المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : وجبة بروست!



المراسل الإخباري
12-10-2021, 19:35
http://www.alriyadh.com/theme2/imgs/404.png في نهاية السبعينات، كنت أعمل سكرتيراً لتحرير جريدة تصدر من جدة، وكنا ندخل الى مكاتبنا في التاسعة صباحا ونخرج منها في الثامنة مساء، وكانت تتخلل هذه الساعات ساعة لجلب الأبناء والزوجات من المدارس، وكانت وجبتنا الدائمة ظهراً بعد عودتننا من مشاوير الزوجات والأبناء، تتكون من وجبة جاهزة أخذت شهرة واسعة عند الناس، رغم أنها تقطر زيتاً ودقيقاً، وكان اسم الوجبة «بروست»! وكانت هذه الوجبة تتكون من شرائح الدجاج التي تغمس في الدقيق والبهارات، بعد تخليصها قدر الإمكان من العظام، وبعد ذلك توضع في مقلاة ضخمة لتقلى وسط حرارة عالية، بواسطة الزيت، وقد ودعتُ هذه الوجبة وكافة الوجبات الجاهزة التي خرجت واشتهرت بعده، بل إنني ودعت اللحوم بمختلف أنواعها إلا فيما ندر، بشرط أن تكون خالية من الدهون والعظام، وقد أقدمت على هذه الخطوة، حال انفصالي عن ذلك العمل؛ لكن هذه الوجبة وإخوتها من الهامبرجر والدجاج والأسماك واللحوم تنوعت وتشكلت، وأصبحت تدخل علينا بماركات محلية وعالمية، حيث بدأت من ذلك الوقت تأخذ أوضاعاً وتجديدات كثيرة، ودخلت فيها شركات عالمية بات لها فروع في جميع الأنحاء، وهناك شركة محلية دخلت هذا المجال سوف إذا وقفت على أحد فروعها حجم الطوابير التي لا تنتهي ليلاً ونهاراً، وكانت هذه الشركة تمتنع لسنوات عن فتح فروع غير فروعها الموجودة في مدن محدودة، ما دفع بعض الناس الى توريد وجباتها للمدن التي لا تتوفر فيها فروع لها، الشيء الغريب، هو عدم رفع أسعار وجبات هذه الشركة منذ بدايتها وربما حتى الآن! وأبقى مع وجبة البروست القديمة الجديدة، بعد أن أصبح إلى جانبها عديد من الوجبات المشابهة، مثل الدجاج واللحم والسمك، لكنها لم تضع مسمى بروست على وجباتها أعطتها مسميات أخرى عديدة، وإن لم تختلف المكونات، ورغم كل ما قيل عن المشكلات الصحية التي تسببها هذه الوجبات، إلا أن الإقبال عليها في ازدياد، بل ان غالبية الشباب وبعض الشياب، ودعوا وجباتهم المنزلية التقليدية، واتجهوا إلى هذه الوجبات المبهرة الغارقة في الزيت والدقيق والشحوم، كم الأضرار الصحية التي قد تتسبب فيها هذه الوجبات سينزل برداً وسلاماً على زوجات، تعودن على الوجبات الخارجية من الكبسة إلى المطبق، وكان دخول «البيتزا» و»البروست»، بأنواعهما المتعدة، قد ساهم في عدم تضجر الأزواج، وفي مزيد من الابتعاد عن الوجبات المنزلية، التي غدت أمام هذا الجيل مغرقة في تقليديتها. ورغم اهتمامي المبكر بهذه الوجبة كما أسلفت، فأنني لم أتوصل إلى معناها أو مخترعها أو ظروف شيوعها بين الناس، وهل هي منسوبة إلى طبخة تقليدية أم إلى اسم شخص أو مدينة أو قرية، وأرجو أن لا تكون منسوبة إلى كاتب فرنسي كامل الدسم بالغ الغموض، وهو الروائي الفرنسي «مارسيل بروست» مؤلف واحدة من أهم الروايات، التي حيرت النقاد والقراء معاً، وترجمت إلى عديد من اللغات وهي «البحث عن الزمن الضائع»! هذه الرواية كانت أشبه بالمرشد، لتيار كامل من الروائيين في العالم كله، يطلق عليهم جماعة أو أتباع مدرسة «تيار الوعي»!




http://www.alriyadh.com/1923174]إضغط (>[url) هنا لقراءة المزيد...[/url]