المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : أهلاً بالعراق



المراسل الإخباري
10-22-2021, 15:14
http://www.alriyadh.com/theme2/imgs/404.png كان العراق ضيفا على الدورة الأخيرة، من المعرض الدولي للكتاب، الذي انعقد في الرياض قبل أيام؛ ولأنني لم أزر العراق في أي وقت وهو أمر فرضته الظروف، فقد كنت اعوض عدم معرفتي المباشرة بالعراق ومدنه وأنهاره وآثاره مشاهده وعمارته ومسرحه ومراسمه، بقراءات مكثفة عن المجتمع العراقي، والثقافة العراقية، فقرأت للكثير من المفكرين والنقاد العراقيين مبكرا، وكان من هؤلاء، علي جواد الطاهر وعلي الوردي وحنا بطاطو وعزيز السيد جاسم وهادي العلوي وزهير الجزائري، وقرأت اشعارا -ومازلت- لمحمد مهدي الجواهري وسعدي يوسف وعبدالوهاب البياتي وبدر شاكر السياب وعبدالعظيم فنجان ونازك الملائكة وبلند الحيدري وخالد الجبالي، وحتى "صاحب الريل وحمد" مظفر النواب، كثيرا ما قرأت له، وأطربت بشعره الشعبي، وتابعت وتتلمذت على عديد من كتاب القصة والرواية الكبار في العراق مثل، عبدالرحمن مجيد الربيعي وشاكر الانباري ولطيفة الدليمي وغائب طعمة فردان وعلي بدر وسنان أنطون وفؤاد التكرلي ومحمد خضير وعالية ممدوح وأحمد سعداوي وعارف الساعدي، وغير هؤلاء عديد من الدارسين في المجالات الفنية والنقدية والثقافية الشعبية والتراثية.
كانت الثقافة العراقية بالنسبة لي مصدر جذب؛ تشكل من تتلمذي الدراسي في المرحلتين المتوسطة والثانوية على عديد من المدرسين العراقيين، عندما تعاقدت وزارة المعارف مع مدرسين من العراق، لهذه المراحل في كافة التخصصات أوائل الستينيات الميلادية، فكان منهم مدرسون للتربية الفنية والبدنية واللغة العربية والعلوم والرياضيات؛ وكنا في تلك السنوات على علاقة طيبة بنيت على الاحترام والتقدير مع مدرسينا، حتى ان عديدا من هؤلاء المدرسين كانوا لا يجدون غضاضة، عندما يقصدهم تلاميذ في منازلهم، لشرح درس أو مسألة، أشكلت عليهم في المدرسة، قبل ان تدارك من جاء بعدنا لوثة الدروس الخصوصية، التي أصبحت تعقد سرا وعلانية، في منازل المدرسين والطلاب، بعيدا عن نظر المدرسة.
وبعد هذه المرحلة تقلب أمر العراق، فدخل في حروب ونزاعات، أثرت على راحة ومعاش وحرية المواطن العراقي؛ فزادت وتيرة التهجير والهجرة الى مشارق الأرض ومغاربها؛ لكن المواطن العراقي ظل كما هو مقبلا على العمل والابتكار، مضيافا لا يضيق بضيف أو مهاجر على ارضه، وهي خصيصة قديمة تميز بها اهل العراق انعكست ثراء وخصوبة، في كافة فنون القول والنظر والسماع.
ومنذ سنوات بدأ العراق مرحلة جديدة من حياته، بعد خيبات حزبية وعقائدية وسياسية، عانت منها الأرض وسكانها. وقد رأينا ملامح من هذه العافية في المشاركة الثقافية المميزة بمعرض الرياض، الذي كان فيه ضيف الشرف، فرأينا الأقلام، والمربد، والتراث الشعبي، والمورد؛ ورأينا الاحتفال برموز علمية وثقافية وأدبية عراقية، من خلال إصدارات وندوات عن حياتهم ومؤلفاتهم؛ وجلسنا الى كتاب وأدباء، قرأنا وأعجبنا وتأثرنا بما قرأنا وسمعنا لهم؛ نحن في هذه الأرض الطيبة، أولى بالعراق جارا وشقيقا، ربطتنا به منذ القدم أواصر مختلفة؛ عصفت بها السياسة في غفلة منا؛ أهلا بالعراق.




http://www.alriyadh.com/1914264]إضغط (>[url) هنا لقراءة المزيد...[/url]