المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : سَعْد الأدب في ينبع



المراسل الإخباري
10-23-2021, 03:24
http://www.alriyadh.com/theme2/imgs/404.png ترك على صفحته الأولى إهداءه.. إلى رفيق الرحلة، ثم تركني أقلب ذاكرتي وأعود لأكثر من ثلاثة عقود سابقة، كنا نبحث فيها عن مكانٍ لقصائدنا في سبات مدينة تحتضن البحر وتنام أول الليل، غادرتها قبل عقدين من الزمان وتركته يجمع شتات تاريخها، وحين اكتمل مبحثًا أصرّ بكرمه أن يجعلني رفيقاً لرحلته في عبارة إهدائه.. هكذا جاء الدكتور سعد سعيد الرفاعي ليجمع أخيراً قرنًا من الأدب الينبعي في كتاب، وسمه بـ»الأدب في ينبع في العهد السعودي»، حيث يصرّ من خلاله على أن يسبر تاريخ هذه المدينة المأهولة بالجمال في ملامحها الجغرافية، والموروثاتية، لكنّ أدبها ظل في منطقة الظل قبل أن تشرق عليه شمسه الوافرة.. ليس إلا أبياتاً تتذاكرها الرحلات، وحكايات لحجاج عبروها ليتذكروها في إشارات خجولة أحياناً.. كل هذا القليل تناثر بين المخطوطات والرسائل، وظلّ غائباً عن وجهها الحضاري الجميل، قبل أن يخرج لنا الدكتور سعد في مبحثه هذا متكئاً فيه على سنة الفنون التي تحمل الأعلام، لا الأعلام الذين يدّعون الفن، فقدّم بالتالي أدبها ناضجًا مكتملًا مستوفياً شروط التوثيق والمرجعية التاريخية، فكان بالتالي «سعْد» ينبع أخيرًا حين تتذاكرها حكايات الجمال في وطننا الثري بحضارة متنوّعة بتنوع مناطقه وإبداع ساكنيها، ولعله وهو الشاعر المنتظم في حضوره وإصداراته منذ مجموعته الشعرية الأولى في تسعينات القرن الماضي «نزيف الجرح» حتى مجموعته «صلوات» في 2019م، والباحث التربوي المدهش عبر عدة دراسات وإصدارات متعددة، هذا غير تجريبه في المنثور عبر القصة القصيرة جداً في مجموعته القصصية «كلم» إضافة للقراءات والمقالات التي ظل ينتظم في نشرها عبر عدد من الصحف والدوريات، فضلاً عن حضوره المستمر على منابر الأمسيات الشعرية والنقدية، أقول وعلى الرغم من كل هذا الانشغال بتجربته العريضة، إنما أراد باختياره لأدب ينبع كمبحث لرسالة الدكتوراه أن يتوّج رحلته وفاءً لينبع الجغرافيا التي ضاقت أو تكاد برؤى جيله لكنها لم تثنه -ربما وحده- عن عزمه في إشاعة أدبها، وترك مرجعية موثقة لأجيالها القادمة، فينبع اليوم تحمل في ظلالها أسماء واعدة على مستوى الفنون كافة، الشعر والرواية والفن التشكيلي، وبوجود أمثال الصديق «سعد» لاشك أن شمسها ستشرق دائماً بوفرة لتخرج لنا بقرن جديدٍ يستند على ماضيه ثقة، ويحمل في قسماته ملامح اليوم والعصر الجديد لينبع التاريخ، والحقيقة أن المبحث غاية في الأهمية من حيث قراءته والاستضاءة بمحتواه، لكن المساحة لا تتسع لكل هذا، ولعل لي عودة إليه في قراءة مستفيضة تليق به.




http://www.alriyadh.com/1914394]إضغط (>[url) هنا لقراءة المزيد...[/url]