المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : من يحمي التطرف في المنطقة؟!



المراسل الإخباري
12-08-2021, 23:21
http://www.alriyadh.com/theme2/imgs/404.png
إن الذي تعيشه المنطقة العربية من حالة تصاعد مُتسارعة وغير طبيعية لِظاهرة التطرف يُدرك أن هناك أطرافاً إقليمية - رأسها النظام الإيراني المتطرف -، وأطرافاً دولية - يُمثلها المُهيمنون على مجلس الأمن - تعمل على تغذية ورعاية وحماية التطرف سواءً بشكلٍ مُباشر بتبني ورعاية التنظيمات والجماعات الإرهابية، أو بشكلٍ غير مُباشر بعدم اتخاذ قرارات أُممية ملزمة تُجرم رُعاة التطرف..
عُمق الوعي بحقيقة الظواهر السياسية القائمة يُساهم مُساهمة مُباشرة في معالجتها، أو على أقل تقدير التقليل من آثارها السلبية المدمرة، ومن هذا المنطلق - المُتأصل فِكرياً وعملياً - تتأكد أهمية التفكير العميق بظاهرة التطرف المُتصاعدة التي تشهدها المنطقة العربية مُنذُ عشرينات القرن العشرين، فبعد أن كانت الآمال والتطلعات الشعبية والرسمية تتوق لتأسيس نُظم سياسية ودول مستقرة تنعم بالأمن والسلام في مجتمعاتها وفيما بينها على امتداد المنطقة العربية مترامية الأطراف، أصبحت الآمال والتطلعات الرئيسة محصورة في كيفية مواجهة ظاهرة التطرف المُتصاعدة التي أضرت كثيراً بحالتي الأمن والسلم الاجتماعيين، ولعبت دوراً رئيساً في زعزعة الاستقرار السياسي في كثير من المجتمعات العربية، وهنا قد يقول البعض بأن دول المنطقة العربية لم تعمل كثيراً لمحاربة ظاهرة التطرف مما جعلها تتوسع وتنتشر بشكل متسارع ومتصاعد، إلا أن هذا القول لا يمكن القبول به على إطلاقه مهما كانت المسببات والأسباب، فالتاريخ والواقع يشهدان بأن الدول العربية - وخاصة الدول العربية الرئيسة - تصدرت المشهد العالمي بمحاربة التطرف، ودعت المجتمع الدولي للوقوف بحزم في مواجهة الأسباب المؤدية للتطرف، وبالتالي يتأكد القول إنه لم تقف دول في مواجهة التطرف وأسبابه كما وقفت الدول العربية - وخاصة الدول الرئيسة -، ومع ذلك تتصاعد ظاهرة التطرف وتتسع دائرتها في المنطقة العربية تحديداً لتؤثر سلبياً على صورة المنطقة العربية دولياً، ولتقود لمزيد من حالة الإرهاق السياسي، والاقتصادي، والأمني، والعسكري.
إنها حالة من التناقضات تلك التي تشهدها المنطقة العربية في مواجهتها لِظاهرة التطرف. ففي الوقت الذي تعمل فيه المنطقة العربية على مواجهة التطرف ومعالجة أسبابه ومُسبباته، نجد هناك تصاعداً سريعاً لهذه الظاهرة المُدمِرة للمجتمعات حتى إن مستويات تأثيرها أصبحت متعددة، وأدوات تنفيذها وانتشارها أصبحت مُتنوعة، وطرق ممارستها وسلوكياتها أصبحت متشعبة، فإذا كانت المنطقة العربية تواجه هذه الظاهرة المدمرة، ومع ذلك لم تنجح في تحجيم تأثيراتها السلبية العظيمة، فكيف يتصاعد تأثيرها المدمر؟ وبطريقة أخرى، من يُغذي ظاهرة التطرف، أو من يرعى ظاهرة التطرف، أو من يحمي ظاهرة التطرف في المنطقة العربية؟!
إن الذي يُغذي ويرعى ويحمي ظاهرة التطرف في المنطقة العربية هو ذلك المتطلع لاستغلال الثروات الطبيعية العظيمة في الأراضي العربية، وهو ذلك المتطلع للهيمنة السياسية والاقتصادية والأمنية والعسكرية على المنطقة العربية، وهو ذلك الهادف لزيادة حالة الضعف والوهن والهوان داخل المجتمعات العربية لضمان استمرار تبعيتها والسيطرة على قراراتها، وهو ذلك الساعي لتعزيز حالة الانقسام والتفتت والتشرذم بين أبناء المجتمعات العربية ليسهل اختراقها ونشر الفوضى داخلها، وهو ذلك الخائف والقلق من نهضة عربية عظيمة تُعيد للمنطقة العربية عزتها ومكانتها التاريخية، إن هؤلاء المُستفيدين من استمرار تصاعد ظاهرة التطرف في المنطقة العربية يتفقون على أهمية بقاء التطرف في المنطقة العربية - كمصلحة عليا لهم جمعياً -، وإن اختلفت مصالحهم البينية.
