المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : واحة الحب والتآلف والخير والعطاء



المراسل الإخباري
12-25-2021, 22:01
http://www.alriyadh.com/theme2/imgs/404.png
من الأماكن التاريخية الجميلة التي زرناها شاطئ العقير بتاريخه المشرف ومياهه الصافية وشواطئه الرملية الممتدة من جنوبه لشماله، وقد كان في السابق ميناء يربط الشرق بالغرب وتأتيه البضائع من إيران والهند وغيرهما..
منطقة عزيزة علينا جميعاً، لها تاريخ مشرف، ماضيها جميل وحاضرها أجمل، وخيراتها تصل إلى كل أرجاء الوطن الكبير، وفي باطن أرضها أكبر حقل نفط في العالم هو حقل الغوار. وفوق هذا الحقل تنتظم واحات النخيل وعيون المياه، وأهم من هذه جميعاً ذلك الإنسان الذي يسكن الأحساء، ولاؤه وحبه لوطنه بلا حدود، وتآلفه من جيرانه من كل المذاهب يعد مضرب المثل على مرّ السنين. رحب علماؤه وعلية القوم فيه بمقدم الملك عبدالعزيز فاتحاً ومخلصاً الأحساء من جور وظلم الأتراك العثمانيين، وتمت البيعة للملك عبدالعزيز في منزل المفتي عبداللطيف بن عبدالرحمن الملا الذي حالما رأى الملك عبدالعزيز احتضنه قائلاً: "ابن جاء لأبيه" واستسلم العثمانيون وانتقلوا بأسلحتهم دون ذخائر إلى ميناء العقير ومنه إلى البحرين.
من هذا المنزل التاريخي بدأت وعدد من زملاء مجلس الشورى السابقين جولتنا وعلى مدى ثلاثة أيام جولة في منطقة الأحساء بدعوة كريمة وترتيب متقن من قبل الزميل الدكتور زياد بن عبدالرحمن السديري وأبنائه.
تاريخ مضيء تحكيه قصور ومساجد ومدارس الأحساء. منطقة يضرب بها المثل في تسامحها وتآزرها مع بعضها البعض، فالمذاهب السنية الأربعة لا تزال موجودة، ولها علماؤها ومساجدها. المذهب الشيعي في تناغم وتآلف مع المذاهب الأخرى ليثبت أن المذهب شأن شخصي واعتقاد يتشبع به الإنسان منذ صغره وليس له خيار سوى ما يختاره له الأهل والمجتمع المحيط به، كما يثبت رجل الأحساء إخلاصه وحبه لوطنه مظلة الجميع، وأنه لا أمن ولا رخاء ولا تقدم إلا في ظل التآلف بين جميع المواطنين، وفي ظل حكومة تقدر وتحترم الجميع وتتيح لهم كافة الخدمات والفرص بعدل وشفافية.
تمتاز منطقة الأحساء بوجود مجالس الأسر التي تتسع كل منها لجميع أفراد الأسر الكبيرة من رجال ونساء وتقام فيها المناسبات السنوية، حيث كنا ضيوفاً على كل من أسرة معالي الزميل عبدالرحمن الجعفري، وأسرة معالي الزميل عبدالرحمن البراك. والأحساء تبهرك بحسن تخطيطها ونظافة شوارعها واتساعها وكثرة جسورها، فقد أنفقت الحكومة بسخاء علي تطويرها حين وجدت من يخطط وينفذ بإتقان، حيث بذلت أمانة الأحساء جهوداً رائعة لتطويرها.
ومن الأماكن التاريخية الجميلة التي زرناها شاطئ العقير بتاريخه المشرف ومياهه الصافية وشواطئه الرملية الممتدة من جنوبه لشماله، وقد كان في السابق ميناء يربط الشرق بالغرب وتأتيه البضائع من إيران والهند وغيرهما، وتنقل على ظهور الجمال إلى الأحساء ونجد والمناطق الأخرى داخل الجزيرة العربية، كما تصدر منه التمور إلى الهند وغيرها.
الأحساء جميلة ومهيئة لنهضة سياحية على مستوى المملكة للأسباب التالية:
أولاً. يعتبر شاطئ العقير أقرب الشواطئ إلى عاصمة المملكة الرياض، ويمتلك كل المقومات ليصبح الوجهة المفضلة لسكانها في نهاية كل أسبوع، خصوصاً حين يتوافر فيه ما يجذب السائح من سكن مريح ووسائل ترفيه وأنشطة بحرية ووسائل نقل من الرياض إليه بأكثر من وسيلة.
ثانياً. الأحساء غنية بالمواقع الأثرية والسياحية ومنها جبل قارة الذي تم تأهيله من قبل وزارة السياحة، ليصبح عامل جذب ومصدر دخل لمن يعمل فيه، كما تشكل المزارع نزلاً مناسبة للسائح خصوصاً مع توفر الأيدي العاملة المحلية وحسن الضيافة التي سيستفيد منها السائح وأصحاب المزارع التي لم تعد مجدية اقتصادياً، وقد تم هجر أكثرها لهذا السبب.
ثالثاً. مع وجود الإجازات المدرسية أتمنى تنظيم رحلات إلى منطقة الأحساء وغيرها من قبل المدارس وإدارات التعليم لأسباب كثيرة منها إنعاش السياحة الداخلية، والاطلاع على مختلف مناطق المملكة وما فيها من منجزات، كما تزداد الفائدة حين يقوم الطلبة وتحت إشراف معلميهم بتنظيم الرحلات وما تتطلبه من تأمين وسائل السفر والسلامة والأمور المالية لتكون الفائدة مضاعفة، وكما هو في مدارس الدول المتقدمة.
رابعاً. من الملاحظات التي وجدتها في الأحساء وتتكرر في كثير من المدن والقرى في المملكة هي زراعة النخيل والواشنطونيا في الشوارع والحدائق، وهذه مكلفة وتحتاج إلى عناية ومياه لا تتوفر في أكثر المناطق، كما أن النخيل بأنواعها تفتقر إلى الظل وتحتل أكثر مساحة من الأرصفة بعكس أشجار البيئة التي لا تحتاج إلى الكثير من العناية والمياه، كما توفر الظل لمن يرغب في رياضة المشي.
المملكة غنية بكنوزها فوق الأرض وتحتها، وتنعم بالأمن والتنمية بفضل الله ثم توحيد هذه البلاد على يد المغفور له الملك عبدالعزيز - طيب الله ثراه -، وجهود أبنائه من بعده.




http://www.alriyadh.com/1925936]إضغط (>[url) هنا لقراءة المزيد...[/url]