المراسل الإخباري
10-23-2021, 03:24
http://www.alriyadh.com/theme2/imgs/404.png لن تفهم أبداً لماذا تأخذك كلمات الكاتبة العراقية فاطمة المحسن وهي تروي جزءاً من مذكراتها وسيرتها الذاتية إلى أعماقك الهشّة، فأنت بين عوالمها تعثر بسرعة على شبيهك، تجد قسوة مجتمعك، ومنافيك، وتقف مشدوهاً أمام معطياتكما المشتركة، عن ثمار التعليم المُعمّم في بلدك، وخروجك إلى نور المعرفة مثل بومة تخيف محيطك، فتحتار بين العودة إلى عتمة الكهف أو الموت رجماً بحجارة المتطيّرين منك، أو الهروب بعيداً من أجل الحفاظ على حياتك وعلى شعلة العلم التي حظيت بها في غفلة ممن كانوا يعتقدون أن العلم مجرّد عملية لفكّ الخطّ.
"الرحلة الناقصة" مزيج من المذكرات والسيرة الذاتية التي تُقرأ بمتعة كبيرة، فأسلوب فاطمة المحسن السّلس الشاعري الواثق، وقدرتها الفائقة على السرد يأسراننا بغضّ النظر عن المضمون. كتاب روت فيه أجزاء متفرّقة من حياتها وختمته بفصل عن شريك حياتها عالم الاجتماع العراقي فالح عبد الجبار عنونته بـ"أوراق ومدونات الرحلة الناقصة" وقد أهدته إليه، ووضعت في الأخير ملحقاً لصورها في مختلف أطوار عمرها.
نتعرف على امرأة لم تعرف استقرار المكان إلا حين بلغت لندن، تروي لنا عن المدن والمنافي التي عاشت فيها وهي ليست قليلة، فنجد بيروت السبعينات والحرية التي كانت تتمتع بها واصفة إياها وصفاً ينطبق عليها إلى يومنا هذا، مدينة تشبه "غزل البنات"، ودمشق وهي المدينة التي أحبتها ولكنها لم تكن مناسبة لأفق طموحاتها وطاقاتها العلمية، وإيران وجهة الهروب الأولى من العراق مع ابنتها الصغيرة نهار آنذاك، ثم بودابست عاصمة هنغاريا بجمالها الساحر حيث مكثت خمس سنوات حصلت فيها على الدكتوراه. ثم نبلغ لندن التي عاشت فيها طويلاً ولا تزال. دون أن ننسى مسقط رأسها الناصرية حضن الطفولة، وبغداد على مرحلتين، تلك التي شهدت نضجها الثقافي والسياسي، وسجنها وتعذيبها، ثم بغداد بعد غربة امتدت ثلاثين سنة. قصص وحكايات عن جيل الستينات العراقي بأحلامه وخيباته فقد كتبت عن معظم الفاعلين فيه من صحفيين وشعراء ومناضلين حزبيين.
تحدّثت عن الجانب العائلي المقلق في حياتها، وعن كل مراحل حياتها. ثم عن مرضها وإصابتها بالسرطان ورحلة العلاج الكيماوي في لندن. وهنا تذكر موقف جريدة "الرياض" الإنساني الرّاقي معها، ليس لأن مساهمتها في قسمها الثقافي تمّت دون وسائط المعارف والأصدقاء كما كل الجرائد العربية، بل لأن رئيس تحريرها أصرّ ألا تغادرها بعد إصابتها بمرض السرطان، وظلت شبه محرجة رافضة أن ترى راتبها مستمراً في حسابها، إلا أنه شرح لها أن الإجراء لا يشملها وحدها فهو وضع قانوني لكل من يصيبه مرض.
الكتاب مجموع محطّات مؤثّرة كثيرة عن حياة امرأة مثقفة ومكافحة ومغامرة وشهادة ثمينة عن عالم الاجتماع الكبير فالح عبد الجبار الزوج والحبيب ورفيق النضال والمفكر والأستاذ الجامعي والمحاور الفذ.
http://www.alriyadh.com/1914404]إضغط (>[url) هنا لقراءة المزيد...[/url]
"الرحلة الناقصة" مزيج من المذكرات والسيرة الذاتية التي تُقرأ بمتعة كبيرة، فأسلوب فاطمة المحسن السّلس الشاعري الواثق، وقدرتها الفائقة على السرد يأسراننا بغضّ النظر عن المضمون. كتاب روت فيه أجزاء متفرّقة من حياتها وختمته بفصل عن شريك حياتها عالم الاجتماع العراقي فالح عبد الجبار عنونته بـ"أوراق ومدونات الرحلة الناقصة" وقد أهدته إليه، ووضعت في الأخير ملحقاً لصورها في مختلف أطوار عمرها.
نتعرف على امرأة لم تعرف استقرار المكان إلا حين بلغت لندن، تروي لنا عن المدن والمنافي التي عاشت فيها وهي ليست قليلة، فنجد بيروت السبعينات والحرية التي كانت تتمتع بها واصفة إياها وصفاً ينطبق عليها إلى يومنا هذا، مدينة تشبه "غزل البنات"، ودمشق وهي المدينة التي أحبتها ولكنها لم تكن مناسبة لأفق طموحاتها وطاقاتها العلمية، وإيران وجهة الهروب الأولى من العراق مع ابنتها الصغيرة نهار آنذاك، ثم بودابست عاصمة هنغاريا بجمالها الساحر حيث مكثت خمس سنوات حصلت فيها على الدكتوراه. ثم نبلغ لندن التي عاشت فيها طويلاً ولا تزال. دون أن ننسى مسقط رأسها الناصرية حضن الطفولة، وبغداد على مرحلتين، تلك التي شهدت نضجها الثقافي والسياسي، وسجنها وتعذيبها، ثم بغداد بعد غربة امتدت ثلاثين سنة. قصص وحكايات عن جيل الستينات العراقي بأحلامه وخيباته فقد كتبت عن معظم الفاعلين فيه من صحفيين وشعراء ومناضلين حزبيين.
تحدّثت عن الجانب العائلي المقلق في حياتها، وعن كل مراحل حياتها. ثم عن مرضها وإصابتها بالسرطان ورحلة العلاج الكيماوي في لندن. وهنا تذكر موقف جريدة "الرياض" الإنساني الرّاقي معها، ليس لأن مساهمتها في قسمها الثقافي تمّت دون وسائط المعارف والأصدقاء كما كل الجرائد العربية، بل لأن رئيس تحريرها أصرّ ألا تغادرها بعد إصابتها بمرض السرطان، وظلت شبه محرجة رافضة أن ترى راتبها مستمراً في حسابها، إلا أنه شرح لها أن الإجراء لا يشملها وحدها فهو وضع قانوني لكل من يصيبه مرض.
الكتاب مجموع محطّات مؤثّرة كثيرة عن حياة امرأة مثقفة ومكافحة ومغامرة وشهادة ثمينة عن عالم الاجتماع الكبير فالح عبد الجبار الزوج والحبيب ورفيق النضال والمفكر والأستاذ الجامعي والمحاور الفذ.
http://www.alriyadh.com/1914404]إضغط (>[url) هنا لقراءة المزيد...[/url]