المراسل الإخباري
10-07-2021, 22:36
http://www.alriyadh.com/theme2/imgs/404.png بين أَبرز المفاصل في "معرضِ الرياض الدولي للكتاب" (المستقْطِبِ حاليًا روَّاده بالآلاف حتى العاشر من الجاري في عاصمة المملكة) أَنه يَفتحُ مساحةً لائقةً للترجمة، عَرضًا نتاجَها الثَرّ، وتحفيزًا بتخصيص جوائز لأَفضل الـمُتَرجَـمات أُسوة بجوائز الـمؤَلَّفات.
أَقول "أُسوةً" وأَقصدها لأَن كتابًا يتولَّى ترجمتَه متمكِّنٌ راسخُ التجربة، لا يقلُّ قيمةً عن كتابٍ يتولَّى وضعَه كاتبٌ متمكِّنٌ راسخُ التجربة.
أَهميةُ الترجمة أَنها البوابةُ الأَوسعُ على ثقافات العالم، حين يُعطى لها مترجمون لا ينقلون النصَّ بل جوهرَ النص في لغتهم، ما يجعل ترجمةَ النص عمَلًا إِبداعيًّا يعادل إِبداع واضعِه في لغته الأَم. لذا عَنْوَنْتُ مقالي "الترجمة هذا الجسر النبيل" -وأَنا زاولتُ ترجمةَ عددٍ كبيرٍ من المؤَلفات تعريبًا وتعليقًا وتحقيقًا- ليقيني أَن النقل من اللغة الأَصلية إِلى العربية ليس أَقلَّ ضنًى ودقةً وأَمانةً ومسؤوليةً من وضع نصٍّ في العربية، أَدبيًّا يكون هذا النص أَو علميًّا.
وبــ"الضنى" و"المسؤولية" أَرنو إِلى احترامَين رئيسَين: احترام النص الأَصلي في لُغته، واحترام النص الجديد في العربية.
أَشرَح: كلُّ نَصٍّ أَجنبيٍّ وليدُ ضنى كاتبه، وتاليًا لا يجوز أَخذُ النص، قراءةً وتفكيكًا، إِلَّا باحترام ذاك الضنى في اللغة الأَصلية. وعند الترجمة ينتقل هذا الاحترام إِلى اللغة العربية تكريسًا هيبتَها في التعريب بأَدوات لغوية سلسة التعبير سائغة الجمال، حتى لَيَبدو النص موضوعًا لا معرَّبًا. وإِذا كان النص الأَصلي ثمرة براعة كاتبه، فعلى النص المعرَّب أَن ينفصل لغويًّا عن الأَصلي ويتَّحد بخصائص العربية فيكون ثمرة عبقريتها الفريدة لا "نسخة طبق الأَصل" عن النص الأَصلي بحجة الأَمانة للأَصل.
أَشرحُ أَكثر: أَتناول نصًّا أَوَدُّ تعريبَه. أَقرأُهُ، مرارًا أَقرأُهُ، أَتملَّاه جوهرًا وأُسلوبًا. أُفَكِّك ما فيه من صوَر بيانية وبراعات بلاغية، أَطويه، ثم أَعود إِليه في قراءةٍ بِكْرٍ جاهزةٍ للترجمة. أَبدأُ بنقل المضمون لا الأُسلوب لأَن المضمون مُلْكي في تناوُله كما كلُّ مضمون يَصدر عن الكاتب يُصبح مُلْك قارئه، بينما الأُسلوب مُلْكُ الكاتب وحده حذاقةً وبراعةً ولا تُمكِنُ ترجمتُه نَسْخًا وإِلَّا جاءَت هذه مِسخًا بنقْل حرفيٍّ غالبًا ما يخرج ركيكًا يُسيءُ إِلى الأَصل وإِلى الترجمة على السواء.
حين أَبدأُ بالترجمة تعريبًا أَنفصل عن الأَصل سكْبًا وسبْكًا، ويكون نصي العربي مُلْكي أَنا سكْبًا وسبْكًا، فأَروح أَنقُل المضمون بأَمانة دقيقة (أَكون امتلكتُ المضمون في قراءاتي قبل الترجمة) ويُصبح عملي "تأْليفًا" جديدًا أَصوغه بأُسلوبي حذاقةً وبراعةً تُعادل تينَك اللتَين في الأَصل. هنا لا تعود للكاتب الأَجنبي علاقةٌ بنصي العربي طالما أَنا أَمينٌ لنصه، فيخرج النص العربي "تأْليفًا" كاملًا لمضمون الكاتب الأَجنبي إِنما في لغتي أَنا، وأَكون ترجمتُ الــ"ماذا" (حصَّة الكاتب كمؤَلِّف) لا الــ"كيف" (حصَّتي أَنا كمترجِم).
لذا قلتُ في مطلع هذا المقال: إِن الترجمة عملٌ إِبداعي في ذاته، شريكُ النص الأَصلي في إِبداعه.
