المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : في معنى الوطن



المراسل الإخباري
09-25-2021, 07:09
http://www.alriyadh.com/theme2/imgs/404.png نقول في أحاديثنا الدارجة للتعبير عن البغض، والابتعاد والقلق تجاه أحد ما أو حتى شيء ما من باب المجاز «ما أواطنه»، وقد يبدو هذا تعبيراً تلقائياً نعبر فيه عن نفورنا من هذا أو ذاك بعدم القدرة على خلق «وطن» بيني وبينه كمصدر للفعل «وطّن»، مما يعني أن المواطنة بذاتها إنما هي كناية عن الشعور بالحب والقرب والأمان.
ومعاجم اللغة جميعها لا تختلف على أن مفهوم الوطن هو المكان الذي ألفه الإنسان وسكنه وانتمى إليه، وبالتالي حمل وجوده وسيرته وتاريخه، سواء ولد فيه أم لم يولد، وقامت على هذه الدلالة التواريخ والأحداث والقصائد، لهذا يظل وقوفنا بيوم الوطن الحادي والتسعين إنما هو وقوف في وطن أيامنا وتواريخنا وأماننا، وربما حقّ لنا نحن دون غيرنا أن نرقى بوطننا للسماء، إذ ما زال يشكل عند الآخرين إحدى أهم معجزات القرن العشرين ومنجزاته معاً، حيث في تلك الصحراء المتباعدة أولئك القوم المتناحرون المختلفون في ثقافاتهم وحيثيات وجودهم، يبحثون عن الماء فيها حد الاقتتال عليه، كل ذلك يتحول في تسعة عقود فقط إلى واحدة من أعظم دول العالم، وأقدرها أمناً وأكثرها توطينًا لأهلها.
لهذا سندرك يقيناً وفي كل ذكرى لوجودنا على هذه الأرض أن كل أيامنا أعياد مع هذا الوطن المعطاء، الذي أخذنا من التفرّق إلى الوحدة، ومن وعورة الصحراء إلى رفاهية المدن، ومن فوضى الأمن إلى الأمن والأمان، حتى وسط الفوضى التي تعيشها الدول حولنا، فالوقوف فيه كل عام يتجاوز الفرح لتاريخه، والتنمية لحيثياتها، وحاضرنا لماضينا، ومنجزاتنا لأحلامنا فيها قديمًا.. هو حالة أعمق بكثير من مجرد حالة الاحتفال به، التي نربّي ساعات يومنا عليها كل عام.
إنه سيرة حياة، قد نكتفي بروايتها أيامًا عشناها، ولعل حديث أحدنا عن وجوده على هذه الأرض المباركة كافٍ جداً لأن يقدّم وثيقة على أن بلادنا أرض تشدّ إليها الرحال ويرتادها الباحثون عن أمن أرواحهم وأموالهم ومعيشتهم، فتسعة عقود كفيلة بأن تقدم لنا ثلاثة أجيال يتوارثون الوجود، ولو روى كل حفيد منا اليوم حياة جده وامتداده بها لكفانا قراءة تاريخ بلاد أولها السلام، وأوسطها التنمية، وآخرها الأحلام التي تتحقق وفق مواعيدها، نعم يكفي وطننا في عيده الحادي والتسعين أن نروي حياتنا فيه ومعه، لندرك نعمة الله علينا حين خصّنا به، وهيّأ لنا من أهلنا قادة يعملون له، ويأخذوننا إليه.




http://www.alriyadh.com/1909236]إضغط (>[url) هنا لقراءة المزيد...[/url]