المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : على هامش ملتقى أدباء



المراسل الإخباري
09-02-2021, 03:42
http://www.alriyadh.com/theme2/imgs/404.png في أبها، في السودة، ينهمر البرَد، نشعر بالبرد وتدفئنا الوجوه الأليفة، والود الصادق. تجمعنا النيات الطيبة، والرغبة في المعرفة، وما يظللنا جميعاً، هو التوق الإنساني العظيم للتواصل.
هكذا هو الإنسان، مخلوق عجيب، مهما ادعى حبه للعزلة، لكنها لحظات عظيمة تدخل الدفء إلى قلبه تلك التي يلتقي فيها بالآخر الذي يشبهه ويختلف عنه في ذات الوقت. وحين يتم اللقاء في مكان بهيج، وتستمع فيه إلى أشخاص مبتهجين، تتوارى كل الأحاسيس المتشائمة، حبك للنقد الذي يعكر صفو حياتك يختفي، وتبقى الابتسامة على وجهك تستمدها من الملامح المتسامحة التي تراها على وجوه من حولك.
تحضر كل الجلسات، تنسى أنك كنت متشككاً في معنى المحاور المطروحة، تعاتب نفسك، أنت دائماً متشائم وتحسن إبداء الرأي المخالف حتى قبل أن تعطي الآخر فرصة. تكتشف ذلك للمرة الألف، لكنك تعرف أنك قابل للتراجع عن رأي أبديته وكنت مخطئاً فيه، تعرف ذلك عن نفسك، وتعد أن تعطي الآخر فرصة في المرة القادمة، تشعر بأنك ستحفظ الوعد هذه المرة.
تلتقي بأصدقاء قدامى، تضحك من قلبك لنكاتهم، تتمنى لو تستطيع أن تمسح التعب عن وجه متعب، تساعد صديقاً على إتمام جملة، تهز رأسك موافقاً على رأيه، تحاول أن لا تعلق على رأي لا توافق عليه، لكن خفة ظله تجعلك توافق.
تبدي رأيك في مسألة لا تعجب آخر، يختلف معك بشدة، تحاول ألا يبدو عليك الضيق، تفكر فيما يقول، تسأل نفسك، لماذا تدافع عن رأيك، ما أهمية أن يكون رأيك صائباً، تتراجع، أنت منذ البداية أتيت بقلب مفتوح. وتكتشف في نهاية اللقاء أن الآخر أيضاً قلبه مفتوح ولم يأتِ للاختلاف أو المشاكسة. تعود بهذه الذكرى وتبتسم لأنه، الآخر، كان أجمل منك واعتذر لك.
تتعرف على أشخاص تتحاور معهم للمرة الأولى، وتدرك أن التحدث مباشرة إلى شخص هو المحك الحقيقي، أن ما سمعته أو ما كونته من رأي، ليس فقط خاطئ وإنما جائر، وأيضاً للمرة الألف، تعاتب نفسك، كيف تملك الجرأة على تكوين رأي عن شخص لا تعرفه، تسامح نفسك وتقول لا بأس، أن تأتي متأخراً خير من ألا تأتي.
يمتلئ قلبك بالحبور حين تشاهد كل هؤلاء الكتاب الشباب من حولك، كل الناشطين أدبياً، يهتمون بالأدب والقراءة والكتابة، يملؤك إحساس قوي بقوتهم، حضورهم الجميل، إيمانهم بما يفعلون، حماسهم. تتذكر أنك كنت يوماً مكانهم، وكان يملؤك ذات الحماس، لذلك تسامح اندفاعهم، وجرأتهم، تعاتب أحدهم على كلمة قالها، وتكتشف مرة أخرى أنك كنت مخطئاً وأنه لم يقصد ما فهمت.
كل ما كتبت كان هوامش، المتن كان الاستراتيجية التي نفخر بها وننتظرها. شكراً هيئة الأدب والنشر والترجمة.. شكراً.




http://www.alriyadh.com/1905026]إضغط (>[url) هنا لقراءة المزيد...[/url]