تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : موسكو تختلف عما نتصور



المراسل الإخباري
09-05-2021, 10:32
http://www.alriyadh.com/theme2/imgs/404.png من اللحظة الأولى التي وطئت بها مطار "دوموديدوفو"، وهو أحد ثلاثة مطارات تحيط بالعاصمة الروسية موسكو، أدركت كم نحن مخطئون بتصوراتنا المسبقة عن تلك البلاد، وأنها تماماً ليست كما ندعي أننا نعرف!
دوماً كنا نشتكي من تصوير الدراما الأميركية المغلوط للعرب أنهم أغنياء فارغون يركبون الجِمال، ولاحقاً إرهابيون متعطشون لتدمير العالم، ولم ندرك أننا نتقبل الصورة النمطية التي ترسم للأمم الأخرى من دون تحميص أو سؤال، كما هي الحال مع الأمة الروسية.
تُصوّر السينما الأميركية روسيا أنها بلاد كئيبة باردة رمادية، بلا روح وبلا حياة، وأن العصابات الإجرامية تسيطر عليها وتصدر الجريمة المنظمة للعالم، وأنها ترزح تحت بيروقراطية مهلهلة وبطيئة، بينما الحقيقة معاكسة تماماً!
مجرد جولة خاطفة في الشوراع الفسيحة والميادين الضخمة في أكبر مدينة أوروبية تشعرك بوجود أجهزة الأمن، الذي يمنحك أريحية التجوال من دون الخوف من السرقة أو المجرمين كما يحدث في الغرب! نعم الأغلب عابسون نوعاً ما؛ لكنهم ليسوا أوغاداً أو أشراراً كما تصورهم وسائل الإعلام الغربية، بل متلهفون لمعاونتك وتسهيل ما ترغب، قيم المحافظة والعائلة لا تزال هي السائدة، والسبب قد يكون استمرار الالتزام الديني الأرثوذكسي.
صديقي الروسي "سيريزوها" أو كما يحب أن يدعى بالاسم السلافي الشهير: "سيرجي" لا يتوقف عن إبهارك بأسرار مسقط رأسه، ومفاجأتك بالقصص والأحداث التي شكّلت تاريخ مدينة الساحة الحمراء، من كاتدرائية القديس باسيل، وقُببها ذات الألوان المبهجة منذ القرن السادس عشر، مروراً بضريح الزعيم السوفيتي "لينين"، وحتى التمثال العملاق للأمير "فلاديمير" الذي شُيد قبل خمسة أعوام فقط، خلال أيام قليلة استطاع رسم صورة بانورامية للمدينة التي تقلّبت بين عهود متتالية متباينة تماماً، من الإمبراطورية القيصرية ثم شيوعية الاتحاد السوفيتي، حتى انفتاحيّة روسيا الاتحادية، التي رسّخت مكانتها مرة أخرى كقطب ثانٍ لكوكب الأرض.
مع "سيرجي" مررنا على شارع "آربات" العتيق، الذي عاش في منازله كبار الأدباء الروس، وعلى رأسهم الشاعر "ألكسندر بوشكين"، وإلى الشوارع المحيطة بالكرملين حيث باعة عرائس "الماتريوشكا" وأدوات المطبخ الخشبية الـ"خاخلاما"، وشارع "نيكولسكايا" حيث يكثر الفنانون والمؤدون المبدعون، ناهيك عن اللتذذ بالتنقل بين مطاعم موسكو المتنوعة، بقدر تنوع الجمهوريات السابقة للاتحاد السوفيتي، وهي إحدى نقاط قوة العاصمة الروسية التي كانت ولا تزال مصهراً للكثير من القوميات والديانات.
أما الإبحار عبر نهر "موسكُفا" الذي منح اسمه للمدينة، فكان أروع مُتع الإطلال على شواهد التاريخ ومعالم الحاضر، الذي توجّته بالدخول مرتين لرمز الثقافة والفنون الروسية: مسرح "البولشوي" الشهير، وحضور مسرحية الباليه "سبارتاكوس"، ثم أوبرا "سيلفا"، واللتان بالطبع كانتا باللغة الروسية!
ما وجدت في موسكو من تنوع وعمق يجعلني أعيد الكرة بزيارتها مرات عديدة، خاصة مع شغفي بالروايات والقصص الروسية، وبالذات تلك التي حدثت في موسكو.. ناهيك عن اكتشاف المزيد وتجربة الخبايا، فمتى تزور موسكو يا صديقي؟




http://www.alriyadh.com/1905448]إضغط (>[url) هنا لقراءة المزيد...[/url]