المراسل الإخباري
11-04-2021, 15:55
http://www.alriyadh.com/theme2/imgs/404.png
قد يُعمي الحقد وسوء الطوية أعين الأشرار فلا يُفكرون في المآلات الخطيرة لخرق القواعد، وهذا إذا حصل من ذي تمييزٍ فلا بد أن وراءه مكنون عداوة لم تُمْكِن السيطرة عليه فجاء على فلتات الألسنة، ولا شك أن لتطاول قرداحي عواقب هو الذي جناها، ولو كان عاقلاً لم يفعل، فهل رضي لنفسه وظيفة (براقش)؟
علاقة الناس محكومة بضوابط متنوعة لا يسع العاقلَ التنكُّرُ لها، ومن تنكَّر لها فإنما يتنكر للمنطق والحكمة، ومحدودة بحدود لا يسوغ تجازوها، ولو تعامل الناس بدون تلك الضوابط والحدود فقال من شاء ما شاء، وصنع من أراد ما أراد لاستطار الشر وعظم الخطب، وتسلطت أراذل الناس على عِلْيَتِهِمْ؛ لأن شرار الناس لا يُلجمهم عن إيصال شرورهم إلى غيرهم إلا وضع الحواجز في وجوههم، وإدراكهم أن القول والفعل يجران وراءهما كذا وكذا من التبعات، فيُحجمون خوفاً منها لا نُبلاً ولا إبقاءً على أحد، ولي مع التنكُّر لقواعد التعامل وقفات:
أولاً: يقبح بالمرء أن يتجرّد عن أدبيات التعاطي مع غيره، ولو لم يكن بينهما من العلاقة إلا مجرد الترائي على الطريق، وقد أكد النبي صلى الله عليه وسلم ذلك، فنبّه على أن المسلم مأمور بكفِّ الأذى عن المارة في الطريق، وهكذا تجب مراعاة الناس بغضِّ النظر عن جميع الاعتبارات، ومن تمرّد على هذه القاعدة فتطاول على المارةِ عُدَّ سفيهاً مخبولاً مُنحط التربية، وإذا لم يَسُغْ للإنسان التجرّد من قواعد معاملة الجميع، فلا شك في قبح تنكُّره لقواعد معاملة من أغدق عليه الإحسان، وانتشله من وِهادِ المجهولية إلى قُنَنِ الشهرة والأهمية، والناس الأوفياء لا يكادون يتجاهلون مجرّد صنيعٍ صغيرٍ خفي على الناس وقعه، ولم يعلم به إلا من خرج من يده ومن استفاد منه، فبأيِّ شيءٍ نَصِفُ من تنكّر لصنائع جمَّةٍ طارت شهرتها في الآفاق؟ لن نجد وصفاً نَصِفُهُ به إلا اللؤم الذي لا نظير له، والوقاحة التي لا تضاهى.
ثانياً: كفر النعم مفاجأة لا تُتَحَمَّل، وقد صدق الشاعر إذْ قال:
نُبّئْتُ عَمْراً غيرَ شاكِرِ نِعْمَتي ... والكُفرُ مَخْبَثَةٌ لِنَفْسِ الـمُنْعِمِ
وقد تكرّر التطاول على المملكة السعودية ممن دعمتهم بكُلِّ ما تعنيه الكلمة من الدعم، وقد شهد العالم ذلك الدعم، ومهما تنطّع جاحدٌ فلن يُمكنه التشكيك فيه، ولم يقع ذلك التطاول المقيت وراء أبواب موصدة، وبكلمةٍ هامسة في مجالس خاصة لا يُمكن أن ينقلها إلا سامعها، بل حصل على الهواء على مرأى ومسمع الناس حول العالم، وآخر حلقات هذا التنكُّر ما حصل من جورج قرداحي الذي أقدم على لمز سياسات المملكة والتشكيك في ذلك، ولو ملك مثقال ذرة من نبض ضمير الكرامة لأدرك أن تشغيبه على المملكة السعودية لا يُمكن تبريره، فهل كانت ذاكرة قرداحي الإنسانية (إن خُلقت له أصلاً) غربالاً واسع الثقوب لا يعلق به شيء البتة؟ لعله كذلك وأسوأ، فلا نجد تفسيراً لهرطقته غير ذلك، وعلى كل حال فقد جَرَّبَ أن الشعب السعودي لا يُمكن أن يسكت له ولا لغيره على الإهانة، وقد ذاق الصفعات التي يُوجهها هذا الشعب الأبيّ إلى المتطاول على المملكة السعودية ورموزها وقيادتها.