إن الذي تعيشه المنطقة العربية من حالة تصاعد مُتسارعة وغير طبيعية لِظاهرة التطرف يُدرك أن هناك أطرافاً إقليمية - رأسها النظام الإيراني المتطرف -، وأطرافاً دولية - يُمثلها المُهيمنون على مجلس الأمن - تعمل على تغذية ورعاية وحماية التطرف سواءً بشكلٍ مُباشر بتبني ورعاية التنظيمات والجماعات الإرهابية، أو بشكلٍ غير مُباشر بعدم اتخاذ قرارات أُممية ملزمة تُجرم رُعاة التطرف، وتُهدد عسكرياً كل من يدعم أو يرعى أو يمارس الإرهاب، إن ظاهرة التطرف التي زُرعت أولى بذورها في مُنتصف العشرينات من خلال قوى الاستعمار التي عبثت فساداً في المنطقة العربية الممتدة، تمكنت على مدى عقود عديدة من إحداث حالة انقسامات عظيمة داخل المجتمعات العربية حديثة النشأة، فبعد أن كان صوت الوحدة العربية والعِزة الوطنية يعلو فوق كل صوت آخر في المجتمعات العربية، تمكن أعداء المنطقة العربية من النَّفاذ داخل المجتمعات العربية من خلال المُتطلعين للسلطة والنفوذ، فقدموا لهؤلاء - المُرتزقة والعملاء - الرعاية المادية والتوجيه الفكري والدعم السياسي ليقودوا حالة الانقسام الاجتماعي المأمول، وليزرعوا بذور الفتنة بشتى صورها الدينية والمذهبية والطائفية والعرقية والحزبية وغيرها من توجهات هدفها التخريب والتدمير.
وبعد أن تأصلت تلك الانقسامات والفتن داخل المجتمعات العربية، سعى أعداء المنطقة العربية - الإقليمين والدوليين - على تبني العناصر المُتطرفة، وعملوا على دعمهم ورعايتهم، حتى تمكنوا من تأسيس أحزاب وحركات وجماعات وتنظيمات على أُسس مُنحرفة ومتطرفة فكرياً ومذهبياً وطائفياً وسلوكياً هدفها الرئيس زرع الفتنة بين أبناء المجتمعات العربية، وغايتها النهائية زعزعة أمن وسلم واستقرار الدول العربية. إنها أعمال سياسية مشتركة، ومتعددة الأوجه، ومحترفة جداً، تلك التي أوجدت تنظيمات مُتطرفة منهجياً، ومُنحرفة فِكرياً، كجماعة الإخوان وتفرعاتها، وتنظيم القاعدة وتفرعاته، وأحزاب الله الموالية لإيران في المنطقة العربية، وجماعة الحوثي، وتنظيم داعش وتفرعاته، والميليشيات الطائفية الموالية لإيران في العراق وسورية، وغيرها من حركات وأحزاب وجماعات وتنظيمات تتبنى أفكاراً وطروحات مُنحرفة ومُتطرفة، وترفع شعارات طائفية ومذهبية وعرقية.
وفي الختام من الأهمية القول إن على أبناء المنطقة العربية إدراك أنهم مُستهدفون بشكلِ مباشر من قوى الاستعمار - الإقليمية والدولية - المُتحالفة فيما بينها بهدف زعزعة أمن وسلم واستقرار المجتمعات العربية مُستخدمين أدواتهم الهدامة التي بنوها ورعوها ودعموها على مدى عقود عديدة، وبعد اكتمال بنائها منحوها الإذن بالتحرك لتحقيق الغايات التي من أجلها أُوجدت، فبدأت تلك الأدوات المُنحرفة والمُتطرفة - أحزاباً وحركاتٍ وجماعاتٍ وتنظيماتٍ ومليشياتٍ - بتنفيذ مُخططات الهدم والتخريب، وحصرت جميع أعمالها في المنطقة العربية لتواصل تدميرها، ولتبقيها بعيدة عن التطور والتقدم والتحديث، ولتضمن ابتعادها عن المنافسة الدولية.




http://www.alriyadh.com/1922725]إضغط (>[url) هنا لقراءة المزيد...[/url]