المراسل الإخباري
09-09-2021, 03:45
http://www.alriyadh.com/theme2/imgs/404.png لم يكن يعرف أَنّ الخوفَ رديفُ الحب حتى عرفَ الحُبّ. لم يعرف الخوفَ يومًا في حياته إِلَّا منذُ عرف الحُبّ.
وراح يَعقُل نبضَه أَمام الرهبتَين: أَيكونُ أَنَّ الحُبَّ خَسِعٌ إِلى هذا الحدّ؟ أَيكون أَنَّ الخوفَ قويٌّ إِلى هذا الحدّ؟ كيف يكونُ الخوفُ ذئْبَ الحُبّ؟ ما الذي يَقتل هذا الذئْب؟ مَن؟ كيف؟ متى؟
راح يَـندفع في دُروب حبّه لا واعيًا إِلَّا حبيبتَه، لا قاصدًا إِلَّا حُضورَها، لا وُجهةَ له إِلَّا وَجهها، لا ناشدًا إِلَّا رضاها، لا سائلًا إِلَّا البقاءَ معها في هناءَة هذا الرضا.
ووعى كما في إِشراق: حين الشاعرُ عاشق يتغيّر كلُّ إِيقاع. يَقْوَى الاندفاع إِلى جنون العِشق. يَدخل الشاعر في نعمة الحُبّ.
حين يُحِبُّ الشاعر يتماهى فيه الشاعرُ بالرجل. يتصالحان، يتواطآن على قهر ما لا يُرضي الحبيبة. يُصبح الرجلُ وازعَ الشاعر، والشاعرُ قائدَ الرجل، وكلاهما حارسٌ على باب هناءَتها. لا تعُودُ الحبيبة في جهةٍ منه بل حَوله، تُسَوِّرُهُ دائريًّا فلا يرى إِلا إِليها.
حين يُحِبُّ الشاعر يدخل في حالة نيرفانيّة انخطافيّة يراه السوى فيها "منخطفًا إِلى" بينما هو "منخطفٌ في". الحبيبةُ وحدَها الحالُ الأُخرى. تنقُلُه من كلّ هنا إِلى كلّ هناك، إِلى حيث الفردوسُ الموعود سُكنى السعادة في نُعمى الحبيبة.
حين يُحِبُّ الشاعر يُصبح شِعره في خدمة حُبّه بعدما كان كلُّ ما ومَن لديه في خدمة شِعره. يُصبح حُبُّه هو الذي يُملي كلّ مَشاعره من أَيّ منحى كانت. يُصبح حُبُّه هو الدافع والوازع. يُصبح الصوتَ ويستصدي كلَّ سوى.
حين يُحِبُّ الشاعر تولَدُ القصيدةُ مرّتين: أُولى من الحبيبة والأُخرى من الشاعر. وبين الولادتَين سُرّة واحدة من لحظة ساطعة يُشَـكِّلها الصدق الشفيف.
حين يُحِبُّ الشاعر يُصبح الوقتُ سماءً يَملأُها بالانتظار والتشَوُّق: إِذا وَعَدَتْه بالمجيء ينتظر. يغتبط أَنه ينتظرها. الشاعر يعرف كيف ينتظر وكيف يَملأُ الوقت بالانتظار وباستعادة كلماتِها: "غيابُكَ يُرهِقُني، ويُربكني حُضورُك".
Ton absence me pèse et ta présence me perturbe
حين يُحِبُّ الشاعر يُصاب بضِيق النَفَس. تُرهقُه مساحات الانتظار. الدقائق عنده عَذاب. تَتَسَلْحَفُ بطيئةً على نبْضه إِلى أَن تنفتح أَمامه بهيةً عند لقاء الحبيبة. يتوقّف في وقته الوقتُ وهو ينتظر. إِذا تأَخَّر مجيئُها يخاف. يخاف ويَـفرح. يَـفرح أَنه يخاف. والشاعر يعرف أَن يخاف. ويفرح أَنه يعرف أَن يخاف بقدْرِمَا يعرف أَن يحب.
حين يُحبُّ الشاعر يستيقظُ فيه الطفل الذي كانَــهُ وظَنَّ أَنه لن يعود. طفلٌ يَهرعَ، يَنفعل، يَحرَد، يَغضَب، يَنجرح للأَقلّ، يطلُب الأَكثر، يُــلِحّ، يَخرج منه وَقار العُمر، يدخل إِليه نزَق الطفولة، تَرِقّ شفافيّته، تَرِقُّ، تَرِقُّ حتى حافَّة الانكسار.
