المراسل الإخباري
12-25-2021, 22:01
http://www.alriyadh.com/theme2/imgs/404.png
"هناك دول تطبق نظام الثلاثة فصول، بل إن الولايات المتحدة يوجد فيها جامعات تطبق نظام الثلاثة فصول وإن كان أغلبها يطبق الفصلين ولكن الأمر متروك للجامعات وهذا هو الفرق، فلماذا يجب على الجميع أن يكون خاضعاً لنظام موحد إذا ما كنا نسعى إلى بناء كيانات تعليمية تنافس الكيانات العالمية، فكل جامعة لها ظروفها ولها فلسفتها.."
لا أحد يعترض على أي فكرة يمكن أن تساهم في تطوير التعليم، خصوصاً على مستوى المحتوى والبيئة المدرسية، لكن عندما يكون هذا التطوير مجرد تغييرات شكلية لا تحقق تطوراً فعلياً في المنتج التعليمي فهذا يثير كثيراً من الأسئلة ويدعونا إلى مراجعة أي قرار يربك العملية التعليمية ويدفع إلى تغيير شامل للمناهج وفي طرق التدريس دون أي عوائد إيجابية واضحة، وبالطبع قد أكون مخطئاً في حكمي، لكنني بعد مراجعة طويلة لقرار التغيير من فصلين دراسيين إلى ثلاثة فصول لم أستوعب النتائج التي يمكن أن يجنيها التعليم وكيف يمكن للطلاب أن يتعلموا بشكل أفضل نتيجة لهذا التغيير، أو حتى كيف يمكن أن يكون لهذا التغيير نتائج بعيدة المدى قد أكون قصير النظر ولم ألاحظها. ورغم أنني أخشى بعد كل هذا الإرباك الذي سببه هذا التغيير أن نكتشف أن القرار لم يكن صائباً ونعود من جديد إلى سابق عهدنا، إلا أنني لاحظت أننا قرارات التغيير الكبيرة المرتبطة بالتعليم تعتمد دون شرح متأنٍ لمبررات اعتمادها.
كما ذكرت لكم قد أكون مخطئاً في تصوري وقد تكون نظرتي نابعة من تجربتي التعليمية التخصصية، لذلك فهذا المقال لا يتناول نظام الثلاثة فصول بشكل عام، وإن كنت أتمنى أن يصوبني بعض القراء الذي يملكون خبرة أوسع مني في هذا المجال، لكن سأتناول تأثير هذا النظام على نظام التعليم في الجامعات السعودية التي تأسست على نظام الفصلين وتطورت مناهجها وساعاتها الدراسية على هذا النظام. لاحظت على الأقل مستوى الإرباك الذي أحدثه هذا القرار في الأسابيع الفائتة، فالتطبيق يجب أن يبدأ العام القادم، وتغيير الخطط الدراسية يتطلب وقتاً وتوزيعها على ثلاثة فصول مربك وتنظيم الساعات والقاعات الدراسية أكثر إرباكاً. السؤال الذي تبادر إلى ذهني هو: هل نحن بصدد جامعات مستقلة أم أنها يجب أن تخضع لنظام موحد، ولا أعلم موقف نظام الجامعات الجديد الذي أقر قبل عامين من هذا القرار.
بالطبع هناك دول تطبق نظام الثلاثة فصول، بل إن الولايات المتحدة يوجد فيها جامعات تطبق نظام الثلاثة فصول وإن كان أغلبها يطبق الفصلين ولكن الأمر متروك للجامعات وهذا هو الفرق، فلماذا يجب على الجميع أن يكون خاضعاً لنظام موحد إذا ما كنا نسعى إلى بناء كيانات تعليمية تنافس الكيانات العالمية، فكل جامعة لها ظروفها ولها فلسفتها. ما زلت أرى أننا نتعامل مع الجامعات على أنها مؤسسات غير قادرة على تصريف شؤونها الداخلية، وهذا في اعتقادي يسبب إشكالات كبيرة تعيق تطوير هذه المؤسسات ويجعلها لا تصل إلى مرحلة النضج، علماً بأن الجامعات يوجد بها تخصصات مختلفة بعضها قد يتكيف مع النظام الجديد والبعض يصعب تكييفه، ولأنه سيُجبر على التكيف سيؤثر هذا على جودة المخرجات، وهذا يناقض الهدف من التغيير وهو تطوير التعليم.
