المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : بما هو كائن!



المراسل الإخباري
12-18-2021, 23:11
http://www.alriyadh.com/theme2/imgs/404.png يخطو العام إلى نهايته.. نحصي فيه ما تساقط منا من العمر لنودعه خزانة الذكريات، ونعود لنفتح صندوق المستقبل ونملأه بأحلام جديدة، وخطط لا تنتهي تراوغ الحياة وتناورها، لكن الاستمرار نقصان، والتوقف نهاية، فإلى أين نمضي، هل نحن بصدد زيادة أرصدة الذكريات مع من حولنا حيث الشخوص والأماكن، والاهتمامات، أم ترانا نركض باتجاه مغامرة جديدة مع الوقت الذي يغرينا دائما بالمزيد منه.. هذا هو شأننا دائما مع تعاقب السنوات علينا.. لكن ثمة مسافة شفيفة بين عام مضى وعام يأتي.. مسافة تطول بقصرها وتقصر بطولها.. حينما لا نداهن الأحلام ولا نعتذر للذكريات..!
هكذا مع كل نهاية لبداية، أو مع كل بداية لنهاية في أعوامنا نقف بنصف حلم ونصف ذاكرة.. نحاول أن نستلهم الغد بالأمس، أو حتى نواسي الأمس بآمال الغد بينما اليوم تائه حائر بينهما..!
نستعرض الأيام في أواخرها وبواكيرها معا.. نحصي ما تساقط منا بينما ننظر للشمس وننسج من خيوطها صباحات أخرى لا تتشابه إلا بما تجيء..!
هذه المسافة المرتبكة والحائرة دائمًا بين ما مضى وما سيأتي ليس علينا فيها إلا أن نواصل الركض نحو الشمس بعيدًا عن ملوحة البحر، وبمنأى عن وعورة الصحراء فليس بمقدورنا استعادة ما مضى كما أنه ليس علينا الحلم أكثر مما ينبغي بعد أن قوّست الأحداث والتجارب ظهر أيامنا..
لهذا نقف مع بداية كل عام أو حتى مع آخره حينما تلتصق البداية بالنهاية في لحظة مكتظّة بالظنون والعظات، نهنّئ أنفسنا ببلوغ عام جديد في ذمة الغيب في الوقت الذي نعلم يقينا أنه لن يكون حالما إلا بما قبله، فخطواتنا ركام مسافة وأيّامنا منا مهما تغرّبت فينا عنّا، كما أنه لا ينقص إلا بما قبله، هذا الفاصل الزمني الدقيق مأهول بكل شيء من أول الحسرة حتى آخر الحلم، نكاد نركض فيه دون اتجاه.
نعود للوراء قليلا لنحصي خساراتنا، ونتشكل بمكاسبنا من جديد، أم نظل هكذا نقفز فوق غصون الآتي كعصفور تفرّق صوته بين الغناء والبكاء..!
وهذه الأيام الأخيرة من كل عام محملة دائمًا بما لا ندرك.. ثمة انفصام زمني يحدث في أعمارنا في مثل هذه الأيام لا نعرف فيه إلى أين نمضي ولا حتى من أين نجيء، وهذا الانفصام حتما ليس سوداوية عصر مثقل بالأحداث الموجعة، كما أنه ليس تفاؤلا مفرطًا بما لا نعلم مهما كانت المؤشرات حالمة.. هو لحظة تفتقد اليقين إلا بما هو كائن لا بما كان أو ما سيكون.




http://www.alriyadh.com/1924646]إضغط (>[url) هنا لقراءة المزيد...[/url]