المراسل الإخباري
09-04-2021, 09:19
http://www.alriyadh.com/theme2/imgs/404.png بعد أن تعهّد العلم اليوم بتحطيم الأساطير والخرافات، وكل تلك الحكايات الميتافيزيقية، التي جاءت دائماً تحت ما يسمى بـ"ماوراء الطبيعة" بدا لنا أن هذا العلم جامد مجرّد من ذلك الغذاء النفسي والروحي، الذي ظلّت الأسطورة أو الخرافة تغذينا به على مر عصور الإنسان على الأرض.. وعلى سبيل المثال ها هي التقنية أو ثورة الاتصالات، تلك التي استطاعت بتطوّرها المستمر وخيالاتها الخصبة أن تجمع المكان بالزمان فيما يشبه الأسطورة أو الخرافة في تراثنا الإنساني، عجزت عن الالتفات لذلك الملمح النفسي والروحي، الذي اتكأت عليه الأسطورة وتجذَّرت في النفوس بسببه، حيث توارثها الإنسان غالبا لسدّ حاجياته النفسية والروحية التي قصرت قدراته الطبيعية عنها، لهذا أخذت الإنسان بإرادته لتدخله في سجن زجاجي، ثم لا يدرك هل يحيط به ويمنعه داخله أم أنه يحيط بالعالم حوله ويعزله عنه، إنه حائط زجاجي مربك، إذ يبدو مزدوجاً في حقيقته، بينما يخاتلنا ويغافلنا ليغوينا بالمزيد من العزلة، داخل وهْم الحضور.
أعلم أن كل ذلك يعد في مقاييس حضارة الإنسان فوزاً عظيماً، وانتصاراً مستمراً على الخرافة والأسطورة، ولست بصدد التنديد به أو الانقلاب عليه، لكنني في المقابل لا أرى في هذه الثورة التقنية التي غيّرت مفهوم الحياة على الأرض إلا فردانية روحية وانعزالاً مركّباً.
فالحضور فيه غياب عنه، والغياب عنه حضورٌ في وهمه واتكال عليه، فهذا السور الزجاجي الماثل أمام أعيننا على مدى صحوها غواية للبصر، وحرمان للروح، ثم إنه برغم شفافيته ووضوحه أرض خصبة للتلوّن والأقنعة وافتعال المشاعر الزائفة، والحقائق المقلوبة، وبالتالي علينا أن نتعامل معه بحذر ما استطعنا حفاظاً على أرواحنا المخدّرة منذ قرون بنبتة الأسطورة، وعصير المحال، والمفطورة دائماً على رغبتها الملحّة في تغذية وجودها ولو بوهم زائف، حد النقمة على حقيقتها المسجونة داخل فقّاعة زجاجية تجوب كوكب الأرض شرقاً وغرباً وشمالاً وجنوباً ثم لا تدرك منه إلا مساحة ظلّها..!
فاصـــلة:
قالتِ الشمس عن يومه..
كلما مدّ في بابه الظل رجليه
يسأله عن إجازته..
عن وداع الحبيبات في بابه
عن حديث المجالس عنه..
وعن " عطْسةِ " العطر.. عن معطف الخوف
يبحث في جيبه عن مفاتيحه.. أيها كان أدنى إليه..!
قالت الشمس
غادرته كي تنام النجوم على راحتيه!
http://www.alriyadh.com/1905337]إضغط (>[url) هنا لقراءة المزيد...[/url]
أعلم أن كل ذلك يعد في مقاييس حضارة الإنسان فوزاً عظيماً، وانتصاراً مستمراً على الخرافة والأسطورة، ولست بصدد التنديد به أو الانقلاب عليه، لكنني في المقابل لا أرى في هذه الثورة التقنية التي غيّرت مفهوم الحياة على الأرض إلا فردانية روحية وانعزالاً مركّباً.
فالحضور فيه غياب عنه، والغياب عنه حضورٌ في وهمه واتكال عليه، فهذا السور الزجاجي الماثل أمام أعيننا على مدى صحوها غواية للبصر، وحرمان للروح، ثم إنه برغم شفافيته ووضوحه أرض خصبة للتلوّن والأقنعة وافتعال المشاعر الزائفة، والحقائق المقلوبة، وبالتالي علينا أن نتعامل معه بحذر ما استطعنا حفاظاً على أرواحنا المخدّرة منذ قرون بنبتة الأسطورة، وعصير المحال، والمفطورة دائماً على رغبتها الملحّة في تغذية وجودها ولو بوهم زائف، حد النقمة على حقيقتها المسجونة داخل فقّاعة زجاجية تجوب كوكب الأرض شرقاً وغرباً وشمالاً وجنوباً ثم لا تدرك منه إلا مساحة ظلّها..!
فاصـــلة:
قالتِ الشمس عن يومه..
كلما مدّ في بابه الظل رجليه
يسأله عن إجازته..
عن وداع الحبيبات في بابه
عن حديث المجالس عنه..
وعن " عطْسةِ " العطر.. عن معطف الخوف
يبحث في جيبه عن مفاتيحه.. أيها كان أدنى إليه..!
قالت الشمس
غادرته كي تنام النجوم على راحتيه!
http://www.alriyadh.com/1905337]إضغط (>[url) هنا لقراءة المزيد...[/url]