المراسل الإخباري
12-20-2021, 01:12
http://www.alriyadh.com/theme2/imgs/404.png ماذا يجمع بين النار والماء والعنف؟ ربما لأول وهلة لا شيء، وبعد عدة دقائق نجد مشتركات تجمع بين الكلمات الثلاث، وقد يشترك في هذا النمط من التفكير عدد كبير من الناس من ثقافات مختلفة، إنما الأمر ليس كذلك في عرف السكان الأصليين في شمال شرق أستراليا. ففي لغتهم، إضافة إلى النساء، فإن الكلمات الثلاث تنتمي إلى مصدر مؤنث يجمع معاني الأشياء الخطرة.
أثارت لغة السكان الأصليين شهية باحثي اللغويات عند اكتشافهم لخصائصها. في لغة عدد من يتحدث بها أقل من طلاب فصل دراسي واحد في مدرسة أهلية، كانت مفاجأة التصنيف تدل على نمط ذهني مختلف فتح للدراسات اللسانية والدراسات الإدراكية فرصاً بحثية جديدة لاكتشاف العلاقة بين اللغة والإدراك. وكان السؤال هل يشكل الإدراك اللغة، ثم تشكل اللغة الإدراك، أم تتشابك العلاقات بينهما في شبكة معقدة تمثل رؤية الإنسان لما حوله؟
العلاقات التي ربطت بين عناصر الخطر في مفهوم السكان الأصليين هي التي شكلت اللغة لتعبر عن المعنى الذي ربما يختلف معه سكان بلدة يتكلمون لغة أخرى. ففي اللغة العربية مثلا، نجد للعطش أسماء كثيرة، فمنها الغليل والظمأ والصدى والنهل، كلها تدل على لغة تعبر عن معنى مرتبط بالصحراء وشح الماء. وفي المجتمع الحديث مفاهيم جديدة لا تعبر عنها اللغة بالقدر نفسه. فمعنى الابتكار، الذي يكاد أن يكون أبرز مفهوم في هذا العصر، لا تعبر عنه اللغات المعاصرة كما عبرت عن مفاهيم أخرى. فمعنى المحاولة المستمرة، ومعنى السعي اللانهائي إلى الإتقان، ومعنى التجريب بين الجد والهزل، ومعنى كسر المألوف؛ كلها معانٍ موجودة منذ عصور متقدمة إنما أصبحت متقاربة تحت مفهوم الابتكار الذي يتميز به عصرنا اليوم.
يحمل معنى الابتكار نفسه معنى آخر، وهو أن مجهولاً غير مكتشف موجود بانتظار من يضع يده عليه. هذا المجهول الذي لم يكن له وجود في حياتنا، كيف له أن يتشكل في مخيلة أحدنا، ثم يأخذ شكلا واضح المعالم بيننا بعد خطوات تطول أو تقصر، ثم يصبح واقعا له اسم ومعنى يتداوله الناس. ما اسم هذا المجهول الذي يقعد في الظل والناس تبحث عنه كما لو تفتش عن شخص مفقود؟ هذا المجهول هو الابتكار نفسه قبل أن يكون، فهو ما يسعى له الكاتب والمفكر والمخترع. ولطالما كان موجودا، لكنه ظل بلا اسم حقيقي. فربما كان الظن أن الاسم يقتل المسمى، كما لو كان الاسم هو الكلب السلوقي الذي يصيد المعاني ويودعها في معاجم اللغة.
http://www.alriyadh.com/1924795]إضغط (>[url) هنا لقراءة المزيد...[/url]
أثارت لغة السكان الأصليين شهية باحثي اللغويات عند اكتشافهم لخصائصها. في لغة عدد من يتحدث بها أقل من طلاب فصل دراسي واحد في مدرسة أهلية، كانت مفاجأة التصنيف تدل على نمط ذهني مختلف فتح للدراسات اللسانية والدراسات الإدراكية فرصاً بحثية جديدة لاكتشاف العلاقة بين اللغة والإدراك. وكان السؤال هل يشكل الإدراك اللغة، ثم تشكل اللغة الإدراك، أم تتشابك العلاقات بينهما في شبكة معقدة تمثل رؤية الإنسان لما حوله؟
العلاقات التي ربطت بين عناصر الخطر في مفهوم السكان الأصليين هي التي شكلت اللغة لتعبر عن المعنى الذي ربما يختلف معه سكان بلدة يتكلمون لغة أخرى. ففي اللغة العربية مثلا، نجد للعطش أسماء كثيرة، فمنها الغليل والظمأ والصدى والنهل، كلها تدل على لغة تعبر عن معنى مرتبط بالصحراء وشح الماء. وفي المجتمع الحديث مفاهيم جديدة لا تعبر عنها اللغة بالقدر نفسه. فمعنى الابتكار، الذي يكاد أن يكون أبرز مفهوم في هذا العصر، لا تعبر عنه اللغات المعاصرة كما عبرت عن مفاهيم أخرى. فمعنى المحاولة المستمرة، ومعنى السعي اللانهائي إلى الإتقان، ومعنى التجريب بين الجد والهزل، ومعنى كسر المألوف؛ كلها معانٍ موجودة منذ عصور متقدمة إنما أصبحت متقاربة تحت مفهوم الابتكار الذي يتميز به عصرنا اليوم.
يحمل معنى الابتكار نفسه معنى آخر، وهو أن مجهولاً غير مكتشف موجود بانتظار من يضع يده عليه. هذا المجهول الذي لم يكن له وجود في حياتنا، كيف له أن يتشكل في مخيلة أحدنا، ثم يأخذ شكلا واضح المعالم بيننا بعد خطوات تطول أو تقصر، ثم يصبح واقعا له اسم ومعنى يتداوله الناس. ما اسم هذا المجهول الذي يقعد في الظل والناس تبحث عنه كما لو تفتش عن شخص مفقود؟ هذا المجهول هو الابتكار نفسه قبل أن يكون، فهو ما يسعى له الكاتب والمفكر والمخترع. ولطالما كان موجودا، لكنه ظل بلا اسم حقيقي. فربما كان الظن أن الاسم يقتل المسمى، كما لو كان الاسم هو الكلب السلوقي الذي يصيد المعاني ويودعها في معاجم اللغة.
http://www.alriyadh.com/1924795]إضغط (>[url) هنا لقراءة المزيد...[/url]