المراسل الإخباري
12-09-2021, 23:07
http://www.alriyadh.com/theme2/imgs/404.png من هو المثقف؟ هذا السؤال الذي يحتمل إجابة محددة في عدة عبارات يمكن الحصول عليها بالضغط على مواقع البحث، يمكن أيضاً لذات المواقع أن تزيد حيرتك حين ترى مقدار البحوث والمقالات التي تتحدث عن معنى كلمة مثقف. كلمة ثقافة أساساً بمعناها الذي نفهمه اليوم هي كلمة حديثة في اللغة العربية وفي الغرب أيضاً، وكلمة مثقف المأخوذة من مصدرها ثقافة لا تحمل في الغرب نفس المصدر من مثقف. إنما مصدرها الفكر. وكي لا أدخل معكم في هذه المتاهة من التعريفات وأصول الكلمات وتاريخ استخدامها، سأحدثكم عن علاقتي أنا بالكلمة لعل صديقتي التي تحب أن تقرأ عن علاقتي المباشرة بالأشياء التي أتحدث عنها تستمر بالإعجاب بما أكتب.
في السابق كنت أتحاشى أن أصف نفسي بالمثقفة أو أن أضع نفسي في زمرتهم، ربما خجلاً لأنني كنت أرى نفسي أقل من أن أكون منهم. ولا يزال لدي هذا الحرج، أعتقد.
حين كنت صغيرة وفي بداية دخولي لعالم الكتابة، كنت أنظر إلى الكتّاب بانبهار، أستمع إليهم، أقرأ لهم، وأخطو بحذر وأحياناً باندفاع إلى عالمهم. لم يكن عالماً وردياً، ولا مجتمعاً فاضلاً، حيث في الحقيقة لا يوجد مجتمع فاضل في الوجود. لكن بقي لدي هذا الإجلال للمثقفين، مهما كانت خطاياهم فهي في النهاية مسائل تخص حياتهم الخاصة وكيف يسيرّون أمورهم. هي في النهاية مسألة لا تهمني كثيراً، ومن كان منا بلا خطيئة فليرمها بحجر. ما يعنيني في المثقف أن يقول كلمته التي يهتم لها الناس والتي لها علاقة بمفاهيم الحياة الكبرى، الحق والعدل والجمال. ربما لذلك أصبحت أكثر وعياً فيما يختص بعلاقتي بهم. وربما لذلك أيضاً أصبحت أعي أنني يمكن أن أهتم لقراءة شخص دون أن أحبه. أعرف أن من الصعب أن تستمع لشخص إذا كنت لا تحترمه. لكن في المجمل، إذا كان هذا الشخص مؤثراً ويقول كلاماً محترماً، فما يهمك هو الكلام الذي يقوله، ما الفائدة التي ستجنيها لو عريت هذا الشخص وقلت عنه كلاماً يفقده احترام الناس. من الخاسر هنا. المثقف، أنت، أم الناس، في رأيي سيكون الجميع خاسراً.
أريد أن أذكركم أنني متناقضة، كما كل الناس، فأنا أزعم أن التناقض صفة أصيلة في البشر، وأنا أعترف بها دائماً، لذلك لو قلت يوماً ما ينفي كلامي السابق عن المثقفين، أو بما يبدو كذلك، فربما يكون تراجعاً عما قلت هنا، أو تغييراً لموقف، أو رد فعل لموقف. أعتقد أنني أحتاج لتعريف التناقض قبل أن تبدأوا بالحكم علي. لكن ذلك يتطلب مساحة أخرى وأنا وصلت لعدد الكلمات المحدد لي.
http://www.alriyadh.com/1922937]إضغط (>[url) هنا لقراءة المزيد...[/url]
في السابق كنت أتحاشى أن أصف نفسي بالمثقفة أو أن أضع نفسي في زمرتهم، ربما خجلاً لأنني كنت أرى نفسي أقل من أن أكون منهم. ولا يزال لدي هذا الحرج، أعتقد.
حين كنت صغيرة وفي بداية دخولي لعالم الكتابة، كنت أنظر إلى الكتّاب بانبهار، أستمع إليهم، أقرأ لهم، وأخطو بحذر وأحياناً باندفاع إلى عالمهم. لم يكن عالماً وردياً، ولا مجتمعاً فاضلاً، حيث في الحقيقة لا يوجد مجتمع فاضل في الوجود. لكن بقي لدي هذا الإجلال للمثقفين، مهما كانت خطاياهم فهي في النهاية مسائل تخص حياتهم الخاصة وكيف يسيرّون أمورهم. هي في النهاية مسألة لا تهمني كثيراً، ومن كان منا بلا خطيئة فليرمها بحجر. ما يعنيني في المثقف أن يقول كلمته التي يهتم لها الناس والتي لها علاقة بمفاهيم الحياة الكبرى، الحق والعدل والجمال. ربما لذلك أصبحت أكثر وعياً فيما يختص بعلاقتي بهم. وربما لذلك أيضاً أصبحت أعي أنني يمكن أن أهتم لقراءة شخص دون أن أحبه. أعرف أن من الصعب أن تستمع لشخص إذا كنت لا تحترمه. لكن في المجمل، إذا كان هذا الشخص مؤثراً ويقول كلاماً محترماً، فما يهمك هو الكلام الذي يقوله، ما الفائدة التي ستجنيها لو عريت هذا الشخص وقلت عنه كلاماً يفقده احترام الناس. من الخاسر هنا. المثقف، أنت، أم الناس، في رأيي سيكون الجميع خاسراً.
أريد أن أذكركم أنني متناقضة، كما كل الناس، فأنا أزعم أن التناقض صفة أصيلة في البشر، وأنا أعترف بها دائماً، لذلك لو قلت يوماً ما ينفي كلامي السابق عن المثقفين، أو بما يبدو كذلك، فربما يكون تراجعاً عما قلت هنا، أو تغييراً لموقف، أو رد فعل لموقف. أعتقد أنني أحتاج لتعريف التناقض قبل أن تبدأوا بالحكم علي. لكن ذلك يتطلب مساحة أخرى وأنا وصلت لعدد الكلمات المحدد لي.
http://www.alriyadh.com/1922937]إضغط (>[url) هنا لقراءة المزيد...[/url]