تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : رحلة غبية إلى موسكو



المراسل الإخباري
10-27-2021, 04:55
http://www.alriyadh.com/theme2/imgs/404.png كل الناس يحصل لهم مواقف محرجة، لكن ماذا لو حصل لدولة كاملة بجيشها وطائراتها ومخابراتها؟
عام 1987م كان الألماني "ماتياس راست" شاباً في التاسعة عشرة من عمره اتخذ قراراً غريباً، أن يطير إلى موسكو عاصمة الإمبراطورية الشيوعية السوفيتية. بدلاً من أن يستقل طائرة استأجر طائرة صغيرة ذات محرك واحد ونوى أن يطير هناك من ألمانيا الغربية بلا إذن من الاتحاد السوفيتي. مهمة انتحارية! في صباح 28 مايو تلك السنة حط في فنلندا وأعاد تعبئة وقوده وأنبأ برج المراقبة الجوية هناك أنه عازم على التوجه غرباً إلى ستوكهولم، لكنه اتجه شرقاً. حاول العاملون في البرج الاتصال معه لتنبيهه ولكنه أغلق المرسال، وكان هذا آخر تواصل لهم معه.
لما ظهر على الرادار الروسي أرسلوه له: "عدو أم صديق؟" ولما تجاهل إشارتهم جعلت فرق من مشغلي صواريخ أرض-جو تتابعه واستأذنوا القيادة في إسقاطه ولكن لم يأتهم الإذن، أرسلوا طائرة للتحقق ولما وصلت أرسل قائدها لرؤسائه أن هناك طائرة بيضاء صغيرة واستأذنهم أن يفجرها ولكن لم يأته الأمر، واجتمعت عدة مصادفات لصالحه، فأولها أن الطائرة التي لاحقته لم تلتزم بملاحقته بدقة وفقدته في نفس الوقت الذي اختفى فيه من الرادار الأرضي. مصادفة ثانية أنه أثناء طيرانه وصل مدينة اسمها "تورجوك" ولما برز على الرادار صادف أن اليوم الماضي شهد سقوط طائرة روسية بالخطأ، لذلك كانت الرادارات تحفل بطائرات الإنقاذ فظنوا أنه منها! مصادفة ثالثة أنه لما تعدى تورجوك وظهر على رادارات أخرى ظنوه مجرد طيار مبتدئ ضل طريقه فلم يعيروا له بالاً.
وصل إلى موسكو الساعة السابعة ليلاً وكان قد قرر الهبوط في الكرملين (مركز روسيا القديم ويحوي سكن الرئيس) لكنه خاف أن تقبض عليه المخابرات الروسية وتقتله وتنفي القصة كلها خاصة وأن الكرملين محاط بالأسوار، فغير رأيه إلى الساحة الحمراء، وهو ميدان يقارب الكرملين، ولكنه لم يستطع لازدحامه، فهبط على جسر قريب، ونصل للمصادفة الرابعة وهي أن ذاك الجسر مليء بالأسلاك ولا يمكن لطائرة النزول عليه إلا أنه تحت الصيانة وأزيلت الأسلاك لذلك اليوم فقط. أين الحراس؟ هذه المصادفة الخامسة فذلك اليوم صادف عيداً سنوياً لحرس الحدود لذلك كانوا في إجازة! استقر على الجسر ونزل من طائرته والتف حوله العامة المدهوشون وسلم عليه بعضهم، ولم يلبث طويلاً حتى أتت الشرطة وقبضت عليه، وحكمت عليه المحكمة بالسجن 4 سنوات لانتهاكه الحدود السوفيتية، ولحسن حظه أتت فترة تحسنت فيها العلاقات بين الغرب والشيوعيين وأُطلق سراحه كإشارة لحسن النية، فخرج وقد لبث في السجن سنة وشهرين.
فضحت القصة الاتحاد السوفيتي وفقدت العسكرية الروسية مهابتها أمام العالم، وقام غورباتشوف بفصل وزير الدفاع ووزير الطيران وفقد أكثر من 2000 ضابط ومسؤول مناصبهم، ولم يتعاف الاتحاد السوفيتي من هذه الفضيحة إلى أن تفكك عام 1991م.




http://www.alriyadh.com/1915168]إضغط (>[url) هنا لقراءة المزيد...[/url]