المراسل الإخباري
09-11-2021, 18:48
http://www.alriyadh.com/theme2/imgs/404.png يضع كثير من النقاد شعر العلماء ضمن الشعر المصنوع، وليس المطبوع، ومن يتأمل شعر أكثر العلماء سيجد صعوبةً في تذوق شعرٍ فني رائق، ومن ذلك شعر أكثر النحاة، فإن من يتلمس فيه الجمال لن يعثر على شيء ذي بال، غير أن ذلك لا ينفي وجود شعر جميل عند بعض النحويين، ولعلي ألمح إلى بعض من وجدت في شعرهم اختلافاً يسيراً عن شعر العلماء، وإن كان شعرهم في مجمله لا يرقى إلى مسلك الشعر المدهش، أو الشعر الذي يجذب الأنظار على أقل تقدير.
فمن شعراء النحاة الذين لفتوا انتباهي الخليل بن أحمد الفراهيدي (ت 170هـ)، وفي شعره شيء من الحكمة الرقيقة، ولا غرو في ذلك، فهو مؤسس علم العروض، ورائد الفكر المعجمي، ومبتكر كثير من قوانين اللغة، والأصوات، وهو أحد أركان اللغة، وأعمدتها، وقد اطلعت على ديوان شعره الذي قام بجمعه (حاتم الضامن، وضياء الدين الحيدري)، فألفيتُ فيه شيئاً من الشعر الجميل، ويمكن أن ألمح إلى بعض شعره من خلال بعض المطالع، من قبيل: «يقولون لي دار الأحبة قد دنت – العلم يذكي عقولاً حين يصحبها – يا ويح قلبي من دواعي الهوى – يعيشُ المرءُ في أملٍ – إذا كنتَ لا تدري ولم تكُ كالذي – كتبتُ بخطي ما ترى في دفاتري – وما هي إلا ليلة ثم يومها – إن الخليط تصدّع – لو كنتَ تعلم ما أقول عذرتني – أتبكي بعد شيبٍ قد علاكا...».
ومنهم أبو محمد يحيى بن المبارك اليزيدي (ت 202هـ)، وكان مؤدب المأمون، وبينه وبين الكسائي مقارضة، وله قصيدة يمدح فيها نحاة البصرة، ويهجو الكسائي وأصحابه مطلعها: «يا طالبَ النحو ألا فابكِه..»، لكنه رثاه بعد ذلك في قصيدة جميلة مطلعها: «تضرّمت الدنيا فليس خلود»، وله أهاجٍ، وأخبار أوردها السيرافي في كتابه «أخبار النحويين البصريين».
ومنهم أبو حاتم السجستاني (ت 250هـ)، وكان كثير الرواية، حسن العلم باللغة، والشعر، والعروض، وكان يجيد إخراج المعمّى من الشعر، ومن شعره: «أيا حسن الوجه قد جئتنا/ بداهيةِ عجب في رجب»، وله أيضاً: «كَبِد الحسودِ تقطّعي/ قد بات من أهوى معي»، ومن شعره كذلك: «فارحم أخاك فإنه/ نَزرُ الكرى بادي السقام»، وشعره ليس من الكثرة، وهو أقل جودة.
ومنهم أبو العباس محمد بن يزيد المعروف بالمبرّد (ت 285هـ)، وقد ذكر السيرافي في كتابه (أخبار النحويين البصريين) بأنه كان مليح الطبع، وأورد من شعره: «بنفسي أخٌ بَرٌّ شددتُ به أزري / فألفيته حُرّاً على العُسر واليُسر»، وهي قصيدة أخف تكلفاً إذا قورنت بقصائد النحويين، وفيها دليل على أن المبرد أقل تصنعاً من بعض شعراء النحاة، ففي بعض أشعاره نَفَس الشعراء.
