المراسل الإخباري
08-22-2021, 06:41
http://www.alriyadh.com/theme2/imgs/404.png
ينبغي للعلماء والمفسرين أن لا يسكتوا عن مثل تلك التفسيرات، التي وإن بدا ظاهرها جميلاً إلا أنها بجمع الأدلة إلى بعضها والنظر في ما ورد من تفسير مجانبة ومخالفة لظاهر ما يقرؤه المسلمون من قرآن، ويجب أن تقارع الشبه بالأدلة، وأن تستخدم نفس التقنيات والوسائل بالطريقة المحببة لتفنيد الخطأ وتبيين الصواب..
استوقف تأملي "مقطع فيديو" يُتداول ويتحدث عن عمر الكون، وكيف أن أحد الفيزيائيين ضغط ذلك الزمن -المعدود بمليارات السنين عندهم- في سنةٍ واحدة فقط، وهذا ما يجعل الأمر بالنسبة للنظر العادي أشبه بالمستحيل ولكنه فعل ذلك، وفعله هذا يظهر قدرات العقل البشري، وليس هنا وقف تأملي، بل كان التوقف عند تلك الإسقاطات التفسيرية لقول الله تعالى "اللَّه الّذي خلق السّماواتِ والأرضَ وما بينهما في ستّة أيّام" على تلك العملية الحسابية المعقدة المبنية على نظريات لا تسلم من نقيض، ولكن وافقهم بعض الإسقاطات الزمنية المتوافقة لبعض مراحل التاريخ، وهو الأمر الذي دعاني لكتابة هذا المقال، ليس لنفي أو إثبات هذا أو ذاك، وإنما لبيان أن ما فعله هذا الفيزيائي من ضغطه عمر الكون بحسب نظريته فقد سبقه القرآن في ذلك فعلاً، ولكن ليس بقوله "اللَّه الّذي خلق السّماواتِ والأرضَ وما بينهما في ستّة أيّام" فهذا قد فُسر بآثار وأحاديث ظاهرة المعنى، لا تتعارض مع أي تصورات علمية حقيقية وليست نظريات قابلة للنقض العلمي، وإنما بقوله "وما أمر الساعة إلا كلمح البصر أو هو أقرب" فهذا ونحوه جواب لسؤال قريش المتكرر "متى هو"؟ وهو جواب ضغط كل الأحداث التي ذكر القرآن أنها ستحدث، وكل القرون التي حدث النبي صلى الله عليه وآله وسلم بمجيئها، فمنذ ذلك الحين إلى قيام الساعة هو لمح بصر في التوقيت الفعلي، وفي لمح البصر هذا خلقت أناس وماتت أناس، وحدثت تغيرات للأرض وللشعوب لا يعلمها إلا الله، وكل ذلك في وقت قد يكون أقل من لمح البصر، وهذا ينبهنا أن اللحظة التي تقوم فيها الساعة هي وقت غير قابل لأن يقاس بهذا المقياس، ومع ذلك قال صلى الله عليـه وآله وسلم: "إن قامت على أحدكم القيامة، وفي يده فسيلة فليغرسها"، وهو أمر يبين غاية الحرص على الوقت وحفظه واستغلاله الاستغلال الأوفى، إذ هو الكنز الذي لا يقدر بثمن إلا الجنة.
إذن فليس معنى أن تنظر لحجمك في الكون فلا تجد نفسك إلا لا شيء في حساب الفيزيائيين، ثم تقيس وقتك بحساباتهم فلا تجده إلا أحقر من أن يحسب، بل المعنى أن تنظر لقيمتك عند خالق السموات والأرض، إذ سخر لك ما فيهما! وأعطاك ثمناً لتلك الشهقة من الوقت التي عشتها "خالدين فيها أبداً".
فالقياس هنا بنظر أهل الفيزياء يستحيل، ولكنه في نظر القرآن فسحة عظيمة وكبيرة وطويلة "أولم نعمركم ما يتذكّر فيه من تذكر". فالوقت وإن كان قصيراً جداً في مجموع الزمان الأعظم، إلا أنه بالنسبة لك عمرك الذي سيخلدك في أحد الدارين، دار البوار أو دار النعيم المقيم.
