المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : ماذا بعد قواعد البرمجيات؟



المراسل الإخباري
08-22-2021, 06:41
http://www.alriyadh.com/theme2/imgs/404.png يعد صدور قرار مجلس الوزراء بالموافقة على قواعد تنظيم البرمجيات الحكومية الحرة ومفتوحة المصدر قرارا تاريخيا بكل المقاييس، وإن كان نطاق القواعد يشمل الحكومة والجهات التابعة لها، فإن لدى الحكومة بهذه القواعد أداة جديدة لتحفيز القطاع الخاص في تبني مبادرات مماثلة أيضا، لكن ماذا بعد تطبيق القواعد؟ ماذا بعد أن تودع البرمجيات في مستودع مركزي حر ومفتوح المصدر لتستفيد منه شرائح كبيرة من المجتمع داخل الحكومة وخارجها؟
قبل أن نعرف أين سنتجه مستقبلا، لعلنا نعرج على ما نحن بصدده اليوم أولا، مع نمو الاعتماد على البرمجيات في العقود الماضية، تضاعف حجم النصوص البرمجية بسرعة، فبعد أن كان متوسط حجم البرمجيات يقاس بآلاف الأسطر أصبحت البرمجيات تقاس اليوم بالملايين، ولأن الاعتماد على البرمجيات في اتساع، فسنتحدث مستقبلا عن مليارات الأسطر، مع النمو المضاعف لأحجام البرمجيات، يبدو لنا أن الاعتماد على الأدوات التي بيدنا اليوم ستعيق من قدرتنا على إنتاج المزيد من البرمجيات، ولأن كلفة التطوير مرشحة للنمو كذلك، فإن الجنوح إلى تبني البرمجيات الحرة ومفتوحة المصدر وسيلة لمعالجة العجز عن تلبية الحاجة الإنتاجية بالاعتماد على مجتمع من المتطوعين، ورغم وجود متطوعين قادرين على سد العجز، فإن إمكانية ارتفاع الطلب على صناعة البرمجيات مع دخولنا إلى عصر الصناعة الرابعة وارد، فقد نواجه زيادة تتسع معها الرقعة على الراقع كما يقال.
تبدو مشكلة البرمجيات شبيهة بمشكلة الطاقة، فإنتاج الطاقة يعتمد على موارد محدودة، أهمها النفط، والبرمجيات تعتمد على الموارد البشرية، وهي محدودة كذلك، فإذا ارتفعت حاجتنا عالميا من البرمجيات إلى مليارات الأسطر، فلن نستطيع تلبية الطلب الزائد حتى لو ضاعفنا عدد المبرمجين اليوم عدة مرات، ليست صناعة البرمجيات الوحيدة التي تواجه مشكلة من هذا النوع، إنما تشترك في ذلك صناعات أخرى كثيرة، لكن الأمر مختلف في صناعة البرمجيات لسببين هما نمو الطلب وضعف الأدوات، فنمو الطلب على البرمجيات يتزايد بمعدلات قياسية، وأدوات تطوير البرمجيات لم تتقدم كثيرا منذ ثلاثين سنة، فما زال المبرمجون يعتمدون على التطوير اليدوي أساسا للعملية الإنتاجية، عكس كثير من الصناعات الأخرى كصناعة السيارات التي تخلت عن العمل اليدوي منذ عقود.
عطفا على ما سبق، وباعتمادنا قواعد البرمجيات في المملكة فقد تبوأنا مركزا متقدما عالميا، فماذا بعد ذلك؟ لا شك أن الحاجة ملحة لتجاوز مشكلة الاعتماد على البرمجة اليدوية بما يضاعف إنتاجية الفرد، وهي مشكلة اجتماعية أكثر منها فنية، تعاني منها الدول التي استثمرت في المناهج القديمة ويصعب عليها العدول عنها، فالفرصة متاحة لنا اليوم بالذات في تبني منهجيات تطوير جديدة تضاعف من قدرتنا الإنتاجية بما يتجاوز دول سبقتنا في هذا المجال بتبني منهج الثورة الصناعية الرابعة في صناعة البرمجيات، وهو حديثنا الأسبوع القادم بإذن الله.




http://www.alriyadh.com/1902854]إضغط (>[url) هنا لقراءة المزيد...[/url]