المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الوعـي المعرفـي



المراسل الإخباري
10-20-2021, 19:51
http://www.alriyadh.com/media/thumb/6a/d3/800_b2b00aac04.jpg هل شهدت مؤخراً حدثاً أو ظاهرة أثارا فضولك المعرفي فاستحثك هذا أن تبحث عن سبب نشوء الحدث أو الظاهرة؟ هل تعرضت لموقف شخصي أثار حفيظتك فاتخذت قراراً في اتجاه آخر وانحرفت عما أنت عليه الآن؟ هذه الاستجابة باختلاف ردود الأفعال إنما هي استجابة لعنصر الدهشة التي عرّفها أرسطو بقوله: "إنها عبارة عن شعور إنساني أول يتكون من الأحاسيس الغامضة أو حيرة تسيطر على العقل والتفكير قد تكون قصيرة أو طويلة المدة" ويتابع "أن ما يدفع الناس اليوم نحو أي بحوث فلسفية فهي الدهشة" فهو بذلك اعتبر أن الدهشة هي أم الفلسفة.
صنّف أرسطو الدهشة الفلسفية إلى دهشة طبيعية ودهشة اعتيادية فالأولى تحدث نتيجة الانبهار نحو أمر عادي وطبيعي أما الثانية تحدث مقابل التفاجؤ بأمر خارق أو غير مألوف.
التعرض للدهشة أمر حتمي في حياة الفرد وهذا لا يخص فئة عمرية معينة وإن كان الأطفال أكثر عرضة واستجابة لها نظير قلّة الخبرة الحياتية، كان هذا الاستنتاج نتيجة استماعي لبودكاست مقابسات المسجل على - موقع جمعية الفلسفة - حيث تشارك المتحدثون الحوار حول جوهر الدهشة ودورها في حياة الفيلسوف وأثرها على عطائه، كما تناولوا تأثير الدهشة على المجتمعات وتعامل كل مجتمع معها حسب خلفيته العملية والثقافية، فمنهم من يستجيب للدهشة والتي تدفعه لعملية بحثية علمية كحادثة - آينشتاين وسقوط التفاحة – ومنهم من لا يستجيب لعنصر الدهشة.
إثر سماعي لهذا البودكاست انهمرت الأسئلة في ذهني وبَدَأَت المقاربات والمقارنات تتشكّل عندي في صورة ذهنية، فما الذي قد يثير هذا العنصر عندي؟ لا بد أن المتغيرات والتطورات التي نعيشها صانعة للدهشة عند البعض، ومن هذه الزاوية انبثق السؤال الآخر حول الدهشة الطبيعية والدهشة الاعتيادية وتدخل العنصر البشري في إحداهما أو كليهما، فمن يقرأ رواية قد يتفاجأ بموقف صادم أو نهاية غير متوقعة وإن حدث فهذا يُعد عنصر نجاح للعمل الأدبي. بصورة عامة وباختلاف المجالات - صناعة الدهشة - محط اهتمام وعناية لتحقيق غاية ما.
أجد أن الدهشة عنصر حر غير خاضع لتصنيف لكنه يحتمل التحليل، وأرى أن هذا العنصر لم يوجد إلا للتوصل لاكتشاف أمر أو موضوع اتفقت المسبّبات الكونية على إظهاره للبشر، كما أعتقد أن رمزيتها تدل على حياة القلب والفكر فالاستجابة للدهشة لا تحدث عند من فقد شغفه للحياة وكأنها تجد طريقها للفرد المناسب وفي الوقت المناسب، وهنا أطرح للقارئ السؤال التالي: متى اختارتك الدهشة وماذا كانت النتيجة.




http://www.alriyadh.com/1913873]إضغط (>[url) هنا لقراءة المزيد...[/url]