان أنفسهم، وهو يقدر بحوالي ثلاثة وثمانين مليار دولار، وصرفت أميركا على الأفغان قرابة الترليون وست مئة مليار دولار، ثم يأتي رئيسها ويقول إنها لم تكن تعمل على بناء دولة ديموقراطية موحدة، وهدفها منذ البداية محاسبة من قاموا بإرهاب 11 سبتمبر ومنع تكراره.
الصحيح أن ما يعرف بعملية الحرية الدائمة في سنة 2001، قامت لإسقاط حكم طالبان واجتثاثه من جذوره، وقد نجحت في طردهم من معظم الأراضي الأفغانية لمدة ثلاث سنوات، ولكن الحركة استعادت عافيتها وبدأت حرباً طويلة عمرها 17 سنة، تراوحت ما بين حرب العصابات الخاطفة والهجمات المنظمة على الأهداف الاستراتيجية، وانتهت الأمور بتفاوض حركة طالبان مع خصومها استجابة لدعواتهم.
اتفاقية السلام المشروطة مع طالبان، تضمنت إجراء محادثات جديدة بعد انسحاب القوات الأجنبية، وبما يضمن تشكيل حكومة تشاركية، ويحقق تمثيلا عادلا لكل أطياف المجتمع الأفغاني، ولا يجعل أفغانستان ملاذاً آمناً للإرهاب والإرهابيين، وتصرفات طالبان في الوقت الحالي لا تشير إلى رغبتها في الالتزام بالشروط، والمسألة لا تخرج عن كونها ترحيلا أميركيا للملف الأفغاني المرهق، ونقله إلى عهدة أصحاب المصالح الجيوسياسية مع أفغانستان، كروسيا والصين وإيران، والثالثة معروفة بعلاقاتها المتميزة مع طالبان، ومن أشكال التعاون بين الطرفين، ميليشيا الفاطميين الأفغانية، التي شكلها الحرس الثوري الإيراني في سنة 2014، وقام بنشرها في سورية.
أميركا خسرت الحرب في فيتنام وتخسرها مجدداً في أفغانستان، وكلاهما يمثل حربا أهلية، وفي المرتين احتاجت إلى عشرين سنة حتى تتراجع عن قرارها.




http://www.alriyadh.com/1902446]إضغط (>[url) هنا لقراءة المزيد...[/url]