ثالثاً: من السذاجة أن يُفكّر قرداحي في أن أحداً يأبه بتقمصه ثوب الإنسانية ودعواه حب الخير للناس في الوقت التي يكيل فيه المدح للمجرم نصر اللات أحد أفسد سماسرة الفتن في هذا العصر، فهل جهل قرداحي ما زخر به السجل التاريخي لذلك المجرم وحزبه من ترويعِ وتقتيلِ الشعوب، وفي مقدمة من اكتوى بناره الحقيقية الشعب اللبناني الذي لم يكتف ذلك الحزب بما أذاقه من القتل، بل نهج من السياسات الخطيرة، والتحزبات المقيتة ما سبَّبَ على الدولة اللبنانية وشعبها من الويلات والمتاعب ما لا يخفى على أحد، ولا أدري ما الذي أعمى قرداحي عنها؟ لكن لا أستبعد من لؤمه أن يكون ممن يطرب لآهاتِ وأنين شعبه، فالنفس الخبيثة لا تتردد في ممارسة خبثها على الأقربين، وعلى كل حال فنحن نتحدّى قرداحي أن يُعالج مشكلات شعبه، فإن كانت له استشارات ناجعة في حلِّ القضايا فكيف لم يبذلها للبنان بادئ ذي بدء؟ إن ضنَّ بها على شعبه فما ألأمه! وأياً كان الواقع فنحن في غنى تامٍّ عن بنات فكره الصائبة بلْه الخاطئة.
رابعاً: قد يُعمي الحقد وسوء الطوية أعين الأشرار فلا يُفكرون في المآلات الخطيرة لخرق القواعد، وهذا إذا حصل من ذي تمييزٍ فلا بد أن وراءه مكنون عداوة لم تُمْكِن السيطرة عليه فجاء على فلتات الألسنة، ولا شك أن لتطاول قرداحي عواقب هو الذي جناها، ولو كان عاقلاً لم يفعل، فهل رضي لنفسه وظيفة (براقش)؟ وبراقش كلبةٌ نَبَحَتْ فَدَلَّتِ الجيش على أهلها فنكبوهم، فَضُرِبَ بها المثل، وأقولُ من القريحة:
المرءُ مُنجذِبٌ إلى أشكالِهِ ... ولذا اقتدى ببراقشٍ قِرداحي
هي كلبةٌ نَبَحَتْ فَهُوجِمَ أهلُها ... وهو الـمُورِّطُ أهلَهُ بنُباحِ
http://www.alriyadh.com/1916641]إضغط (>[url) هنا لقراءة المزيد...[/url]
قد يُعمي الحقد وسوء الطوية أعين الأشرار فلا يُفكرون في المآلات الخطيرة لخرق القواعد، وهذا إذا حصل من ذي تمييزٍ فلا بد أن وراءه مكنون عداوة لم تُمْكِن السيطرة عليه فجاء على فلتات الألسنة، ولا شك أن لتطاول قرداحي عواقب هو الذي جناها، ولو كان عاقلاً لم يفعل، فهل رضي لنفسه وظيفة (براقش)؟
علاقة الناس محكومة بضوابط متنوعة لا يسع العاقلَ التنكُّرُ لها، ومن تنكَّر لها فإنما يتنكر للمنطق والحكمة، ومحدودة بحدود لا يسوغ تجازوها، ولو تعامل الناس بدون تلك الضوابط والحدود فقال من شاء ما شاء، وصنع من أراد ما أراد لاستطار الشر وعظم الخطب، وتسلطت أراذل الناس على عِلْيَتِهِمْ؛ لأن شرار الناس لا يُلجمهم عن إيصال شرورهم إلى غيرهم إلا وضع الحواجز في وجوههم، وإدراكهم أن القول والفعل يجران وراءهما كذا وكذا من التبعات، فيُحجمون خوفاً منها لا نُبلاً ولا إبقاءً على أحد، ولي مع التنكُّر لقواعد التعامل وقفات:
أولاً: يقبح بالمرء أن يتجرّد عن أدبيات التعاطي مع غيره، ولو لم يكن بينهما من العلاقة إلا مجرد الترائي على الطريق، وقد أكد النبي صلى الله عليه وسلم ذلك، فنبّه على أن المسلم مأمور بكفِّ الأذى عن المارة في الطريق، وهكذا تجب مراعاة الناس بغضِّ النظر عن جميع الاعتبارات، ومن تمرّد على هذه القاعدة فتطاول على المارةِ عُدَّ سفيهاً مخبولاً مُنحط التربية، وإذا لم يَسُغْ للإنسان التجرّد من قواعد معاملة الجميع، فلا شك في قبح تنكُّره لقواعد معاملة من أغدق عليه الإحسان، وانتشله من وِهادِ المجهولية إلى قُنَنِ الشهرة والأهمية، والناس الأوفياء لا يكادون يتجاهلون مجرّد صنيعٍ صغيرٍ خفي على الناس وقعه، ولم يعلم به إلا من خرج من يده ومن استفاد منه، فبأيِّ شيءٍ نَصِفُ من تنكّر لصنائع جمَّةٍ طارت شهرتها في الآفاق؟ لن نجد وصفاً نَصِفُهُ به إلا اللؤم الذي لا نظير له، والوقاحة التي لا تضاهى.
