المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : تم القبض



المراسل الإخباري
12-14-2021, 21:47
http://www.alriyadh.com/theme2/imgs/404.png مع اتساع مساحة الترفيه في بلادنا ضمن إطار من القوانين والأنظمة الجديدة في مجتمعنا ظن بعضهم أن الباب مفتوح على مصراعيه لكل تصرف طائش من قبل أولئك الذين لا يفهمون معنى أن يكون حراً ولا يدركون أن للحرية حدودها التي لا يصح أن يتجاوزوها في مجتمع محافظ استوعب هذا التجديد الجميل والتغير المتزن الذي كان مطلباً للناس وحلماً بسيطاً فتحقق لهم..
مع كل تصرف خارج عن حدود الأخلاق والقوانين الشرعية والأعراف الاجتماعية يغضب الناس ويعبرون عن غضبهم هذا بكل الوسائل وما يهدؤون إلا عندما تسمع عبارة (تم القبض).
هذا القبض من قبل الجهات الأمنية ثم إنزال العقوبة من قبل الجهات المختصة لم تكن تحدث لأحدهم إلا لأنه لم يحسب حساباً لمثل هذه الإجراءات ربما لأنه لم يكن في وعيه أو لأنه اعتقد بأن حريته الشخصية تكفل له أن يفعل ما يحلو له، وهنا يكمن الضرر الأكبر حين لا يقيم المرء ما يفعله بحجة الحرية لأنه بالتأكيد لا يعي مفهومها.
إن مفهوم الحرية واحترام حرية الآخرين ليس بالأمر الجديد فهي مكفولة في الدين الإسلامي وواضحة في آيات الذكر الحكيم وأحاديث نبوية متعددة وبأكثر من طريقة ابتداءً بحرية اختيار الدين وانتهاءً بأصغر التصرفات الفردية التي تصدر من أي شخص شريطة ألا يتضرر منها غيره مما يعني أن للحرية حدودها قال تعالى (لا إكراه في الدين قد تبين الرشد من الغي فمن يكفر بالطاغوت ويؤمن بالله فقد استمسك بالعروة الوثقى لا انفصام لها والله سميع عليم) وقال (وقولوا للناس حسنا) وهذه الآية هي التي يعمل كثير من الناس بعيداً عنها في أفعالهم وأقوالهم وبخاصة حين أتاحت لهم مواقع التواصل أن يخرجوا أسوأ ما فيهم ضد غيرهم وهم يستترون من وراء حجاب الاسم المستعار فتنمر بعضهم وأقذعوا بالقول من الطرفين التابع والمتبوع.
وفي المجتمعات المحافظة يستاء الناس كثيراً من الخروج عن المألوف وبخاصة حين يتسبب هذا الخروج في ضرر عام أو خاص وما عدا ذلك فهو مرتبط بمرتكبه، ومع اتساع مساحة الترفيه في بلادنا ضمن إطار من القوانين والأنظمة الجديدة في مجتمعنا ظن بعضهم أن الباب مفتوح على مصراعيه لكل تصرف طائش من قبل أولئك الذين لا يفهمون معنى أن يكون حراً ولا يدركون أن للحرية حدودها التي لا يصح أن يتجاوزوها في مجتمع محافظ استوعب هذا التجديد الجميل والتغير المتزن الذي كان مطلباً للناس وحلماً بسيطاً فتحقق لهم وهم يقدرونه كثيراً وسعداء به سواء كان ترفيهاً أو حاجات تتطلبها الحياة الطبيعية المتوازنة لكل إنسان.
وهنا يبرز السؤال كيف لتلك الفئة القليلة التي لا تحترم حدود الحرية أن تعي ذلك فلا ترتكب من الأخطاء ما يفاجئونا به بين فترة وأخرى من تصرفات لا تليق بهم ولا بالآخرين؟ كيف لهم أن يفهموها حتى لا تضطر الدولة أن تقول كلمتها الفصل (تم القبض)، فالشارع الذي ترتكب فيه بعض الحماقات ليس ملكاً لمن يعتقد بأنه حر ليفعل ما يريد أينما كان فما هو حرية في بلاد الغرب ليس كذلك هنا ولا في كل البلاد العربية والإسلامية فهذه مجتمعات لا تقبل كل ما يخدش الحياء العام.
إن للحرية ميزانا وهو العقل الذي يقودها ويؤكد لصاحبها أنه أول من يخسر في حال فقد هذا الميزان قدرته على التوازن فمن يمتطي حريته ليؤذي الآخر إنما يكشف عن عدم تقديره لذاته واعتزازه بها، وهذا أيضاً مما دعا له الدين الإسلامي تحت قيمة الستر فقال عليه الصلاة والسلام (من ستر مسلماً ستره الله في الدنيا والآخرة) فكيف بمن يستر على نفسه؟ يستر أفعالها وأقوالها لأنه في الأصل يستر ضعفها ووقوعها في المعاصي التي تثير حفيظة الناس ضده وضد أفعاله.
وقد جاءت مواقع التواصل ليكشف الناس عن نقاط ضعفهم وعدم اتزانهم النفسي وقناعاتهم الغريبة بأنهم على صواب دائم وغيرهم على خطأ مستمر واعتبار أن كل ما يقومون به هو حريتهم الخاصة! نعم هي كذلك بالفعل لو أنك لم تصور وتنشر وهذا ما يفضح أنك تعاني من خلل في الوعي من جانبين، جانب الوعي النفسي وجانب الوعي بمعنى حضور العقل بعيداً عن أي مؤثر خارجي.
وأعود لنقطة البداية والدعوه لاحترام حدود الحرية اليوم وفي مجتمعنا الذي يتجدد باتزان حيث يمارس الأغلبية العظمى حياتهم بمنتهى التوازن ونحن بغنى عن تلك النماذج من المهزوزين نفسياً واجتماعياً وما زالوا يمارسون حماقاتهم التي سرعان تنتشر وتسيء لنا جميعاً وتعطي مجالاً للمغرضين أن يتخذوها وسيلة للهجوم بطريقة مزعجة نحن في غنى عنها وبخاصة في الوقت الراهن الذي يضع فيه المجتمع كل طاقته ليؤكد أنه يستحق هذا التغير الجميل ويستحق كل الثقة التي ثمنها القادة الملك الحكيم وولي العهد فارس التطور والنماء الذي راهن على صلابة هذا الشعب.
في هذا الوقت تحديداً نحن بحاجة أن يفهم الجميع معنى أن تكون حراً.




http://www.alriyadh.com/1923894]إضغط (>[url) هنا لقراءة المزيد...[/url]