ومنهم أبو الفتح عثمان بن جني الموصلي (ت 392هـ)، أحد أعمدة اللغة الكبار، وأحد شراح الشعر البارعين، قال عنه الباخرزي في كتابه (دمية القصر): «وما كنت أعلم أنه ينظم القريض، أو يسيغ ذلك الجريض حتى قرأت مرثيةً في المتنبي أولها: غاض القريض وأذوت نضرة الأدب..»، وقال عنه أبو البركات الأنباري في كتابه (نزهة الألباء): «وكان يقول الشعر ويجيد..»، وقد أورد له ياقوت الحموي في (معجم الأدباء) بعض قصائد طويلة جيدة.
http://www.alriyadh.com/1906557]إضغط (>[url) هنا لقراءة المزيد...[/url]
فمن شعراء النحاة الذين لفتوا انتباهي الخليل بن أحمد الفراهيدي (ت 170هـ)، وفي شعره شيء من الحكمة الرقيقة، ولا غرو في ذلك، فهو مؤسس علم العروض، ورائد الفكر المعجمي، ومبتكر كثير من قوانين اللغة، والأصوات، وهو أحد أركان اللغة، وأعمدتها، وقد اطلعت على ديوان شعره الذي قام بجمعه (حاتم الضامن، وضياء الدين الحيدري)، فألفيتُ فيه شيئاً من الشعر الجميل، ويمكن أن ألمح إلى بعض شعره من خلال بعض المطالع، من قبيل: «يقولون لي دار الأحبة قد دنت – العلم يذكي عقولاً حين يصحبها – يا ويح قلبي من دواعي الهوى – يعيشُ المرءُ في أملٍ – إذا كنتَ لا تدري ولم تكُ كالذي – كتبتُ بخطي ما ترى في دفاتري – وما هي إلا ليلة ثم يومها – إن الخليط تصدّع – لو كنتَ تعلم ما أقول عذرتني – أتبكي بعد شيبٍ قد علاكا...».
ومنهم أبو محمد يحيى بن المبارك اليزيدي (ت 202هـ)، وكان مؤدب المأمون، وبينه وبين الكسائي مقارضة، وله قصيدة يمدح فيها نحاة البصرة، ويهجو الكسائي وأصحابه مطلعها: «يا طالبَ النحو ألا فابكِه..»، لكنه رثاه بعد ذلك في قصيدة جميلة مطلعها: «تضرّمت الدنيا فليس خلود»، وله أهاجٍ، وأخبار أوردها السيرافي في كتابه «أخبار النحويين البصريين».
ومنهم أبو حاتم السجستاني (ت 250هـ)، وكان كثير الرواية، حسن العلم باللغة، والشعر، والعروض، وكان يجيد إخراج المعمّى من الشعر، ومن شعره: «أيا حسن الوجه قد جئتنا/ بداهيةِ عجب في رجب»، وله أيضاً: «كَبِد الحسودِ تقطّعي/ قد بات من أهوى معي»، ومن شعره كذلك: «فارحم أخاك فإنه/ نَزرُ الكرى بادي السقام»، وشعره ليس من الكثرة، وهو أقل جودة.
ومنهم أبو العباس محمد بن يزيد المعروف بالمبرّد (ت 285هـ)، وقد ذكر السيرافي في كتابه (أخبار النحويين البصريين) بأنه كان مليح الطبع، وأورد من شعره: «بنفسي أخٌ بَرٌّ شددتُ به أزري / فألفيته حُرّاً على العُسر واليُسر»، وهي قصيدة أخف تكلفاً إذا قورنت بقصائد النحويين، وفيها دليل على أن المبرد أقل تصنعاً من بعض شعراء النحاة، ففي بعض أشعاره نَفَس الشعراء.
ومنهم أبو الفتح عثمان بن جني الموصلي (ت 392هـ)، أحد أعمدة اللغة الكبار، وأحد شراح الشعر البارعين، قال عنه الباخرزي في كتابه (دمية القصر): «وما كنت أعلم أنه ينظم القريض، أو يسيغ ذلك الجريض حتى قرأت مرثيةً في المتنبي أولها: غاض القريض وأذوت نضرة الأدب..»، وقال عنه أبو البركات الأنباري في كتابه (نزهة الألباء): «وكان يقول الشعر ويجيد..»، وقد أورد له ياقوت الحموي في (معجم الأدباء) بعض قصائد طويلة جيدة.
http://www.alriyadh.com/1906557]إضغط (>[url) هنا لقراءة المزيد...[/url]