المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الخروج من المأزق



المراسل الإخباري
10-10-2021, 22:37
http://www.alriyadh.com/theme2/imgs/404.png تتعاظم أهمية البرمجيات لأنها الدم الذي يجري في عروق التقنية. وقد تكون البرمجيات سجادة الخزامى البنفسجي التي تمتد لتفتح لنا الطريق إلى عالم الحضارة الجديدة. ولأن وصف أهميتها لا يتوقف عند ما نذكره من أوجه الخطورة والفاعلية التي يدركها كثيرون، إنما يمتد بالنسبة إلينا في المملكة إلى آفاق أوسع في التنمية الاقتصادية والاجتماعية اليوم وغداً. من أجل ذلك علينا أن نفهم الموقف الحقيقي لهذا المجال الذي أصبح وسيلة حياة لنا جميعاً.
موقف البرمجيات اليوم هو تجاوز مشكلتين: مشكلة ترجمة المتطلبات، ومشكلة صعوبة التغيير. وتناولت في المقال السابق المشكلتين من دون عرض الحلول المطروحة. والحلول المطروحة موجودة إما لحل كل مشكلة على حدة أو حل المشكلتين معاً. أما الذين يرون حل كل مشكلة على حدة فغالباً يرون أن إحدى المشكلتين أهم من الأخرى، وأما من يرى حل المشكلتين معاً فيرى أن العلاقة بينهما تجعلهما مشكلة واحدة في الحقيقة. فمن يرى أن حل مشكلة التغيير أولى، فيرى أن الخطأ في ترجمة المتطلبات ليس مشكلة تستحق الذكر لو كانت لدينا قدرة على تغيير الخطأ بأقل التكاليف. فمهما أخطأت في ترجمة المتطلبات فإن تغيير أي خطأ سهل وإن تأخر اكتشافه.
الذين يركزون على مشكلة التغيير اقترحوا وسيلة إعادة استخدام البرمجيات. فقد ظهرت مؤخراً أطر برمجية تتيح للمطور استدعاء برمجيات مكتوبة سلفاً بإضافة برمجيات قليلة، ومنها يستطيع تكوين أنظمة جديدة بسرعة. امتلكت هذه المنهجية شعبية كبيرة مؤخراً، ونالت اسماً عرفت به وهو (البرمجة المنخفضة).
الذين يرون ضرورة حل المشكلتين معاً، يقولون: إن حل مشكلة التغيير حل ناقص. ويقترحون لغة جديدة تستبدل لغة البرمجة الحالية، بحيث يستخدمها المطور لترجمة المتطلبات. وباستخدام هذه اللغة الجديدة استطاع أصحاب هذا الحل أن يطوروا معالجات جديدة تترجم اللغة الجديدة إلى لغات البرمجة التقليدية المعروفة اليوم. يرى المناصرون لهذا الحل أن ترجمة المتطلبات أسهل باستخدام اللغة الجديدة حيث يمكن لغير المتخصصين فهمها بيسر واستخدامها لتنقيح الأخطاء وإيضاح المشكلات قبل بلوغ مرحلة التطوير. وإذا اكتملت الترجمة فإن المعالجات الجديدة تتولى إصدار النسخة البرمجية في الصيغة التقليدية في غضون دقائق محدودة. وإذا تسرب خطأ إلى النظام من شقوق الترجمة كما يقال، فإن إعادة بناء النظام سهلة أيضاً بالعودة إلى اللغة نفسها وإصلاح الخطأ وإيداع النسخة الجديدة في المعالج لإصدار النظام من جديد.
لاشك أن حل المشكلتين معاً أفضل من حل مشكلة دون أخرى، إنما في تبني منهجية حل المشكلتين صعوبات تقف عائقاً دون تبنيها، وليست المعوقات كلها بالضرورة فنية. نستكمل الحديث في المقال المقبل.




http://www.alriyadh.com/1911951]إضغط (>[url) هنا لقراءة المزيد...[/url]