وفي الوقت الذي نرى فيه العالم يعج بالكوارث والحرائق والفيضانات والحروب، يبقى الوقت في ديننا عاملاً مهمًا ورئيسًا لتنشيط الحياة وتطبيعها واستعمار الأرض وإحيائها.
وينبغي للعلماء والمفسرين أن لا يسكتوا عن مثل تلك التفسيرات، التي وإن بدا ظاهرها جميلاً إلا إنها بجمع الأدلة إلى بعضها والنظر في ما ورد من تفسير مجانبة ومخالفة لظاهر ما يقرؤه المسلمون من قرآن، ويجب أن تقارع الشبه بالأدلة، وأن تستخدم نفس التقنيات والوسائل بالطريقة المحببة لتفنيد الخطأ وتبيين الصواب، ليس في هذه المسألة فحسب، بل قد كثر الكلام في الفقه والتفسير وغيرهما على نفس الطريقة والمنوال، تعسفًا في تنزيل النصوص القرآنية أو الأحاديث النبوية للتوافق مع ما قال فلان وفلان من الباحثين، ولا أعني أن ذلك ممنوع مطلقًا، وإنما الممنوع هو تفسير بعض النصوص بما يناقض نصوصًا أخرى ومعارضة القرآن بالقرآن طلبًا لموهوم، وبالتالي فإن نظريات خلق الكون ووجود الحياة مهما توغل المتوغلون في تفاصيلها فالمسلم على يقين بـقول الحق جل في علاه "إِنّ رَبكُم اللَّه الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ يُغْشِي اللَّيْلَ النَّهَارَ يَطْلُبُهُ حَثِيثًا وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ وَالنُّجُومَ مُسَخَّرَاتٍ بِأَمْرِهِ أَلَا لَهُ الْخَلْقُ وَالْأَمْرُ تَبَارَكَ اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ". هذا، والله من وراء القصد.
http://www.alriyadh.com/1902853]إضغط (>[url) هنا لقراءة المزيد...[/url]
ينبغي للعلماء والمفسرين أن لا يسكتوا عن مثل تلك التفسيرات، التي وإن بدا ظاهرها جميلاً إلا أنها بجمع الأدلة إلى بعضها والنظر في ما ورد من تفسير مجانبة ومخالفة لظاهر ما يقرؤه المسلمون من قرآن، ويجب أن تقارع الشبه بالأدلة، وأن تستخدم نفس التقنيات والوسائل بالطريقة المحببة لتفنيد الخطأ وتبيين الصواب..
استوقف تأملي "مقطع فيديو" يُتداول ويتحدث عن عمر الكون، وكيف أن أحد الفيزيائيين ضغط ذلك الزمن -المعدود بمليارات السنين عندهم- في سنةٍ واحدة فقط، وهذا ما يجعل الأمر بالنسبة للنظر العادي أشبه بالمستحيل ولكنه فعل ذلك، وفعله هذا يظهر قدرات العقل البشري، وليس هنا وقف تأملي، بل كان التوقف عند تلك الإسقاطات التفسيرية لقول الله تعالى "اللَّه الّذي خلق السّماواتِ والأرضَ وما بينهما في ستّة أيّام" على تلك العملية الحسابية المعقدة المبنية على نظريات لا تسلم من نقيض، ولكن وافقهم بعض الإسقاطات الزمنية المتوافقة لبعض مراحل التاريخ، وهو الأمر الذي دعاني لكتابة هذا المقال، ليس لنفي أو إثبات هذا أو ذاك، وإنما لبيان أن ما فعله هذا الفيزيائي من ضغطه عمر الكون بحسب نظريته فقد سبقه القرآن في ذلك فعلاً، ولكن ليس بقوله "اللَّه الّذي خلق السّماواتِ والأرضَ وما بينهما في ستّة أيّام" فهذا قد فُسر بآثار وأحاديث ظاهرة المعنى، لا تتعارض مع أي تصورات علمية حقيقية وليست نظريات قابلة للنقض العلمي، وإنما بقوله "وما أمر الساعة إلا كلمح البصر أو هو أقرب" فهذا ونحوه جواب لسؤال قريش المتكرر "متى هو"؟ وهو جواب ضغط كل الأحداث التي ذكر القرآن أنها ستحدث، وكل القرون التي حدث النبي صلى الله عليه وآله وسلم بمجيئها، فمنذ ذلك الحين إلى قيام الساعة هو لمح بصر في التوقيت الفعلي، وفي لمح البصر هذا خلقت أناس وماتت أناس، وحدثت تغيرات للأرض وللشعوب لا يعلمها إلا الله، وكل ذلك في وقت قد يكون أقل من لمح البصر، وهذا ينبهنا أن اللحظة التي تقوم فيها الساعة هي وقت غير قابل لأن يقاس بهذا المقياس، ومع ذلك قال صلى الله عليـه وآله وسلم: "إن قامت على أحدكم القيامة، وفي يده فسيلة فليغرسها"، وهو أمر يبين غاية الحرص على الوقت وحفظه واستغلاله الاستغلال الأوفى، إذ هو الكنز الذي لا يقدر بثمن إلا الجنة.
