المراسل الإخباري
09-16-2021, 17:28
http://www.alriyadh.com/theme2/imgs/404.png حين يُحبّ الشاعر: لا يعود يذوق حياته إلّا من خلال حبيبته. كلُّ ما يعيشُه، يعيشُهُ لأَنه يحبّها. فوق كلّ حَدّ. فوق كلّ وصف. فوق اتساع الكلمات والعواطف. يحبّها ويقول لها. يقول لها ويكـرّر. يقولُ لها ويظلُّ يقول لها. يخافُ أن تغضَب ويقول لها إنه يَخاف أن تغضَب. إذا أَخطأ يهرع ويعتذِر. وإِذا أَخطأتْ يدَّعي أَنه هو الذي أَخطأ.
تزعل؟ تهجُره القصيدة. تبتَعد. يقوِّس ظهرُه من الهَمّ والوِحدة والهَول.
ترضى؟ تنتصب قامتُه، يقوى صوتُه، تَرشقُه الحياة بِنَدى الحُب. ينتعش. تعود إِليه القصيدة.
حين تكونُ معه لا تكون "معه". يكون هو معها في ذهول الفرح، أَمامَها في انخطاف العبادة. في انبهارِ مَن لا يصدّق أنه يُعطى هذه النعمة، وأَنه عاش حتى استحقَّ هذا الحُب الذي وصلَ بعدما كان يكتب عنه وإِليه مفترِضًا إِياه حتى يَسكن في دفــئــه. يقول لها نبضَه اللاهبَ بالحُب. كلَّ ما في شرايينه من شوق يقول لها. يلهف في الكلام. يكـرّر الكلام. وقد ينتهي الكلام فتُكملُه هي، أَو تَبدأُه هي، أَو تخـتـصره بلمسةٍ على جبينه.
يدُها على جبينه؟ يَنظر إِلى وجهها، إِذَن ينظر إِلى فوق. إِلى السمُوّ الأَعلى. إِلى الكائن الأَسمى، الأَكمل، كما يراها وكما كان توّاقًا إِلى أَن يكون أَمام كائن أَسمى. أَمام "كائنه" الأَسمى، أُسوةً بالإنسان الذي مِن أَوّل ما كان، أَخذَ يـبحث عن كائنه الأَسمى.
وها هي حلَّت في عمره فتساماها كائنَه الأَكمل. وأَخذ يؤْمن بها إِيمانًا مُطْلَقًا له ولشِعره. يكتُب وتَقرأُ. كأَنما يَكتُب كي تَقرأَ. كي تكونَ هي قارئتَه الأُولى. ناقدَتَه الأُولى. يَــثِــقُ بقراءاتها الثاقبة. يَستسلم لها. تَقْرأُه وتُقرِئُه معًا. وهو يَكتُب بها وفيها ومنها ثم إِليها. ويحفَظ عنده كلّ رأْي تكتُبه. يحتفِظ بكلِّ كلمةٍ تَخُطُّها هي على قصيدتِه أَو نَـثـيرتِـه. يَحفَظ عنها كـلّ شيء. ويَحفَظ منها كلَّ شيء: كلَّ دمعة، كلَّ صورة، يَجمع لها صُوَرًا وكلامًا، قُصاصاتٍ بِخطّها، لُمامًا من أَثَرها، كنوزًا من عَــبَــقِها يَـجعلُها أَيقوناته ومقدَّساته. يُبارك بها غرفته ويتبارك بها صباحَ مساء.
قد تتأَخّر سنواتٍ لتَصِل. قد لا يلتقيها إِلّا في خريف العمر. لكنها حين تأْتي تكون استـثـنـائية. تتغيّر حياتُه. كلُّ حياتِه. فالحُبّ يُغيّر. وحدَه الحُبّ يُـغَـــيِّر. وها الحبّ غَــيَّــرَه. نَــقّاه من غبار السنوات المالحة. عَـرّاه من جميع أَقنعته. أَسقط عنه الزَيف. غَسَلَه من الرواسب والطحالب. رفعَه إِلى نُضجٍ أَعلى. خلَق فيه الربيع الجديد. خنَق فيه الذئب العتيق.
