المراسل الإخباري
11-04-2021, 15:55
http://www.alriyadh.com/theme2/imgs/404.png حضرت قبل يومين أول عرض موسيقي لأوركسترا فانكوفر السيمفوني بعد الإغلاق الإجباري الذي عم العالم العام الماضي. استقبلت القاعة التاريخية الزائرين المتعطشين لسماع الفرقة الضخمة تعزف موسيقى حية حرموا منها طوال الفترة الماضية. كانت الليلة مخصصة لعزف مقطوعات من أمريكا اللاتينية. والموسيقى أيا كان نوعها ومصدرها فهي تحمل هذه العصا السحرية التي تجعلك تشعر بالفرح والشجن وتثير فيك الذكريات التي اختزنها عقلك وقلبك وتحمل دمعة حائرة إلى عينيك، إبكِ، تقول لك الموسيقى، حرر نبضك وارحل بعيداً إلى داخلك. قشر ألمك عن روحك وألق به إلى الذكرى التي لا تجرح ولكن تهون.
حملت النغمات الهادئة أول ذكرى وأنا طفلة في الثالثة ربما، يحملني أبي بين ذراعيه والمطر ينهمر غزيراً، وبعد المطر نخرج إلى الشارع نفرح برائحة الأرض بعد المطر. حملت لي الموسيقى ذكرى بنات الثانوية السادسة وهن يتحلقن حولي يرسمون موديل المريول الذي خاطته أمي وأنا أتبختر أمامهن وأقول بابتسامة أمي فنانة.
النغمات الصاخبة ذكرتني بأول خفقة خفقها قلبي وأنا في الرابعة عشرة من عمري حين رأيت ابن عمي البعيد لأول مرة في حياتي. الاختبار النهائي في السنة النهائية في الطب وأنا أقف قبالة البروف عبدالله باسلامة وأجيب بتمكن وأعرف أنني سأنجح بعد إخفاق المرة السابقة.
النغمات الحزينة وأنا طفلة أنام محمومة وأمي تحمل قميص أبي المسافر تغطيني به كي أشم رائحته وترجع لي عافيتي.
والذاكرة تحملني إلى حيث نسمع خبر رحيل طلال مداح ونحن نجوب الطرقات في السيارة صامتين، فقدنا الكلام.
النغمات الشقية وأنا في الأول ثانوي أجرب أن أحادث شاباً في التلفون لأول مرة في حياتي.
النغمات الفرحة وأنا أجري في الجامعة أحمل المجلة التي نشرت أول مقال لي، أبحث عن صديقتي وأطير.
النغمات المنتصرة وجريدة عكاظ تنتقل من يد إلى يد خلال المحاضرة في قاعة السنة خامسة طب، والأعين تقرأ قصتي عن البنت التي تنتظر السائق ولا تستطيع أن تقود سيارتها كما الأولاد.
والنغمات التي لا يمكن وصفها، التي جعلتني أغمض عيني وأتذكر اللحظة التي حملت فيها ابني لأول مرة، اللحظة التي كانت يدي فيها ترتعش لكنها واثقة ومتلهفة، واللحظة التي قربته فيها من صدري، وشعرت أن دقات قلبي ستملأ الكون كله موسيقى. موسيقى كالتي أسمعها الآن.
تنهمر اللحظات، مع كل دقة وتر أو دف. لا أعرف من أين تأتي، وكيف تأتي، كأن الأيدي التي تعزف الموسيقى تحمل المفاتيح التي تفتح بها أرواحنا. اختاروا ما تريدون من الذكريات، لعلي وأنا هناك قبل يومين تذكرت ذكريات أخرى. أثر الموسيقى باق. وفي كل مرة يحمل ذكريات مختلفة.
http://www.alriyadh.com/1916642]إضغط (>[url) هنا لقراءة المزيد...[/url]
حملت النغمات الهادئة أول ذكرى وأنا طفلة في الثالثة ربما، يحملني أبي بين ذراعيه والمطر ينهمر غزيراً، وبعد المطر نخرج إلى الشارع نفرح برائحة الأرض بعد المطر. حملت لي الموسيقى ذكرى بنات الثانوية السادسة وهن يتحلقن حولي يرسمون موديل المريول الذي خاطته أمي وأنا أتبختر أمامهن وأقول بابتسامة أمي فنانة.
النغمات الصاخبة ذكرتني بأول خفقة خفقها قلبي وأنا في الرابعة عشرة من عمري حين رأيت ابن عمي البعيد لأول مرة في حياتي. الاختبار النهائي في السنة النهائية في الطب وأنا أقف قبالة البروف عبدالله باسلامة وأجيب بتمكن وأعرف أنني سأنجح بعد إخفاق المرة السابقة.
النغمات الحزينة وأنا طفلة أنام محمومة وأمي تحمل قميص أبي المسافر تغطيني به كي أشم رائحته وترجع لي عافيتي.
والذاكرة تحملني إلى حيث نسمع خبر رحيل طلال مداح ونحن نجوب الطرقات في السيارة صامتين، فقدنا الكلام.
النغمات الشقية وأنا في الأول ثانوي أجرب أن أحادث شاباً في التلفون لأول مرة في حياتي.
النغمات الفرحة وأنا أجري في الجامعة أحمل المجلة التي نشرت أول مقال لي، أبحث عن صديقتي وأطير.
النغمات المنتصرة وجريدة عكاظ تنتقل من يد إلى يد خلال المحاضرة في قاعة السنة خامسة طب، والأعين تقرأ قصتي عن البنت التي تنتظر السائق ولا تستطيع أن تقود سيارتها كما الأولاد.
والنغمات التي لا يمكن وصفها، التي جعلتني أغمض عيني وأتذكر اللحظة التي حملت فيها ابني لأول مرة، اللحظة التي كانت يدي فيها ترتعش لكنها واثقة ومتلهفة، واللحظة التي قربته فيها من صدري، وشعرت أن دقات قلبي ستملأ الكون كله موسيقى. موسيقى كالتي أسمعها الآن.
تنهمر اللحظات، مع كل دقة وتر أو دف. لا أعرف من أين تأتي، وكيف تأتي، كأن الأيدي التي تعزف الموسيقى تحمل المفاتيح التي تفتح بها أرواحنا. اختاروا ما تريدون من الذكريات، لعلي وأنا هناك قبل يومين تذكرت ذكريات أخرى. أثر الموسيقى باق. وفي كل مرة يحمل ذكريات مختلفة.
http://www.alriyadh.com/1916642]إضغط (>[url) هنا لقراءة المزيد...[/url]