ثانياً: كفر النعم مفاجأة لا تُتَحَمَّل، وقد صدق الشاعر إذْ قال:
نُبّئْتُ عَمْراً غيرَ شاكِرِ نِعْمَتي ... والكُفرُ مَخْبَثَةٌ لِنَفْسِ الـمُنْعِمِ
وقد تكرّر التطاول على المملكة السعودية ممن دعمتهم بكُلِّ ما تعنيه الكلمة من الدعم، وقد شهد العالم ذلك الدعم، ومهما تنطّع جاحدٌ فلن يُمكنه التشكيك فيه، ولم يقع ذلك التطاول المقيت وراء أبواب موصدة، وبكلمةٍ هامسة في مجالس خاصة لا يُمكن أن ينقلها إلا سامعها، بل حصل على الهواء على مرأى ومسمع الناس حول العالم، وآخر حلقات هذا التنكُّر ما حصل من جورج قرداحي الذي أقدم على لمز سياسات المملكة والتشكيك في ذلك، ولو ملك مثقال ذرة من نبض ضمير الكرامة لأدرك أن تشغيبه على المملكة السعودية لا يُمكن تبريره، فهل كانت ذاكرة قرداحي الإنسانية (إن خُلقت له أصلاً) غربالاً واسع الثقوب لا يعلق به شيء البتة؟ لعله كذلك وأسوأ، فلا نجد تفسيراً لهرطقته غير ذلك، وعلى كل حال فقد جَرَّبَ أن الشعب السعودي لا يُمكن أن يسكت له ولا لغيره على الإهانة، وقد ذاق الصفعات التي يُوجهها هذا الشعب الأبيّ إلى المتطاول على المملكة السعودية ورموزها وقيادتها.
ثالثاً: من السذاجة أن يُفكّر قرداحي في أن أحداً يأبه بتقمصه ثوب الإنسانية ودعواه حب الخير للناس في الوقت التي يكيل فيه المدح للمجرم نصر اللات أحد أفسد سماسرة الفتن في هذا العصر، فهل جهل قرداحي ما زخر به السجل التاريخي لذلك المجرم وحزبه من ترويعِ وتقتيلِ الشعوب، وفي مقدمة من اكتوى بناره الحقيقية الشعب اللبناني الذي لم يكتف ذلك الحزب بما أذاقه من القتل، بل نهج من السياسات الخطيرة، والتحزبات المقيتة ما سبَّبَ على الدولة اللبنانية وشعبها من الويلات والمتاعب ما لا يخفى على أحد، ولا أدري ما الذي أعمى قرداحي عنها؟ لكن لا أستبعد من لؤمه أن يكون ممن يطرب لآهاتِ وأنين شعبه، فالنفس الخبيثة لا تتردد في ممارسة خبثها على الأقربين، وعلى كل حال فنحن نتحدّى قرداحي أن يُعالج مشكلات شعبه، فإن كانت له استشارات ناجعة في حلِّ القضايا فكيف لم يبذلها للبنان بادئ ذي بدء؟ إن ضنَّ بها على شعبه فما ألأمه! وأياً كان الواقع فنحن في غنى تامٍّ عن بنات فكره الصائبة بلْه الخاطئة.
رابعاً: قد يُعمي الحقد وسوء الطوية أعين الأشرار فلا يُفكرون في المآلات الخطيرة لخرق القواعد، وهذا إذا حصل من ذي تمييزٍ فلا بد أن وراءه مكنون عداوة لم تُمْكِن السيطرة عليه فجاء على فلتات الألسنة، ولا شك أن لتطاول قرداحي عواقب هو الذي جناها، ولو كان عاقلاً لم يفعل، فهل رضي لنفسه وظيفة (براقش)؟ وبراقش كلبةٌ نَبَحَتْ فَدَلَّتِ الجيش على أهلها فنكبوهم، فَضُرِبَ بها المثل، وأقولُ من القريحة:
المرءُ مُنجذِبٌ إلى أشكالِهِ ... ولذا اقتدى ببراقشٍ قِرداحي
هي كلبةٌ نَبَحَتْ فَهُوجِمَ أهلُها ... وهو الـمُورِّطُ أهلَهُ بنُباحِ
http://www.alriyadh.com/1916641]إضغط (>[url) هنا لقراءة المزيد...[/url]