المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : فلامنكو عربي



المراسل الإخباري
12-04-2021, 03:23
http://www.alriyadh.com/theme2/imgs/404.png يصادف الكاتب العربي عقبات لا حصر لها لنشر كتبه وأفكاره وبلوغ سلّم بعض الجوائز المرموقة لصناعة اسمه، ورغم كثرة دور النشر العربية من الخليج إلى المحيط، إلاّ أنه لا يزال بعيداً عن تحقيق مراده، مقارنة مع كتاب العالم المتقدم تكنولوجياً وثقافياً.
وفيما يتخلى بعض الكتّاب عن اللغة العربية لصالح الإنجليزية أو الفرنسية حين يعجزون عن إيصال كتبهم لمترجمين من هذه اللغات بحثاً عن قارئ آخر وفضاء يناسب أفكارهم، نجد كتّاباً في مقتبل العمر يتقنون لغات أجنبية ويختارون العربية عن حب. كاتيا طويل من هذا الجيل الشاب الذي يعيش علاقة حب مع اللغة العربية، رغم إقامتها في باريس، وانتسابها لجامعة السوربون لتحضير دكتوراه في النّقد المعاصر، وتخصصها في الأدب الفرنسي.
رواية طويل الأولى «السماء تهرب كل يوم» والصادرة عن دار نوفل (هاشيت – أنطوان) العام 2005 تقدّم فكرة جديدة تكشف مدى اختلاف مخيلتها عن المخيلة العربية السّائدة، أمّا روايتها الثانية «الجنّة أجمل من بعيد» والصادرة عن نفس الدار، فهي أكثر إدهاشاً عن سابقتها. نشعر عند قراءتها أنّنا أمام دم جديد يُضخُّ في شرايين الرواية العربية القادمة.
تدور أحداث الرواية بين كاتبة وشخصيتها الروائية، يصيبها اكتئاب وملل بسبب عدم تقدمها في كتابة روايتها، ترمي مخطوطها جانباً وتهمله. فبطلها لا ماضي له ولا طموح ولا أحداث هامّة في حياته.
تقرر تلك الشخصيّة إتمام العمل لتعرف مصيرها ولتصل بالرواية إلى خواتيمها. لكن المشكلة أنْ لا خبرة لها بالكتابة بل لا تريد أصلاً أن تكون شخصية رئيسية في الرواية، هي تريد فقط أن تعرف مصيرها وتتحرر من هذا الانتظار الذي حبستها فيه الكاتبة. فتبدأ بكتابة الرواية لتحرر نفسها وترسم مصيرها ولكنها بعد سبع بدايات لسبع حكايات غير مكتملة تصل إلى حائط مسدود.
ومع أن الشخصية الروائية تجري حواراً مطولاً عن الحب والقدرية والحب مع الكاتبة لتحثها على إتمام روايتها أو على الأقل تساعدها لتنهيها هي، إلا أنها لم تصل إلى نتيجة. فتقرر الشخصية عقد مائدة مستديرة أشبه بالعشاء السري للسيد المسيح تستدعي فيها اثنتي عشرة شخصية روائية شهيرة مثل أنا كارينينا وشهرزاد وفاوست وجولييت ومادام بوفاري وتستشيرها في كيفية الخروج من مأزقها وإنهاء الرواية. وبعد حوار طويل ومقترحات عديدة يصل الجميع إلى فكرة أن تسرق الشخصية الروائية القلم من الكاتبة وتتمَّ الرواية مع ما في ذلك من خطر أن تكتشف الكاتبة ذلك قبل إنهاء الرواية فتحكم على الشخصية الروائية بالشقاء الأبدي.
في ختام هذه الرواية المشوقة تعيدنا الكاتبة إلى المعطى الأسطوري القديم، حكاية الفقير والغني وطمع كل منهما من أخذ ما ينقصه من الآخر، وتفاجئنا بنهاية غير متوقّعة، تذكرنا بحكاية سيزيف وصخرته وعذابه الأبدي.
الرواية أشبه برقصة فلامنكو بديعة تجمع بين الثقافة الغربية والحرف العربي.




http://www.alriyadh.com/1922048]إضغط (>[url) هنا لقراءة المزيد...[/url]