تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : الأفكار التلقائية



المراسل الإخباري
09-07-2021, 22:21
http://www.alriyadh.com/theme2/imgs/404.png العلاج المعرفي السلوكي هو أحد الأساليب العلاجية الحديثة التي تهتم بصفة أساسية بالمدخل المعرفي للاضطرابات النفسية، ويهدف هذا الأسلوب إلى إزالة الألم النفسي وما يشعر به الشخص من ضيق وكرب وذلك من خلال التعرف على المفاهيم والإشارات الذاتية الخاطئة وتحديدها والعمل على تصحيحها ومن ثم تعديلها، يتوقف تحقيق هذا الهدف على وجود علاقة علاجية دافئة بين المعالج والمستفيد، الذي يجب أن يتصف بالقبول والتقبل والود والدفء والتعاون والمشاركة الوجدانية، وأن يقوم المعالج بتدريب الشخص المستفيد وتعليمه كيفية التعرف على المشكلات وحلها، وعلى مكوناتها الأساسية وأسبابها وعلاقتها بالاضطراب.
وهناك العديد من الأساليب العلاجية التي تستخدم خلال الاتجاه المعرفي السلوكي منها: فنية تحديد الأفكار التلقائية والعمل على تصحيحها؛ ويقصد بالأفكار التلقائية، تلك الأفكار التي تسبق مباشرة أي انفعال غير سار، وهذه الأفكار تأتي بسرعة كبيرة وبصورة تلقائية، وأحياناً دون أن يلاحظها الشخص، وهي أفكار غير معقولة، وهي السبب في الانفعال غير الصحيح لحدث معين، وتكون دائماً ذات صفة سلبية لحدث أو حالة معينة، وبالتالي تؤدي إلى توقع نتيجة غير سارة في النهاية.
وتهدف هذه الفنية إلى محاولة التعرف على تلك الأفكار ومن ثم تبديلها بأفكار إيجابية تؤدي إلى نهاية حسنة، ولذلك يطلب من الحالة أن يسجل الواجبات اليومية على ورقة، ويُدون فيها كل الأفكار التلقائية التي مرت بذهنه في كل يوم يمر به، وتعتبر هذه الواجبات اليومية جزء من العلاج، ولكن الشخص قد يكون غير مدرك تماما للأفكار التلقائية التي تؤثر كثيراً على أسلوبه وشعوره ومدى استمتاعه بخبراته، غير أنه يستطيع بشيء من التدريب أن يزيد إدراكه لهذه الأفكار ويتعرف عليها بدرجة عالية من التناسق، وفي هذه الفنية يطلب المعالج من الحالة أن يركز على تلك الأفكار والصور التي تسبب له ضيقاً لا مبرر له، أو تدفعه إلى سلوك سلبي انهزامي.
هناك العديد من الأسباب التي تجعل بعض الحالات يجدون صعوبة في التعرف على هذه الأفكار، فقد يتعود الشخص على استخدام هذه الأفكار بصورة آلية ويعتقد أنها أفكاراً معقولة مما يجعله لا يهتم بها، ونظراً لأن الأفكار المرتبطة بالخطر تؤدي إلى القلق، يحاول البعض تفاديها بطريقة ظاهرة أو باطنة، وقد يحاول الشخص عندما يعي صورة أو فكرة مرتبطة بمأساة متوقعة كبت هذه الصورة، أو التخلص منها بسرعة عن طريق إشغال نفسه أو الابتعاد عن الموقف، وهذا يجعل تذكر الصورة أو الفكرة بوضوح أمراً صعباً، وفي مثل هذه الحالات من الأفضل أن يصر المعالج بلطف على طرح الأسئلة، كي تستثار الأفكار المفيدة التي يستطع المعالج استخدامها للتعرف على دقة الخيالات أو الأفكار التي ذكرها المريض.
تتعدد الفنيات التي تساعد الحالات على تحديد أفكارهم التلقائية السلبية؛ ومن أشهرها كذلك: طريقة مناقشة أحداث الخبرات الانفعالية؛ ولكنها تحتاج للممارسة والتدريب على يد المختصين المؤهلين، وتحتاج للتطبيق المباشر على الحالات واختيار الأداة الأنفع والأمثل مع كل موقف ومع حالة بذاتها، وهذا يعود حتماً لمهارة المعالج وقدرته على الاختيار من بين الأساليب وفقاً لطبيعة الحالة.




http://www.alriyadh.com/1905889]إضغط (>[url) هنا لقراءة المزيد...[/url]