سوف أتحدث بشكل خاص عن كليات العمارة التي يرتكز التعليم فيها على المراسم Studios وهي المادة الأساسية التي يتم تدريب وإعداد الطلاب والطالبات على ضوئها كي يكونوا جاهزين لسوق العمل كمعماريين ومعماريات. هذه المادة العملية تم تصميمها كي تنجز خلال 16 أسبوعاً تقريباً بينما نظام الثلاثة فصول سيكون 10-12 أسبوعاً وهذا يعني أنه سيكون هناك خلل في المادة العلمية والتدريبية التي سيتلقاها الطالب. خلال الحوار مع الكثير من الزملاء حول الكيفية التي سيتم بها إصلاح هذا الخلل اقترح البعض أن يقسم الفصل الأوسط بين مادتي التصميم بحيث يأخذ الطالب درجة غير مكتمل ويكمل بعد ذلك عمله. طبعاً هناك الكثير من المقترحات ويزداد الأمر صعوبة في السنوات النهائية ومشروع التخرج. كما أن المشكلة تنطبق على جميع المواد النظرية الداعمة لمادة التصميم. كل هذا الإرباك لا أرى ما يبرره أبداً ولم أجد أي عوائد إيجابية لهذا النظام، فلماذا يجب على الجميع تطبيقه.
أنا هنا أعبر عن رأيي الشخصي كمعلم للعمارة لثلاثة عقود تقريباً، وقد يختلف معي بعض الزملاء في الرأي، لكن أتذكر هنا عواقب اعتماد السنة التحضيرية قبل عدة سنوات على منهج التعليم في كلية العمارة والضغوط التي أحدثتها هذه السنة دون مبرر. السنوات المعتمدة للتعليم المعماري هي خمس سنوات والمنهج مكتظ بالمواد النظرية والعملية التي لا يمكن التنازل عنها بأي حال، هذا إذا ما أردنا أن ننتج مخرجات مقبولة الجودة ولن أقول عالية الجودة، فما بالكم بضربة جديدة هي نظام الثلاثة فصول، فهذا يعني كما أرى أن جودة التعليم المعماري، وربما كثير من التخصصات على المحك.
http://www.alriyadh.com/1925937]إضغط (>[url) هنا لقراءة المزيد...[/url]
"هناك دول تطبق نظام الثلاثة فصول، بل إن الولايات المتحدة يوجد فيها جامعات تطبق نظام الثلاثة فصول وإن كان أغلبها يطبق الفصلين ولكن الأمر متروك للجامعات وهذا هو الفرق، فلماذا يجب على الجميع أن يكون خاضعاً لنظام موحد إذا ما كنا نسعى إلى بناء كيانات تعليمية تنافس الكيانات العالمية، فكل جامعة لها ظروفها ولها فلسفتها.."
لا أحد يعترض على أي فكرة يمكن أن تساهم في تطوير التعليم، خصوصاً على مستوى المحتوى والبيئة المدرسية، لكن عندما يكون هذا التطوير مجرد تغييرات شكلية لا تحقق تطوراً فعلياً في المنتج التعليمي فهذا يثير كثيراً من الأسئلة ويدعونا إلى مراجعة أي قرار يربك العملية التعليمية ويدفع إلى تغيير شامل للمناهج وفي طرق التدريس دون أي عوائد إيجابية واضحة، وبالطبع قد أكون مخطئاً في حكمي، لكنني بعد مراجعة طويلة لقرار التغيير من فصلين دراسيين إلى ثلاثة فصول لم أستوعب النتائج التي يمكن أن يجنيها التعليم وكيف يمكن للطلاب أن يتعلموا بشكل أفضل نتيجة لهذا التغيير، أو حتى كيف يمكن أن يكون لهذا التغيير نتائج بعيدة المدى قد أكون قصير النظر ولم ألاحظها. ورغم أنني أخشى بعد كل هذا الإرباك الذي سببه هذا التغيير أن نكتشف أن القرار لم يكن صائباً ونعود من جديد إلى سابق عهدنا، إلا أنني لاحظت أننا قرارات التغيير الكبيرة المرتبطة بالتعليم تعتمد دون شرح متأنٍ لمبررات اعتمادها.
