المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : منهجية الزيف



المراسل الإخباري
09-13-2021, 22:24
http://www.alriyadh.com/theme2/imgs/404.png يبدو أن المدرسة السفسطائية في طريقها للظهور مجدّداً، فمع توالي الادّعاءات المُضللة التي تُطل برأسها الشوهاء، يتأكّد لنا أنّ ثمّة منهجية للزيف يسعى مروّجوها إلى جعلها تقليداً سياسياً سنوياً يمارس من خلاله باعة الأوهام والمصطادون في العكر بثّ الأراجيف والدعايات والأخبار المكذوبة التي لا سند لها من حق أو واقع سوى أكاذيب وأحقاد مشوبة بكل العلل النفسية والأدواء، دأب أصحابُها على نشرها هنا وهناك، لأهداف نفعية براغماتية لا تخفى على أحد.
فالسفسطائية مدرسة قديمة، بل من أقدم مدارس الخطابة والبلاغة والدعاية السياسية التي أسسها "إسكراتوس"، الذي أشاع هذه المدرسة بفنونها الدعائية التي تعتمد على "السيطرة الكلامية" على الناس والتأثير على الرأي العام بطرق تحريضية، تسعى للسيطرة والهيمنة والإغراء والتمظهر بوسائل مختلفة، لتحقيق مآربها الخفية واستمالة عواطف الجمهور بطرق ملتوية زائفة وليست حقيقية.
هذه المدرسة من ضمن تقنياتها "تقنية الانتهازية" التي تسعى لانتهاز واغتنام أي فرصة خصبة، وتستخدم طرقها من تضليل وإغواء ومداهنة وتلبيس آراء إما للترغيب أو الترهيب، بغية الانتفاع والنجاح والسيطرة والتسلط، هذا ما يلمسه أي مراقب عند استذكار حادثة 11 سبتمبر المروّعة.
نجد التحشيد والتكالب ومحاولة ترسيخ صورة ذهنية مزيفة عن المملكة من قبل منتفعين لا سعياً للحقيقة وإنما استثماراً لمناسبة سنوية تكر ذكراها، حاملة معها آلاماً موجعة ومواقف مثيرة قد لا يمحوها الزمن بسهولة، وهو أمر طبيعي تجاه كارثة كتلك التي حدثت، والمملكة من أشد المتأثّرين بهذه الحادثة، وأبدت من التعاطف والتعاون والمواقف المنطلقة من ضمير حي ووجدان صادق دونما انتظار شكر أو خلافه، وإنما هي سياسة تنزع للعدل والخير والحق منذ عهد التأسيس وحتى اليوم في هذا العهد الزاهر.
لكن مما يثير الحنق ويدفع إلى ضرورة التوضيح هو أن هذه الأسطوانة المشروخة التي مجّتها الآذان وأنِفَها العقل السليم يتم استدعاؤها سنوياً بشكل فجّ وقمئ، إذ لا يعقل أن تتوجّه أصابع الاتهام في كل مرة لدولة هي من أعتى الدول التي واجهت الإرهاب والتطرّف ببسالة وشجاعة نادرين، فضلاً عن كونها اكتوت مراراً بنير هذا الفكر الضال، جهود المملكة خليقة بالإجلال والإكبار والدرس الواعي لكل الشعوب، فتجربتنا في تجفيف منابع الإرهاب ومنع أحداث دامية كانت ستحدث لولا لطف الله ثم حنكة واستباقية وبسالة مملكتنا في مواجهة الأخطار المحدقة.
ومع ذلك فالمملكة تقدّم دوماً -وبحنكتها الواثقة وشفافيتها- دروساً في العقلانية والكياسة، عبر تجديدها كما قرأنا في بيان سفارة المملكة لدى الولايات المتحدة الأميركية، والذي رحبت فيه بالكشف عن الوثائق السرية المتعلقة بالهجمات الإرهابية ضد الولايات المتحدة في الحادي عشر من سبتمبر 2001م، ودعت قيادة المملكة إلى الكشف عن جميع المواد المتعلقة بالهجمات بشكل مستمر خلال العشرين عاماً الماضية، كما طالبت بالشفافية فيما يتعلق بهذه المأساة، رغم أن التحقيقات السابقة كشفت بما في ذلك لجنة الحادي عشر من سبتمبر ونشر ما يسمى بـ"28 صفحة"، لم يظهر أي دليل على الإطلاق يشير إلى أن حكومة المملكة أو أيّ من مسؤوليها كانوا على علم مسبق بالهجمات الإرهابية أو كانوا متورطين بأي شكل من الأشكال في التخطيط لها أو تنفيذها.
نخلص من هذا إلى أن التلويح بهذه الورقة كل عام لا يجدر تجاه من دفع من أبنائه وأمواله وجهوده المادية والمعنوية في سبيل صون العالم من الإرهاب والتطرف، وعلى المجتمع الدولي بأكمله أن ينحاز لضميره ولا يترك أي مسوّغ لترويج ترهات وأكاذيب تستشري في عالم يروم السلام والعدل ورفاه شعوبه.




http://www.alriyadh.com/1906877]إضغط (>[url) هنا لقراءة المزيد...[/url]