المراسل الإخباري
11-04-2021, 15:55
http://www.alriyadh.com/theme2/imgs/404.png وضع الأستاذ سليمان الطامي عنوان (كلمات لا معنى لها اليوم) لفصلٍ موجزٍ من فصول كتابه (سوالف المجالس)، وساق فيه عدداً من العبارات التي رأى أن الزمن قد «عفا عليها» وتكفّل بإفراغها من دلالاتها الأصلية، كقول الشخص لمن لا يتقبل رأيه: «اشرب من ماء البحر»؛ لأن معظم سكان الأرض أصبحوا يشربون منه بعد إقامة محطات التحلية. أو قول الرجل لولده الذي يجلس في البيت ولا يعمل لاعتماده على غيره: «أنت مثل أختك»، فهذه العبارة لا معنى لها اليوم لأن «البنت الآن دخلت ميدان العمل والتوظيف، فإما أنها مدرسة أو ممرضة. فأصبحت تصرف على أسرتها وتساعد زوجها أو من هي تحت يده، بل وربما يكون دخلها الشهري أكثر من دخل الرجل».
وللشيخ محمد بن ناصر العبودي كتاب قريب في موضوعه من فصل الطامي اسمه (مدلولات كلمات قضى عليها حكم الملك عبدالعزيز) لم يتح لي الاطلاع عليه، لكننا نجد له في مواضع متفرقة من مؤلفاته إشاراتٍ إلى عبارات وأمثال شعبية ساهم حدوث تغيرات سياسية أو اقتصادية أو اجتماعية في إبطال معناها الأصلي، ومن ذلك المثل القائل: «برق تعداك لا تستخيله» أي لا تنظر إليه لأن مطره لغيرك، وقد علّق العبودي عليه بالقول: «وهذا كان في الأزمان القديمة عندما كانوا يتحاربون على الأراضي والمياه وحتى المراعي، ولا يستطيع الشخص من قبيلة أو من فصيل من القبيلة أن يعيش خارج منطقة جماعته، وقد ذهب هذا الآن، وصار في خبر كان، ولله الحمد».
ما يميز مثل هذه المؤلفات والفصول أنها تلفت أنظارنا إلى وجود العديد من الألفاظ والعبارات والأمثال التي فقدت معناها بمرور الزمن، ومع أنّ حدوث هذا الشيء أمر طبيعي ومتوقع إلا أن بعضنا ما زال يصر على استعمالها من دون أي تفكير، والأعجب من ذلك هو أن يأتي الاستعمال على لسان الشاعر الذي يفترض أن يحرص على التجديد والإبداع أكثر من حرص المتحدث العادي. وأعتقد أننا بحاجة لكتابة مقالات مطولة لعرض الألفاظ والتراكيب والصور الشعرية التي ينبغي أن يسقطها الشعراء من استعمالهم اليوم، إما لاستهلاكها من الشعراء القدامى أو لارتباطها بظرف تاريخي محدد وزائل، ولم يعد من المفيد توظيفها في قصائد موجهة لجمهور جديد لم يدرك ذلك الظرف.
ودائماً ما يكون في حياتنا أشخاص يتوهمون بأن كل شيء في هذه الحياة ينبغي أن يظل كما هو ولا يتغير أبداً، ومن المألوف أن تستمع لشخص في محيطك يدافع عن عادة من العادات الشعبية القديمة رافضاً نقدها أو التخلي عنها بحجة أنها «من عاداتنا وتقاليدنا الأصيلة»، مع أن العادات لا تختلف عن الألفاظ أو الأمثال التي تولد بسبب ظروف معينة تحتم ولادتها، ولكن عيشها واستمرارها مرهون بظروف وعوامل أخرى قد تحتم انحسارها أو موتها.
http://www.alriyadh.com/1916633]إضغط (>[url) هنا لقراءة المزيد...[/url]
وللشيخ محمد بن ناصر العبودي كتاب قريب في موضوعه من فصل الطامي اسمه (مدلولات كلمات قضى عليها حكم الملك عبدالعزيز) لم يتح لي الاطلاع عليه، لكننا نجد له في مواضع متفرقة من مؤلفاته إشاراتٍ إلى عبارات وأمثال شعبية ساهم حدوث تغيرات سياسية أو اقتصادية أو اجتماعية في إبطال معناها الأصلي، ومن ذلك المثل القائل: «برق تعداك لا تستخيله» أي لا تنظر إليه لأن مطره لغيرك، وقد علّق العبودي عليه بالقول: «وهذا كان في الأزمان القديمة عندما كانوا يتحاربون على الأراضي والمياه وحتى المراعي، ولا يستطيع الشخص من قبيلة أو من فصيل من القبيلة أن يعيش خارج منطقة جماعته، وقد ذهب هذا الآن، وصار في خبر كان، ولله الحمد».
ما يميز مثل هذه المؤلفات والفصول أنها تلفت أنظارنا إلى وجود العديد من الألفاظ والعبارات والأمثال التي فقدت معناها بمرور الزمن، ومع أنّ حدوث هذا الشيء أمر طبيعي ومتوقع إلا أن بعضنا ما زال يصر على استعمالها من دون أي تفكير، والأعجب من ذلك هو أن يأتي الاستعمال على لسان الشاعر الذي يفترض أن يحرص على التجديد والإبداع أكثر من حرص المتحدث العادي. وأعتقد أننا بحاجة لكتابة مقالات مطولة لعرض الألفاظ والتراكيب والصور الشعرية التي ينبغي أن يسقطها الشعراء من استعمالهم اليوم، إما لاستهلاكها من الشعراء القدامى أو لارتباطها بظرف تاريخي محدد وزائل، ولم يعد من المفيد توظيفها في قصائد موجهة لجمهور جديد لم يدرك ذلك الظرف.
ودائماً ما يكون في حياتنا أشخاص يتوهمون بأن كل شيء في هذه الحياة ينبغي أن يظل كما هو ولا يتغير أبداً، ومن المألوف أن تستمع لشخص في محيطك يدافع عن عادة من العادات الشعبية القديمة رافضاً نقدها أو التخلي عنها بحجة أنها «من عاداتنا وتقاليدنا الأصيلة»، مع أن العادات لا تختلف عن الألفاظ أو الأمثال التي تولد بسبب ظروف معينة تحتم ولادتها، ولكن عيشها واستمرارها مرهون بظروف وعوامل أخرى قد تحتم انحسارها أو موتها.
http://www.alriyadh.com/1916633]إضغط (>[url) هنا لقراءة المزيد...[/url]