المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : من الأساطير



المراسل الإخباري
08-20-2021, 22:12
http://www.alriyadh.com/theme2/imgs/404.png يعبّر قائل الأسطورة أو مبتكرها عن الأشياء التي قد لا تتحقق أو يصعب تحقيقها، وكان الناس في سابق العهد يتناقلون الأساطير فيما بينهم للتسلية والموعظة أو لأخذ الحكمة منها.
وأذكر أسطورة سمعتها صغيراً تقول: إن أخويين كانا يحبان بعضهما حباً شديداً ولا يفترقان أبداً، وظلا على هذه الحالة حيناً من الدهر ثم إن أحد الأخوين أصيب بمرضٍ عضال فحزن الآخر حزناً شديداً وترك أعماله وما يربطه بالحياة، وأصبح ملازماً لأخيه ينقله من طبيبٍ إلى طبيب، ولكنه لم يحصل على فائدة، وقد ذُكر له طبيبٌ في مكانٍ قصي من تلك البلاد فقال: سأذهب به إلى ذلك الطبيب لعل وعسى.. وفعلاً شد الرحال وحمل أخاه معروضاً على سلم من الخشب محشيٌ بالليف كي لا يتأذى جسده، وبعد شهرٍ من العناء والتعب وصلا إلى مكان الطبيب فلما فحصه قال: لا دواء عندي لمرض أخيك وعليك أن تحمله إلى بلاده كي يموت هناك..
حمل أخاه وعادا وفي ذات يومٍ وهما في الطريق أناخا راحلتهما للراحة والنوم وذهب الصحيح يجمع الحطب لإيقاد النار وكان قد حلب لأخيه من ناقة وجدها هناك ووضع الإناء ليبرد، وكان الإناء هو قحف رأس امرأة وجده هناك فنظفه وغسله ثم حلب فيه وتركه ليبرد فانسلت أفعى سوداء فشربت من الحليب ثم مجت بعضه في القحف، فلما رآها المريض فرح وقال في نفسه: لقد أتعبت أخي ولابد أن أريحه مني فشرب من القحف كي يموت، ولم يتحدث لأخيه بما فعل، وظل ينتظر الموت ولكنه لم يشعر بأي ألم بل شعر بأن نشاطاً بدأ يدبُّ في جسده، وبأن الحياة صارت تسري في عظامه، وقليلاً قليلاً صار يستعيد عافيته وحالته الأولى ولم تمضِ أيامٌ حتى نهض صحيحاً شحيحاً كأنما نشط من عقال. ففرح الأخ لما آلت إليه صحة أخيه وصار يشتم الطبيب الغبي الجاهل ثم قال: لابد من أن أعود إليه فأفضحه وأخبر من يعتاده أنه يكذب على الناس ويغشهم.. ذهب إلى الطبيب وفاجأه بأخيه الذي دخل عليه كالحصان صحة وعنفونا وقال للطبيب: لستَ طبيباً إنما أنت دجال تستغل الناس وهذا أخي أمامك صحيح معافى.. ضحك الطبيب وقال: لقد كنت أعرف الدواء ولكن إيجاده كان مستحيلاً فدواء أخيك هو سمٌ من حية بكر في قحف رأس بنتٍ بكر ومن حليب ناقة بكر!
هذه من الأساطير التي تضرب بها الأمثال في الأمور المعجزة أو شبه المستحيلة ولكن قد يأتي فرجٌ غير متوقع فيحلها.




http://www.alriyadh.com/1902627]إضغط (>[url) هنا لقراءة المزيد...[/url]