كما ذكرت لكم قد أكون مخطئاً في تصوري وقد تكون نظرتي نابعة من تجربتي التعليمية التخصصية، لذلك فهذا المقال لا يتناول نظام الثلاثة فصول بشكل عام، وإن كنت أتمنى أن يصوبني بعض القراء الذي يملكون خبرة أوسع مني في هذا المجال، لكن سأتناول تأثير هذا النظام على نظام التعليم في الجامعات السعودية التي تأسست على نظام الفصلين وتطورت مناهجها وساعاتها الدراسية على هذا النظام. لاحظت على الأقل مستوى الإرباك الذي أحدثه هذا القرار في الأسابيع الفائتة، فالتطبيق يجب أن يبدأ العام القادم، وتغيير الخطط الدراسية يتطلب وقتاً وتوزيعها على ثلاثة فصول مربك وتنظيم الساعات والقاعات الدراسية أكثر إرباكاً. السؤال الذي تبادر إلى ذهني هو: هل نحن بصدد جامعات مستقلة أم أنها يجب أن تخضع لنظام موحد، ولا أعلم موقف نظام الجامعات الجديد الذي أقر قبل عامين من هذا القرار.
بالطبع هناك دول تطبق نظام الثلاثة فصول، بل إن الولايات المتحدة يوجد فيها جامعات تطبق نظام الثلاثة فصول وإن كان أغلبها يطبق الفصلين ولكن الأمر متروك للجامعات وهذا هو الفرق، فلماذا يجب على الجميع أن يكون خاضعاً لنظام موحد إذا ما كنا نسعى إلى بناء كيانات تعليمية تنافس الكيانات العالمية، فكل جامعة لها ظروفها ولها فلسفتها. ما زلت أرى أننا نتعامل مع الجامعات على أنها مؤسسات غير قادرة على تصريف شؤونها الداخلية، وهذا في اعتقادي يسبب إشكالات كبيرة تعيق تطوير هذه المؤسسات ويجعلها لا تصل إلى مرحلة النضج، علماً بأن الجامعات يوجد بها تخصصات مختلفة بعضها قد يتكيف مع النظام الجديد والبعض يصعب تكييفه، ولأنه سيُجبر على التكيف سيؤثر هذا على جودة المخرجات، وهذا يناقض الهدف من التغيير وهو تطوير التعليم.
سوف أتحدث بشكل خاص عن كليات العمارة التي يرتكز التعليم فيها على المراسم Studios وهي المادة الأساسية التي يتم تدريب وإعداد الطلاب والطالبات على ضوئها كي يكونوا جاهزين لسوق العمل كمعماريين ومعماريات. هذه المادة العملية تم تصميمها كي تنجز خلال 16 أسبوعاً تقريباً بينما نظام الثلاثة فصول سيكون 10-12 أسبوعاً وهذا يعني أنه سيكون هناك خلل في المادة العلمية والتدريبية التي سيتلقاها الطالب. خلال الحوار مع الكثير من الزملاء حول الكيفية التي سيتم بها إصلاح هذا الخلل اقترح البعض أن يقسم الفصل الأوسط بين مادتي التصميم بحيث يأخذ الطالب درجة غير مكتمل ويكمل بعد ذلك عمله. طبعاً هناك الكثير من المقترحات ويزداد الأمر صعوبة في السنوات النهائية ومشروع التخرج. كما أن المشكلة تنطبق على جميع المواد النظرية الداعمة لمادة التصميم. كل هذا الإرباك لا أرى ما يبرره أبداً ولم أجد أي عوائد إيجابية لهذا النظام، فلماذا يجب على الجميع تطبيقه.
أنا هنا أعبر عن رأيي الشخصي كمعلم للعمارة لثلاثة عقود تقريباً، وقد يختلف معي بعض الزملاء في الرأي، لكن أتذكر هنا عواقب اعتماد السنة التحضيرية قبل عدة سنوات على منهج التعليم في كلية العمارة والضغوط التي أحدثتها هذه السنة دون مبرر. السنوات المعتمدة للتعليم المعماري هي خمس سنوات والمنهج مكتظ بالمواد النظرية والعملية التي لا يمكن التنازل عنها بأي حال، هذا إذا ما أردنا أن ننتج مخرجات مقبولة الجودة ولن أقول عالية الجودة، فما بالكم بضربة جديدة هي نظام الثلاثة فصول، فهذا يعني كما أرى أن جودة التعليم المعماري، وربما كثير من التخصصات على المحك.
http://www.alriyadh.com/1925937]إضغط (>[url) هنا لقراءة المزيد...[/url]