المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : حين تكون الثقافة مقياساً للجودة



المراسل الإخباري
09-25-2021, 07:09
http://www.alriyadh.com/theme2/imgs/404.png أكثر من مئة برنامج ثقافي أدبي تلفزيوني يبث عبر التلفزيونات الفرنسية والكندية، بعضها استمرّ عشرات السنين حتى شاخ وتقاعد من يعدُّه ويقدّمه، وبعضه يتجدّد كل موسمين أو ثلاثة، إذ يبدو أن الجرعة الثقافية في الإعلام الفرنسي لا يمكن الاستغناء عنها.
نذكر على سبيل المثال لا الحصر برنامج "فواصل" لبيرنارد بيفو، الذي حقق نجاحا كبيرا وقد توقف بعد الحلقة 724، تلاه لنفس معدّه ومقدّمه برنامج "مرق الثقافة" كُرِّس لجميع أشكال الثقافات ولكن الغالب عليه كان الأدب، وقد توقف بعد الحلقة 407، ليتم تعويضه ببرنامج أطلق عليه اسم "كومبيس campus" أو الحرم الجامعي تناول فيه غيُّم دوران جميع أشكال الثقافة، أدب، سينما، موسيقى ومسرح، وتوقف بعد خمس مواسم ناجحة، وتم استبداله ببرنامج جديد آخر أرواح حرة، تلاه آخر ركز أكثر على الفنون التي تدخلها الموسيقى.
"جذور وأجنحة" برنامج آخر ثقافي دام خمسة وعشرين موسما، وتناوب على تقديمه إعلاميان وكانت مدة الحلقة الواحدة 90 دقيقة.
وهكذا كانت الدماء الجديدة تُضخُّ في البرامج الثقافية المقدمة للمشاهد من دون توقف، ولكنّها أبدا لم تكن تُلغَى. هذا غير برامج الألعاب التي تعتمد الثقافة أو اللغة هدفها الأساسي وهي تبث منذ كنت طفلة على الشاشات الفرنسية ولم تتوقف إلى اليوم.
بالمقابل شهدنا في العالم العربي تكاثرا قويا للقنوات التلفزيونية، وتوسعا للعرض التلفزيوني، لكن دون أي تنظيم للمشهد السمعي البصري، إذ تبقى البرامج الإخبارية والسياسية هي الطاغية على كل قنواتنا، أمّا البرامج الثقافية سواء الخفيفة أو الدسمة فبدأت في الانقراض، حجّة المسؤولين في الفضائيات العربية أن البرامج الثقافية نخبوية، والمطلوب هو إرضاء العامّة، وعلى هذا الأساس تمّ تسخير الإعلامي لحرمان أهمّ فئة في المجتمع من حصتها الشرعية من برامج التلفزيون، كما تمّ القضاء على أي أمل لرفع مستوى هذه "العامّة" وتغيير طريقة تفكيرها.
بالنسبة للمشهد الفرنسي فمنذ 2007 أُلزمت القنوات التلفزيونية على بثِّ برنامج ثقافي واحد يوميا، بالنسبة لنا تبقى أسئلتنا معلّقة دون أجوبة، هل للمبدعين والفنانين والأدباء والتشكيليين وصناع السينما والمسرح مكان؟ وهل يمكننا أن نتوقع شيئا ما من التلفزيون عندما يتعلّق الأمر بالثقافة؟ أو هل يمكن أن نتوقع أن يزرع فينا الرّغبة في تنمية أنفسنا؟ ماذا عن الفئة الأوسع من جماهيرنا العربية وهي فئة الشباب هل فعلا ما يقدّم على شاشاتنا يلبي حاجاتها؟
مجرد إلقاء نظرة على البيانات السكانية للخريطة العربية نكتشف أن برامجنا التلفزيونية موجهة لفئة أقل من 20 %، وهذا يفسّر إقبال الفئات الشابة على البدائل التي تقدمها المنصات الإلكترونية، متجاهلة التلفزيون جملة وتفصيلا بكل ما يقدّمه من برامج.
لا داعي بعد هذا أن نتساءل لماذا تعاني فضائيات ضخمة من صعوبات مادية فيما يتضاءل دورها الإعلامي يوما بعد يوم.




http://www.alriyadh.com/1909238]إضغط (>[url) هنا لقراءة المزيد...[/url]