ولا أَظن هذه المعايير تغيب عن مُـحَكِّمي مسابقة الترجمة لدى "هيئة الأَدب والنشْر والترجمة" في "معرض الرياض الدولي للكتاب".
http://www.alriyadh.com/1911460]إضغط (>[url) هنا لقراءة المزيد...[/url]
أَقول "أُسوةً" وأَقصدها لأَن كتابًا يتولَّى ترجمتَه متمكِّنٌ راسخُ التجربة، لا يقلُّ قيمةً عن كتابٍ يتولَّى وضعَه كاتبٌ متمكِّنٌ راسخُ التجربة.
أَهميةُ الترجمة أَنها البوابةُ الأَوسعُ على ثقافات العالم، حين يُعطى لها مترجمون لا ينقلون النصَّ بل جوهرَ النص في لغتهم، ما يجعل ترجمةَ النص عمَلًا إِبداعيًّا يعادل إِبداع واضعِه في لغته الأَم. لذا عَنْوَنْتُ مقالي "الترجمة هذا الجسر النبيل" -وأَنا زاولتُ ترجمةَ عددٍ كبيرٍ من المؤَلفات تعريبًا وتعليقًا وتحقيقًا- ليقيني أَن النقل من اللغة الأَصلية إِلى العربية ليس أَقلَّ ضنًى ودقةً وأَمانةً ومسؤوليةً من وضع نصٍّ في العربية، أَدبيًّا يكون هذا النص أَو علميًّا.
وبــ"الضنى" و"المسؤولية" أَرنو إِلى احترامَين رئيسَين: احترام النص الأَصلي في لُغته، واحترام النص الجديد في العربية.
أَشرَح: كلُّ نَصٍّ أَجنبيٍّ وليدُ ضنى كاتبه، وتاليًا لا يجوز أَخذُ النص، قراءةً وتفكيكًا، إِلَّا باحترام ذاك الضنى في اللغة الأَصلية. وعند الترجمة ينتقل هذا الاحترام إِلى اللغة العربية تكريسًا هيبتَها في التعريب بأَدوات لغوية سلسة التعبير سائغة الجمال، حتى لَيَبدو النص موضوعًا لا معرَّبًا. وإِذا كان النص الأَصلي ثمرة براعة كاتبه، فعلى النص المعرَّب أَن ينفصل لغويًّا عن الأَصلي ويتَّحد بخصائص العربية فيكون ثمرة عبقريتها الفريدة لا "نسخة طبق الأَصل" عن النص الأَصلي بحجة الأَمانة للأَصل.
أَشرحُ أَكثر: أَتناول نصًّا أَوَدُّ تعريبَه. أَقرأُهُ، مرارًا أَقرأُهُ، أَتملَّاه جوهرًا وأُسلوبًا. أُفَكِّك ما فيه من صوَر بيانية وبراعات بلاغية، أَطويه، ثم أَعود إِليه في قراءةٍ بِكْرٍ جاهزةٍ للترجمة. أَبدأُ بنقل المضمون لا الأُسلوب لأَن المضمون مُلْكي في تناوُله كما كلُّ مضمون يَصدر عن الكاتب يُصبح مُلْك قارئه، بينما الأُسلوب مُلْكُ الكاتب وحده حذاقةً وبراعةً ولا تُمكِنُ ترجمتُه نَسْخًا وإِلَّا جاءَت هذه مِسخًا بنقْل حرفيٍّ غالبًا ما يخرج ركيكًا يُسيءُ إِلى الأَصل وإِلى الترجمة على السواء.
حين أَبدأُ بالترجمة تعريبًا أَنفصل عن الأَصل سكْبًا وسبْكًا، ويكون نصي العربي مُلْكي أَنا سكْبًا وسبْكًا، فأَروح أَنقُل المضمون بأَمانة دقيقة (أَكون امتلكتُ المضمون في قراءاتي قبل الترجمة) ويُصبح عملي "تأْليفًا" جديدًا أَصوغه بأُسلوبي حذاقةً وبراعةً تُعادل تينَك اللتَين في الأَصل. هنا لا تعود للكاتب الأَجنبي علاقةٌ بنصي العربي طالما أَنا أَمينٌ لنصه، فيخرج النص العربي "تأْليفًا" كاملًا لمضمون الكاتب الأَجنبي إِنما في لغتي أَنا، وأَكون ترجمتُ الــ"ماذا" (حصَّة الكاتب كمؤَلِّف) لا الــ"كيف" (حصَّتي أَنا كمترجِم).
لذا قلتُ في مطلع هذا المقال: إِن الترجمة عملٌ إِبداعي في ذاته، شريكُ النص الأَصلي في إِبداعه.
ولا أَظن هذه المعايير تغيب عن مُـحَكِّمي مسابقة الترجمة لدى "هيئة الأَدب والنشْر والترجمة" في "معرض الرياض الدولي للكتاب".
http://www.alriyadh.com/1911460]إضغط (>[url) هنا لقراءة المزيد...[/url]