المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : على سفر



المراسل الإخباري
09-16-2021, 17:28
http://www.alriyadh.com/theme2/imgs/404.png يتحدث مقال في النيويورك تايمز عن الفنانين الذين يأخذون إجازة من عملهم في الفن وكيف يؤثر ذلك على فنهم، أفكر أنا ماذا لو كان عملي هو إنتاج الفن، عشت طوال حياتي أعمل في مهنة صعبة وأمارس الكتابة خلالها، وحين أكون في إجازة من عملي كطبيبة، كانت الكتابة هاجسا لا يزول ولا يختفي، لكنني كنت أحاول أن آخذ إجازة منها في ذات الوقت.
الالتزام بالكتابة لصحيفة لا يتيح هذه الرفاهية، أو أن المقال الأسبوعي لا يستحوذ على كل الأيام مما يدع مجالا لأن أمارس الكتابة أثناء الإجازة، الآن، بعد أن أصبح الوقت كله إجازة، صار الالتزام بالكتابة أكثر صعوبة، السفر صار أكثر عفوية، من دون أوقات محددة ومن دون تخطيط مسبق، الحياة أكثر حيوية وهذا ما يجعل الكتابة أيضا أكثر متعة، أتعلم الآن ماذا يعني أن يكون التزامي الوحيد هو شغفي ومتعتي وهوايتي، مسألة كنت أتمناها طوال حياتي.
الفن التشكيلي من الناحية الأخرى هو الأكثر صعوبة والذي تخليت عنه سنين طويلة أثناء اهتمامي بعملي وولدي وكتابتي، لم أهجره لكن لم أكن مخلصة له، الآن، أعيد ترميم نفسي تشكيليا، أخوض معارك البحث عن مكان في الساحة التشكيلية، أشاهد وأغامر وأجرب وأشاكس، والسفر، يوقف كل ذلك، لكنه من جانب آخر، يغذيني بصريا، يمنحني هذه القدرة على تجديد الرؤية، على مشاهدة أشياء جديدة لم ترها العين من قبل، مناظر لم تعتد عليها، وهذا يخلق أحاسيس جديدة، كأنك تغسل عينك، أو تمنحها بهجة ألوان جديدة تجعلك قادرا حين تبدأ عملا جديدا على إضافة شيء جديد للوحتك.
هل يبدو كلامي مفهوما.. أكتب هذه المقالة الساعة التاسعة صباحا. على السرير، قبل أن أغسل وجهي وأشرب قهوتي، اعتذرت الأسبوع الماضي عن المقال لأنني كنت على سفر، ولأنني وعدتهم بلهجة واثقة أنني سأكتب الأسبوع القادم، أكتب الآن وأنا على سفر جديد جاء بشكل مفاجئ وممتع.
أحمل في حقيبتي دفترا صغيرا ومجموعة ألوان مائية في محاولة لأن أرضي الفنانة بداخلي، لكن الحقيقة أن هذه الألوان في الغالب تعود من دون مس، ربما بعد كتابتي هذه وكي أتحدى نفسي أقوم بمخالفة ما تعودت عليه، الكتابة دائمًا تفوز بالاستحواذ على وقتي. فازت طوال الوقت، على الرغم من أن متعة الرسم أكبر، يبدو أن غريزة الكلام هي الغالبة. بدأت الكتابة عن الإجازات في حياة الفنانين، وساقني ذلك إلى الحديث عني، لا بأس، فازت أنانية الكاتب هذه المرة، في المرة القادمة سأكتب بعد احتساء القهوة وسيكون الحديث عن مسألة فنية أخرى لا علاقة لها بي، أرجو ألا يكون كلامي وعدا وهميا يجرفه سفر جديد.




http://www.alriyadh.com/1907564]إضغط (>[url) هنا لقراءة المزيد...[/url]