حين يُحِبُّ الشاعر، يَصيرُ الشعرُ أَحلى، يَصيرُ الحبُّ أَحلى، تَصيرُ الحياةُ أَحلى.
أَيها الشاعر: حَبيبتَك، حَبيبتَك، حَبيبتَك، ثم شِعرَك.
http://www.alriyadh.com/1907561]إضغط (>[url) هنا لقراءة المزيد...[/url]
تزعل؟ تهجُره القصيدة. تبتَعد. يقوِّس ظهرُه من الهَمّ والوِحدة والهَول.
ترضى؟ تنتصب قامتُه، يقوى صوتُه، تَرشقُه الحياة بِنَدى الحُب. ينتعش. تعود إِليه القصيدة.
حين تكونُ معه لا تكون "معه". يكون هو معها في ذهول الفرح، أَمامَها في انخطاف العبادة. في انبهارِ مَن لا يصدّق أنه يُعطى هذه النعمة، وأَنه عاش حتى استحقَّ هذا الحُب الذي وصلَ بعدما كان يكتب عنه وإِليه مفترِضًا إِياه حتى يَسكن في دفــئــه. يقول لها نبضَه اللاهبَ بالحُب. كلَّ ما في شرايينه من شوق يقول لها. يلهف في الكلام. يكـرّر الكلام. وقد ينتهي الكلام فتُكملُه هي، أَو تَبدأُه هي، أَو تخـتـصره بلمسةٍ على جبينه.
يدُها على جبينه؟ يَنظر إِلى وجهها، إِذَن ينظر إِلى فوق. إِلى السمُوّ الأَعلى. إِلى الكائن الأَسمى، الأَكمل، كما يراها وكما كان توّاقًا إِلى أَن يكون أَمام كائن أَسمى. أَمام "كائنه" الأَسمى، أُسوةً بالإنسان الذي مِن أَوّل ما كان، أَخذَ يـبحث عن كائنه الأَسمى.
وها هي حلَّت في عمره فتساماها كائنَه الأَكمل. وأَخذ يؤْمن بها إِيمانًا مُطْلَقًا له ولشِعره. يكتُب وتَقرأُ. كأَنما يَكتُب كي تَقرأَ. كي تكونَ هي قارئتَه الأُولى. ناقدَتَه الأُولى. يَــثِــقُ بقراءاتها الثاقبة. يَستسلم لها. تَقْرأُه وتُقرِئُه معًا. وهو يَكتُب بها وفيها ومنها ثم إِليها. ويحفَظ عنده كلّ رأْي تكتُبه. يحتفِظ بكلِّ كلمةٍ تَخُطُّها هي على قصيدتِه أَو نَـثـيرتِـه. يَحفَظ عنها كـلّ شيء. ويَحفَظ منها كلَّ شيء: كلَّ دمعة، كلَّ صورة، يَجمع لها صُوَرًا وكلامًا، قُصاصاتٍ بِخطّها، لُمامًا من أَثَرها، كنوزًا من عَــبَــقِها يَـجعلُها أَيقوناته ومقدَّساته. يُبارك بها غرفته ويتبارك بها صباحَ مساء.
قد تتأَخّر سنواتٍ لتَصِل. قد لا يلتقيها إِلّا في خريف العمر. لكنها حين تأْتي تكون استـثـنـائية. تتغيّر حياتُه. كلُّ حياتِه. فالحُبّ يُغيّر. وحدَه الحُبّ يُـغَـــيِّر. وها الحبّ غَــيَّــرَه. نَــقّاه من غبار السنوات المالحة. عَـرّاه من جميع أَقنعته. أَسقط عنه الزَيف. غَسَلَه من الرواسب والطحالب. رفعَه إِلى نُضجٍ أَعلى. خلَق فيه الربيع الجديد. خنَق فيه الذئب العتيق.
حين يُحِبُّ الشاعر، يَصيرُ الشعرُ أَحلى، يَصيرُ الحبُّ أَحلى، تَصيرُ الحياةُ أَحلى.
أَيها الشاعر: حَبيبتَك، حَبيبتَك، حَبيبتَك، ثم شِعرَك.
http://www.alriyadh.com/1907561]إضغط (>[url) هنا لقراءة المزيد...[/url]