المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : عسير.. دُرَّةُ الجنوب



المراسل الإخباري
10-13-2021, 02:44
http://www.alriyadh.com/theme2/imgs/404.png إنها بحق درة الجنوب المتلألئة في مفرق مملكتنا الحبيبة. إلي رحابها الفيحاء ترنو القلوب المتلهفة وإلى أجوائها العطرة تهفو الأرواح المتعطشة، نعم إنها عسير تلك المنطقة السياحية الجنوبية من مملكتنا الغالية التي حباها الله بكل مقومات السياحة الطبيعية والتراثية والبحرية في أجمل مظاهرها وأبهى صورها، ومن جملة ما تحتضنه تلك القِبْلة السياحية الفريدة على سبيل المثال هناك جزيرة "كدمبل" التي تقع قبالة سواحلها على مساحة تقارب ثلاثة كيلومترات مربعة هي واحدة من أجمل الجزر الطبيعية البكر التي تنتظر مستقبلا سياحيًّا واعدًا حيث تُعَّدُّ هذه الجزيرة منتجعًا مثاليًّا للاستجمام والاسترخاء والاستمتاع بجمال الطبيعة وزرقة البحر وتغاريد الطيور، وستكون هذه الجزيرة الوادعة وجهة سياحية بارزة لتنضم إلى قائمة الجزر الأسطورية الخيالية الخلابة التي تتمتع بها المملكة، وهناك قمة جبل "السودة" الذي يبعد عن مدينة أبها بحوالي عشرين كيلومترًا حيث يُعَدُّ منتجعًا مثاليًّا لقضاء أمتع الأوقات بين أحضان أشجار "العرعر" الباسقة وتحت ظلالها الوارفة التي تعتبر أكثر الأشجار انتشارًا على سفوح جبال السروات ومتنزه السحاب المرتفع، وهي من أهم عوامل الجذب السياحي نظرًا لاخضرارها الدائم على مدار العام وتشكيلها لغطاء نباتي يجمع بين الظل والجمال، وتمثل المسارات السياحية التي تتلوّى وتنساب وسط الطبيعة الخضراء في "السودة" خيارًا سياحيًّا جاذبًا لجميع فئات المجتمع وبخاصة العائلات حيث تتوزع قوافل هواة رياضة المشي والتريُّض على مدى البصر من قبل مختلف الأعمار. وفي معظم أيام الصيف تشهد منطقة عسير هطول أمطار متواصلة تزيد المتنزهات الطبيعية جاذبية وجمالا لتظل أطيافًا زاهية ورؤى باقية في ثنايا وطيات الذكريات. وتعتبر متنزهات السودة والسحاب والحبلة ودلغان والقرعاء إلى جانب متنزهات النماص وتنومة وأحد رفيدة والواديين وخميس مشيط وغابات بللحمر وبللسمر وقرية رجال ألمع - المعروفة بطرازها المعماري التراثي الممتد لأكثر من ثلاثة قرون - من أعرق وأشهر المتنزهات الصيفية في منطقة عسير إذ تشتهر برحابة فضاءاتها واتساع مساحاتها ونقاء هوائها وطيب نسيمها. وبطبيعة الحال قد لا تقتصر الإقامة في تلك المتنزهات على التخييم والاستمتاع برؤية المناظر الخلابة ومعالم الطبيعة الغناء وملء الرئتين من الهواء الطلق المنعش فحسب بل تتعداها إلى ممارسة الكثير من الأنشطة والهوايات الرياضية بين أرجائها وتخومها مثل التجوال ومشاهدة السحب البيضاء تجوب صفحة السماء، ثم التنقل بين مزارع الفاكهة الجبلية المتناثرة في ربوع عسير حيث يحرص الزائر والسائح على تذوُّق فواكهها المتعددة الأصناف المختلفة الأذواق إلى جانب امتطاء العربات المعلقة "التلفريك" في مدينة أبها وزيارة شارع الفن الذي يبهر الناظر عند رؤيته للنوافير الراقصة ويخطف الأبصار بأشجار "الجاكرندا" ذات الألوان المتقلبة بين البنفسجية والبرتقالية والحمراء. ولعلنا نجد الآن حرص الإرادة الملكية السامية المبنيَّة على مبادرة صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان -يحفظه الله- نحو إنشاء هيئة لتطوير منطقة عسير السياحية ذات الجمال الباهر والطبيعة الخلابة المتألقة، وما هذه المبادرة إلا تتويج لما اعتمدته المملكة في رؤيتها 2030 لتغطي كافة المجالات والقطاعات الحيوية من خلال خطط عمل وبرامج شاملة مبنية على محاور الرؤية الرئيسة الثلاثة وهي: (اقتصاد مزدهر، مجتمع حيوي، وطن طموح)، كما أن في هذا رفع مساهمة القطاع السياحي في الناتج المحلي إلى ما يزيد على 10 % بحلول 2030م، وهذا ما يؤكد خطى المملكة الحثيثة وسعيها الدؤوب لبناء اقتصاد أكثر تنوعاً وعطاءً واستدامة ورخاء.
*جامعة الملك سعود




http://www.alriyadh.com/1912367]إضغط (>[url) هنا لقراءة المزيد...[/url]