المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : حيّ الأحلام..



المراسل الإخباري
11-06-2021, 04:06
http://www.alriyadh.com/theme2/imgs/404.png قبل اثنتي عشرة سنة.. هنا عبر هذه المساحة التي شرفتني بها «الرياض» دائماً.. هنا كنتُ أنسج حلماً بعيد المنال، كان ذلك في الحادي والعشرين من شهر مايو لعام 2009 وتحت عنوان «أضغاث مدينة».. حيث حلمتُ بحي حينها لا يختلف كثيراً عن كوخ في قوس قزح تسكنه العصافير في خيالات الشعراء.. هكذا كما عقّب عليّ بعض الأصدقاء حينها.. كتبتُ يومها: «... كنت أسأل صديقي. الساخر دائماً من فوضي المادة في شوارع المدينة - عن حي المبدعين في عاصمة المال والثقافة، قال لعل أفلاطون أدركه قبلنا..!
قلت له: وكيف لا يكون هنا في فراغاتها المزدحمة بالانتظار.. هنا حيث يُنشأ مسرح كبير للاحتفالات والمظاهر الثقافية، وبمقاهٍ إلكترونية تتمدد عبر أرصفة الحي الأنيقة، تفوح منها رائحة القهوة والقصائد وحوارات الأجيال، أو هناك آخر الغد، فينشئون مسجداً كبيراً يتسع للجميع، وداراً للسينما، ومنابر للرواة، وقناة تلفزيونية للحي، وصحيفة للحياة، حي واحد، بلا إشارات حمراء، ولا أزقة مشبوهة، ولا كتابات على الجدران...
كنت منحازاً لأضغاث المدينة في صدري حتى قاطعتني ضحكة طويلة من صديقي قائلاً: يا صاحب الظل الطويل تتحدث بمشيئتك.. بشاعريتك.. بهمك وحدك والمدينة مشغولة بذاتها، مزدحمة بشؤونها الخاصة...) انتهى ما قلته هناك وجئت هنا لأتجوّل في ذلك الحي الذي بات مدينة أكبر من أحلامي، وأقدر منها تتمثل في الرياض اليوم بموسمها الشهي للحياة، جئت أبحث عن حي قديم في خيالات شاعر فوجدتني في خارطة بدت كلها أحياء لأحلامي السابقة واللاحقة.. جئت لأعود وأتواصل مع ذلك الصديق القديم لأقول له: ثمة شعراء - وإن كانوا قلّةً - تتحقق أحلامهم ليسعدوا ولو مرّة واحدة قبل رحيلهم عن الحياة.. وأحمد الله أن كنت منهم..
فاصلة:
خاتمها.. شاعرٌ جاء من غيرِ وعدٍ بها
ثم حكّ فراء دقيقته
واستوى للبياض..
أول الشعر أنثى
وآخره بقعةٌ زوّجوها الخزامى
فجاءت لنا بالرياض..!




http://www.alriyadh.com/1916948]إضغط (>[url) هنا لقراءة المزيد...[/url]