المراسل الإخباري
12-04-2021, 03:23
http://www.alriyadh.com/theme2/imgs/404.png ماذا لو توقّفت يومًا عن الكتابة؟.. داهمني هذا السؤال الغائم.. مطرا من شجن، بينما كنت أقف في عيون أبنائي يتدارسون عليّ سيرتهم مع عزلتي عنهم، لكتبٍ لا تعنيهم، أدركوا دائما هؤلاء الثلاثة أن الحياة كتابة عند أبيهم، فاحتفلوا بحياته بينهم لا حياته فيهم.. كانوا يتذاكرون معي حكايات بعض القصائد، حيث أنحدر عليهم من علياء الشجن، أداهمهم بقصيدة لا يدركون من أين جاءت؟ ولا كيف تخلّقت؟ ثم تخرج منهم كلمات الإشادة كالجملة الاعتراضية من دون تنصيص..
لا ألومهم والله، ولا أنتقص من أثرهم علي.. وحسبي منهم أن منحوني لها دائما من دون امتعاض ولا منافسة، إلا حينما تأخذني الحماسة والنرجسية وأرغمهم على دخول لحظتي الكتابية رغما عنهم بينما هم يتجولون ويتجادلون ويتجاذبون الأذواق بحالة تسوّق إلكترونية..!
هي الكتابة التي لا أعرف كيف أكون لو توقفت عنها؟ ولا متى سأبقى حينما لا أكتب؟ إنها سيرة حلم، ومسيرة عمر.. وإن باتت اليوم سلوك حياة.. لكن هل تنتهي الكتابة كفعل بالموت، أم أنها تبدأ من خلاله قراءةً؟، يقال إن الكتّاب الأموات أكثر أثرا وتأثيرا بموتهم، والكتابة بمجملها حالة تفكير، فهل يفكر الكتاب وحدهم بعد الموت؟
يا لهذا الشجن العابر مع غيوم اللحظة... يمنح ما أنت عليه قداسة لا يدركها -من حولك- غيرك يا إبراهيم..!
أغير من جلستي وأسترد ما أستطيع من هواجسي المأخوذة، لأتحدث مع أحدهم عن مشروع يومه «بحث دراسي / عرض مختص بالعمل .. إلخ»، أجدني أترك كل شيء فيه وأقف على لغته كيف يكتب: «لم تجاهلت الهمزة هنا؟ كيف تتم حروف فعل معتل مجزوم هناك...؟!»
يا لحصار هذه الكتابة وانهمارها مع هذه اللحظة الممطرة، التي تفتش عن وجودها حتى بأخطاء إملائية لن يتنبه لها سواك.. كيف تدرك بعد حين من السطر.. أن عمرك كتابة، وأن كتابك هو كل عمرك.. ثم لا يدرك من حولك أنك كنت تكتب لتبقى، وأن اليوم الذي تموت فيه سيقرؤونك كثيراً لتبقى حياً بينهم حتى وإن كنت غير قادر حينها على ذلك..!
فاصلة:
لذاكرةِ الريحِ..
للبدويِّ الذي يخلطُ الحبرَ بالماءِ
للمهدرينَ دمَ الوقتِ..
هذا زمانُ الكتابةْ..!
من أوَّلِ السطرِ.. حتى نعاسِ الأناملِ..
من آخر الشطرِ..
حتى حُداءِ القوافلِ
أستلهمُ الدربَ نحوَ فمي..!
http://www.alriyadh.com/1922082]إضغط (>[url) هنا لقراءة المزيد...[/url]
لا ألومهم والله، ولا أنتقص من أثرهم علي.. وحسبي منهم أن منحوني لها دائما من دون امتعاض ولا منافسة، إلا حينما تأخذني الحماسة والنرجسية وأرغمهم على دخول لحظتي الكتابية رغما عنهم بينما هم يتجولون ويتجادلون ويتجاذبون الأذواق بحالة تسوّق إلكترونية..!
هي الكتابة التي لا أعرف كيف أكون لو توقفت عنها؟ ولا متى سأبقى حينما لا أكتب؟ إنها سيرة حلم، ومسيرة عمر.. وإن باتت اليوم سلوك حياة.. لكن هل تنتهي الكتابة كفعل بالموت، أم أنها تبدأ من خلاله قراءةً؟، يقال إن الكتّاب الأموات أكثر أثرا وتأثيرا بموتهم، والكتابة بمجملها حالة تفكير، فهل يفكر الكتاب وحدهم بعد الموت؟
يا لهذا الشجن العابر مع غيوم اللحظة... يمنح ما أنت عليه قداسة لا يدركها -من حولك- غيرك يا إبراهيم..!
أغير من جلستي وأسترد ما أستطيع من هواجسي المأخوذة، لأتحدث مع أحدهم عن مشروع يومه «بحث دراسي / عرض مختص بالعمل .. إلخ»، أجدني أترك كل شيء فيه وأقف على لغته كيف يكتب: «لم تجاهلت الهمزة هنا؟ كيف تتم حروف فعل معتل مجزوم هناك...؟!»
يا لحصار هذه الكتابة وانهمارها مع هذه اللحظة الممطرة، التي تفتش عن وجودها حتى بأخطاء إملائية لن يتنبه لها سواك.. كيف تدرك بعد حين من السطر.. أن عمرك كتابة، وأن كتابك هو كل عمرك.. ثم لا يدرك من حولك أنك كنت تكتب لتبقى، وأن اليوم الذي تموت فيه سيقرؤونك كثيراً لتبقى حياً بينهم حتى وإن كنت غير قادر حينها على ذلك..!
فاصلة:
لذاكرةِ الريحِ..
للبدويِّ الذي يخلطُ الحبرَ بالماءِ
للمهدرينَ دمَ الوقتِ..
هذا زمانُ الكتابةْ..!
من أوَّلِ السطرِ.. حتى نعاسِ الأناملِ..
من آخر الشطرِ..
حتى حُداءِ القوافلِ
أستلهمُ الدربَ نحوَ فمي..!
http://www.alriyadh.com/1922082]إضغط (>[url) هنا لقراءة المزيد...[/url]