المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : قِصَّةٌ بينَ جَبَلين



المراسل الإخباري
10-23-2021, 03:24
http://www.alriyadh.com/theme2/imgs/404.png مرت القصة في المملكة العربية السعودية بأطوارٍ مختلفة، وكان أثر الكتّاب الحائليين بيّناً في توطيد أركان القصة السعودية في مختلف أشكالها، وتفرعاتها، فجار الله الحميد مثلاً، يعد نقطة ارتكاز مهمة في تشكيل الإبداع القصصي السعودي؛ إذ يمثّل المرحلة المعاصرة لتطور القصة السعودية، وهي المرحلة التي يمكن وصفها بمرحلة الجيل الذهبي، وفتح (الحميد) الباب لأسماء حائلية أخرى، كعاشق الهذال، وجبير المليحان، وصالح الأشقر، وعبدالحفيظ الشمري، وسعود الجراد، وناصر العديلي، وعلي الحبردي، وجار الله العميم، ومنيرة الأزيمع، وفارس الهمزاني، وسعود السويداء، وشيمة الشمري، وخالد البليهد، وعبدالسلام الحميد، وتركية الأشقر، وغيرهم.
وتجدر الإشارة إلى أن كثيراً من هذه الأسماء وُلدت في حائل، أو نشأت، وترعرعت بين جبليها، وبعضها الآخر ارتبط بحائل ارتباطاً وثيقاً، كالسكن، أو العمل، أو نحو ذلك، على أن هناك أسماء حائلية ربما غابت عن (أنطولوجيات) القصة، أو أدلة الإبداع القصصي في المملكة، ولكن لم يغفلها قاموس الأدب والأدباء في المملكة العربية السعودية، كعبدالرحمن الشاعر مثلاً، وهناك أسماء أخرى أصدرت مجموعات قصصية، وورد ذكرها في بعض الكشافات الأخرى، كصالح العديلي، ورشيد الصقري، وعبدالله الزماي، وغيرهم.
أما القصة القصيرة جداً، فتعد د. شيمة الشمري من أهم أعلامها في المملكة العربية السعودية عموماً، وفي حائل بشكل خاص؛ وهي بذلك من الذين أسهموا بحضور إبداعي مميز في هذا الحقل القصصي، سواء من خلال الإصدارات (ست مجموعات حتى تاريخه)، أو من خلال تقديم الأمسيات، وإلقاء المحاضرات، والمشاركة في الملتقيات، والندوات، والمؤتمرات ذات الصلة بالإبداع القصصي.
ثم أتت وجوه جديدة أسهمت في تقوية حضور ذلك الإبداع القصصي في حائل، سواء أكانت على مستوى القصة القصيرة جداً، أم على مستوى القصة القصيرة، أم على مستوى النصوص الحكائية العامة ذات الدلالة القصصية، ولعلنا نذكر من أمثال هؤلاء: عبد العزيز النخيلان، وحنان مسلم، وبدرية الشمري، ورزان البكر، وغيرهم.
كما توجد بعض النصوص القصصية الأخرى المبثوثة في ثنايا كتب متفرقة، كما في كتاب (سنابل جبلية) الذي أصدره نادي حائل الأدبي عام (2010م)، ويحفل هذا الكتاب بقائمة من الأسماء الحائلية ذات الإبداع القصصي المتنوع، وفيه من النصوص القصصية ما يجمع بين مراحل البدايات، والجودة، والتميز، وهو فرصة سانحة لمن أراد أن يدرس شرائح متعددة من القصة السعودية في إطار واحد؛ حيث تضم هذه المجموعة بين دفتيها خمساً وعشرين قصة لكتّاب، وكاتبات من حائل، وهي نصوص مهمة تكشف عن بعض وجوه الإبداع القصصي الحائلي، وبخاصة ذات الأقلام الواعدة، أو البدايات الأولى.
لقد أضحت القصة في منطقة حائل ولاّدة للمبدعين، حتى أصبحت ركناً مهماً في الأدب القصصي السعودي، يأوي إليه كل من رام بحثاً في هذا المجال، ولئن كانت (جازان) في جنوبنا الأشم ملهمة لشعرائها المميزين، فلقد باتت (حائل) في شمالنا البهي ملهمةً لسارديها المتألقين، وبين الشمال والجنوب، والشرق والغرب، وفي كل شبرٍ من مملكتنا العزيزة نجد مبدعين يلهمهم المكان في صنع أدبٍ راقٍ يسمو إلى التفرّد والتميز؛ ليجعل مكانة الأدب السعودي أكثر قوة، ورسوخاً، وتنوعاً، وثراءً.




http://www.alriyadh.com/1914398]إضغط (>[url) هنا لقراءة المزيد...[/url]