المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : عنف القويعية



المراسل الإخباري
11-18-2021, 12:10
http://www.alriyadh.com/theme2/imgs/404.png في دراسة أجريت عام 2017 على ألف نوع من الثدييات، لم تظهر السلوكيات العنيفة ضد أبناء الفصيلة الواحدة إلا في 40 % من الإجمالي، وكان الإنسان من بينها، والأصعب أنه وبعد دراسة البقايا الآدمية والحفريات والحضارات، وذلك في المرحلة الممتدة ما بين العصرين الحجري والحديث، تبين أن نسب العنف الإنساني تعادل ستة أضعاف مثيلاتها عند غيره من الثدييات، وهناك من يحيل المسألة إلى وجود مشكلات في منطقة بالمخ تعرف بالاميغدلا، أو إلى تشوهات وراثية في الجينات، أو لزيادة في إفراز هرمون التسترون، أو حتى الواي الزائدة في كرموزومات تحديد الجنس المعروفة بمتلازمة جايكب، وكلها احتمالات علمية لم تثبت صحتها بشكل قاطع.
يعتقد الدالاي لاما أن بطولة الإنسان الحقيقية تكون في قهره للغضب الذي يسيطر عليه، والتصرفات العنيفة إجمالاً تتأثر بالانتماءات العرقية والأيديولوجيا، وبالظروف الاقتصادية والإدمان على الكحول والمخدرات، وبالجغرافيا والفوارق السلوكية بين الناس في البيئات الجبلية والصحراوية والساحلية، وكذلك بالقيم التربوية داخل البيت، فقد ينظر الوالدان أو أحدهما إلى العنف كوسيلة مشروعة لأخذ الحق، ويتم زرع هذه الفكرة في عقل الطفل ليمارسها في مجتمعه وكأنها أمر طبيعي.
المؤكد أن التوتر والغضب قد يبتعد بالشخص عن الواقع، ويجعله يميل في أحكامه إلى الذاتية والمبالغة المفرطة في تقدير الأمور، وربما جاء كانفجار عنيف لمشاعر سلبية متراكمة، وقد يتوهم الغاضب أنه مستهدف بما يحدث، وإحصاءات منظمة الصحة العالمية تحمل العنف مسؤولية 10 % من الوفيات حول العالم، و16 % من حالات العجز، وعشرات الملايين من الإصابات الحرجة في كل عام، ويعود ذلك في جزء منه إلى الأفلام السينمائية والدراما التلفزيونية وألعاب الأونلاين والشبكات الاجتماعية، فهذا الرباعي يمارس سلطته في تحديد أساليب تفكير المراهقين والشباب على وجه التحديد، وفي أسطرة الأدوار العنيفة والدموية وتمجيد العنف والتحريض عليه.
في بداية نوفمبر الحالي، قامت مجموعة من الشباب السعوديين بارتكاب أعمال عنف ضد موظفي مطعم للوجبات السريعة بالقويعية (غرب الرياض)، وقد وجه النائب العام في المملكة بالقبض عليهم، والمفترض أنهم رهن التحقيق ومن ثم المحاكمة، وبحسب المقطع المتداول عنهم على منصة تويتر، ومعها مواد نظام الإجراءات الجزائية السعودي، لا أتصور أن العقوبة المتوقع صدورها ستكون كافية.
إلا إذا تم اعتبار ما قاموا به إخلالاً بأمن المجتمع والنظام العام، أو أن يستفاد من هذه الحالة وغيرها في إصدار نظام خاص يعاقب على العنف في الأماكن العامة، مع تأهيل المتورطين فيه وتدريبهم على مهارات صحية لتفريغ الانفعالات، خصوصاً وأن حالات العنف والعنف المضاد تتكرر في المناسبات المختلفة، ومن الأمثلة، الاعتداء على رجل الأمن في اليوم الوطني الأخير، والعنف الجسدي واللفظي بين لاعبي الفرق والإداريين في المباريات الرياضية الحساسة، أو بينهم وبين الجماهير في المدرجات.




http://www.alriyadh.com/1919205]إضغط (>[url) هنا لقراءة المزيد...[/url]