(التتمة: الخميس المقبل).
http://www.alriyadh.com/1906253]إضغط (>[url) هنا لقراءة المزيد...[/url]
وراح يَعقُل نبضَه أَمام الرهبتَين: أَيكونُ أَنَّ الحُبَّ خَسِعٌ إِلى هذا الحدّ؟ أَيكون أَنَّ الخوفَ قويٌّ إِلى هذا الحدّ؟ كيف يكونُ الخوفُ ذئْبَ الحُبّ؟ ما الذي يَقتل هذا الذئْب؟ مَن؟ كيف؟ متى؟
راح يَـندفع في دُروب حبّه لا واعيًا إِلَّا حبيبتَه، لا قاصدًا إِلَّا حُضورَها، لا وُجهةَ له إِلَّا وَجهها، لا ناشدًا إِلَّا رضاها، لا سائلًا إِلَّا البقاءَ معها في هناءَة هذا الرضا.
ووعى كما في إِشراق: حين الشاعرُ عاشق يتغيّر كلُّ إِيقاع. يَقْوَى الاندفاع إِلى جنون العِشق. يَدخل الشاعر في نعمة الحُبّ.
حين يُحِبُّ الشاعر يتماهى فيه الشاعرُ بالرجل. يتصالحان، يتواطآن على قهر ما لا يُرضي الحبيبة. يُصبح الرجلُ وازعَ الشاعر، والشاعرُ قائدَ الرجل، وكلاهما حارسٌ على باب هناءَتها. لا تعُودُ الحبيبة في جهةٍ منه بل حَوله، تُسَوِّرُهُ دائريًّا فلا يرى إِلا إِليها.
حين يُحِبُّ الشاعر يدخل في حالة نيرفانيّة انخطافيّة يراه السوى فيها "منخطفًا إِلى" بينما هو "منخطفٌ في". الحبيبةُ وحدَها الحالُ الأُخرى. تنقُلُه من كلّ هنا إِلى كلّ هناك، إِلى حيث الفردوسُ الموعود سُكنى السعادة في نُعمى الحبيبة.
حين يُحِبُّ الشاعر يُصبح شِعره في خدمة حُبّه بعدما كان كلُّ ما ومَن لديه في خدمة شِعره. يُصبح حُبُّه هو الذي يُملي كلّ مَشاعره من أَيّ منحى كانت. يُصبح حُبُّه هو الدافع والوازع. يُصبح الصوتَ ويستصدي كلَّ سوى.
حين يُحِبُّ الشاعر تولَدُ القصيدةُ مرّتين: أُولى من الحبيبة والأُخرى من الشاعر. وبين الولادتَين سُرّة واحدة من لحظة ساطعة يُشَـكِّلها الصدق الشفيف.
حين يُحِبُّ الشاعر يُصبح الوقتُ سماءً يَملأُها بالانتظار والتشَوُّق: إِذا وَعَدَتْه بالمجيء ينتظر. يغتبط أَنه ينتظرها. الشاعر يعرف كيف ينتظر وكيف يَملأُ الوقت بالانتظار وباستعادة كلماتِها: "غيابُكَ يُرهِقُني، ويُربكني حُضورُك".
Ton absence me pèse et ta présence me perturbe
حين يُحِبُّ الشاعر يُصاب بضِيق النَفَس. تُرهقُه مساحات الانتظار. الدقائق عنده عَذاب. تَتَسَلْحَفُ بطيئةً على نبْضه إِلى أَن تنفتح أَمامه بهيةً عند لقاء الحبيبة. يتوقّف في وقته الوقتُ وهو ينتظر. إِذا تأَخَّر مجيئُها يخاف. يخاف ويَـفرح. يَـفرح أَنه يخاف. والشاعر يعرف أَن يخاف. ويفرح أَنه يعرف أَن يخاف بقدْرِمَا يعرف أَن يحب.
حين يُحبُّ الشاعر يستيقظُ فيه الطفل الذي كانَــهُ وظَنَّ أَنه لن يعود. طفلٌ يَهرعَ، يَنفعل، يَحرَد، يَغضَب، يَنجرح للأَقلّ، يطلُب الأَكثر، يُــلِحّ، يَخرج منه وَقار العُمر، يدخل إِليه نزَق الطفولة، تَرِقّ شفافيّته، تَرِقُّ، تَرِقُّ حتى حافَّة الانكسار.
(التتمة: الخميس المقبل).
http://www.alriyadh.com/1906253]إضغط (>[url) هنا لقراءة المزيد...[/url]