إذن فليس معنى أن تنظر لحجمك في الكون فلا تجد نفسك إلا لا شيء في حساب الفيزيائيين، ثم تقيس وقتك بحساباتهم فلا تجده إلا أحقر من أن يحسب، بل المعنى أن تنظر لقيمتك عند خالق السموات والأرض، إذ سخر لك ما فيهما! وأعطاك ثمناً لتلك الشهقة من الوقت التي عشتها "خالدين فيها أبداً".
فالقياس هنا بنظر أهل الفيزياء يستحيل، ولكنه في نظر القرآن فسحة عظيمة وكبيرة وطويلة "أولم نعمركم ما يتذكّر فيه من تذكر". فالوقت وإن كان قصيراً جداً في مجموع الزمان الأعظم، إلا أنه بالنسبة لك عمرك الذي سيخلدك في أحد الدارين، دار البوار أو دار النعيم المقيم.
وفي الوقت الذي نرى فيه العالم يعج بالكوارث والحرائق والفيضانات والحروب، يبقى الوقت في ديننا عاملاً مهمًا ورئيسًا لتنشيط الحياة وتطبيعها واستعمار الأرض وإحيائها.
وينبغي للعلماء والمفسرين أن لا يسكتوا عن مثل تلك التفسيرات، التي وإن بدا ظاهرها جميلاً إلا إنها بجمع الأدلة إلى بعضها والنظر في ما ورد من تفسير مجانبة ومخالفة لظاهر ما يقرؤه المسلمون من قرآن، ويجب أن تقارع الشبه بالأدلة، وأن تستخدم نفس التقنيات والوسائل بالطريقة المحببة لتفنيد الخطأ وتبيين الصواب، ليس في هذه المسألة فحسب، بل قد كثر الكلام في الفقه والتفسير وغيرهما على نفس الطريقة والمنوال، تعسفًا في تنزيل النصوص القرآنية أو الأحاديث النبوية للتوافق مع ما قال فلان وفلان من الباحثين، ولا أعني أن ذلك ممنوع مطلقًا، وإنما الممنوع هو تفسير بعض النصوص بما يناقض نصوصًا أخرى ومعارضة القرآن بالقرآن طلبًا لموهوم، وبالتالي فإن نظريات خلق الكون ووجود الحياة مهما توغل المتوغلون في تفاصيلها فالمسلم على يقين بـقول الحق جل في علاه "إِنّ رَبكُم اللَّه الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ يُغْشِي اللَّيْلَ النَّهَارَ يَطْلُبُهُ حَثِيثًا وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ وَالنُّجُومَ مُسَخَّرَاتٍ بِأَمْرِهِ أَلَا لَهُ الْخَلْقُ وَالْأَمْرُ تَبَارَكَ اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ". هذا، والله من وراء القصد.
http://www.alriyadh.com/1902853]إضغط (>[url) هنا لقراءة المزيد...[/url]